عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور.. سرطان خبيث.. أضاحي العيد بطعم الخنازير

أضاحي العيد
أضاحي العيد

تحقيق- محمود هاشم:

 

أصبح مشهد تواجد أضاحي العيد من الخرفان والماعز بين أكوام القمامة معتادًا في شوارع المحافظات، حيث يتم إطلاقها على مقالب القمامة للحصول على طعامها من بين المخلفات الملوثة والمسرطنة، ما يصيبها بأمراض خطِرة والتي تتفاعل بدورها داخل جسم الإنسان الذي يصاب بالأمراض القاتلة عند تناولها بالطعام.

 

وفى ظل ارتفاع أسعار أعلاف المواشي وانهيار الاقتصاد في الآونة الأخيرة ومعاناة تجار المواشي من انتشار الأمراض والتكاليف الطائلة إلا أنهم قرروا أن استخدام أكوام القمامة كوجبات أساسية على مدار اليوم.

 

الوفد ترصد أضاحي العيد تتغذى على أكوام القمامة

 

رصدت عدسة "بوابة الوفد" تجار الأغنام الذين يطعمون المواشى قمامة الشوارع الممتلئة بالميكروبات السامة، أمام مرأى ومسمع الناس دون استحياء بدلًا عن أن يقوموا بتربيتها تربية صحية على الأعلاف المسموح بها والمتعارف عليها التي لا تضر الإنسان ولا تسبب له الأمراض الخطِرة.

 

 اتجهوا إلى أن رعاة الأغنام يعتمدون على القمامة كوجبة رئيسية لأغنامهم طوال العام، فإن مشهد تجمع هذه الحيوانات على جبال من القمامة يظل لافتًا للانتباه، خاصة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، وتفكير المواطن في مدى تأثير هذه القمامة على جودة لحوم الأغنام.

 

هذه الأضحية لها شروط معينة يجب الالتزام بها وعدم الإخلال بأي شرط، فقد أوصى النبي- عليه الصلاة والسلام- بألا تذبح الأضحية المعيبة، ناهيًا عن التضحية بـ"الجلالة" أو ركوبها وأكل لحمها وشرب لبنها والجلالة هي التي تأكل القاذورات، من الإبل والبقر والغنم والدجاج والأوز وغيره.

 

كما حرم الله ذبح مثل هذه الأضحية في قوله تعالى بسورة المائدة: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ‏".

 

ضرب تجار المواشي والمربون بكلام الله سبحانه وتعالى ونبيه عرض الحائط، لتجدهم يربون المواشي بأكوام القمامة في أبشع مشهد يمكن أن تراه، فلك أن تتخيل أن الأضحية التي تتقرب بها من الله، تأكل من القمامة المتعفنة كالخنازير التي حرمت على المسلمين.

مواطنون عن أضاحي القمامة: بتجيب سرطان

قال أحمد منصور 40 عامًا، من سكان محافظة المنوفية، إن جزاري المنطقة يتفقون مع مربي الأغنام أن يعطوهم الكثير من الأغنام قبل عيد الأضحى المبارك بـ6 أشهر لتربيتهم على أكوام القمامة لتوفير شراء الأعلاف الصحية لهم، وعند إصابة أحد الأغنام بالتعب أو الموت يذبحون ما يقترب إلى الموت ثم يبيعونه إلى المواطنين الذين لم يعلموا شيئًا عن مصدر اللحوم.

 

تابع فراج محمد 50 عامًا، فلاح من منطقة شبرا الخيمة، قائلًا: "منذ نشأتى وأنا لا أرى أغنامًا تتغذى على القمامة ولكن ما نشهده اليوم كارثة بكل المقاييس أن يكون هناك مواش تأكل مخلفات المواطن ثم يرجع أن يأكلها مرة أخرى على شكل لحوم ولا يوجد فرق بين الخنازير التي حرمها الله على المسلمين وبين الأغنام التي تتغذى على المواد السامة".

 

 التقط طرف الحديث أم عبده 45 عامًا من سكان منطقة شبرا الخيمة، قائلة: "أنا أصبت بمرض السرطان من بداية ما اشتريت خروفًا من راعى الغنم المتغذية على القمامة المجورة وفي أشد الندم وحتى الآن غير قادرة على شراء أدوية السرطان للتخلص من المرض الخبيث"، مطالبة المواطنين بتجنب أغنام القمامة "فيها سم سرطاني خبيث لم تكتشفه إلا بعد تناوله".

 

قالت الدكتورة ملك صالح، خبيرة التغذية بالمعهد القومى للتغذية، إن الأغنام التي يعتمد صاحبها في تغذيتها على المخلفات من القمامة تسبب العديد من الأمراض، وذلك لاحتوائها على مخلفات لا آدمية ومن الممكن أن تكون مصابة بأمراض مميتة للإنسان واكتساب الأمراض على مدار العمر.

 

حذرت صالح المواطنين من الإقبال على شراء الأضحية التى تباع فى الشوارع التي لا يتم الكشف البيطرى عليها ومجهول مصدر تربيتها، قائلة: "إن التجار ليس لديهم ضمير تجاه المواطن والهدف هو تجميع المال على حساب صحة المواطن حتى ولو مات من تناول الأطعمة المسمومة فى غياب الوعى الآمن على صحة المضحي".

 

كما طالبت صالح من الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة بالتدخل السريع للسيطرة على مافيا لحوم القمامة والحفاظ على الشعب المصرى من الوقوع تحت فخ تجار اللحوم القمامة، مستشهدة بتربية الخنازير آكلة القمامة ولا يوجد فرق بين تربية الخرفان على الوجبات المسممة من القمامة بتربية الخنازير على وجبات القمامة.

 

 قال دكتور مجدي عزمى، أستاذ ورئيس وحدة التكثيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، إن مدى تأثير تناول المواشى للأطعمة الفاسدة من القمامة فى غاية

الخطورة على حياة الإنسان، قائلًا:" إنها تحتوى على السموم التى تتناولها ومن الممكن أن يكون فى سموم فطرية  "الافلاتكسس" التى تعود ببشاعة لمرض الكبد واحتمالية زيادة الأورام السرطانية بشكل سريع وتحتوى على سموم ميكروبية أخرى".

 

 أكد عزمى أنه عند تناول المواطن لحوم "خنازير أو خرفان" متربية على القمامة فمن الأكيد أن تلك الملوثات الفظيعة تنتقل إلى جسم المواطن وتتحول هذا الملوثات إلى الأورام السرطانية الخبيثة.

 

لفت إلى أن أطعمة القمامة ينتج عنها بويضات ويرقات الديديان مثل "الإسكارس، الإنكليستوما، التنيا سازيناتا، التنيا سوليم التى تسبب الدودة الشريطية عند الإنسان والتى يصل طولها إلى 22 مترًا، وتعد هذه الدودة من الأنواع التى تفرز السموم التى تؤدى إلى الضعف والوهن عند الإنسان.

 

نصح عزمى، المواطنين بشراء الأضحية أو اللحوم المستوردة من الجيش؛ لأنها من مراعٍ ذات جودة عالية من الأعلاف والرعاية الصحية السليمة، ويقوم بالفحص الشامل أثناء استلام اللحوم والمواشى أطباء متخصصون.

 

أضاف أن الأغنام أثناء انتشارها فى القمامة تتناول ورق الجرائد الذى يحتوى على الرصاص المستخدم فى الطباعة والأكياس البلاستيكية، وقد يؤدى هذا لإصابة من يتناول هذه اللحوم بالأمراض السرطانية.

شدد حسين منصور، طبيب بيطرى بمنطقة المنوفية، رفضه لتربية الأغنام على القمامى لما قد يترتب على ذلك من آثار سلبيه على الحيوان نتيجة لتعرضه لأمراض عديدة نتيجة لذلك وبالتبعية تعرض صحة الإنسان للخطر نتيجة لذلك حيث يتعرض هو الآخر للأمراض نتيجة تناوله اللحوم المصابة بالأمراض.

 

أضاف منصور أن تعرض الأغنام للقمامة يتسبب فى إصابتها بطفيليات عديدة لها تأثير سلبى على الحيوانات وهذه الطفيليات قد تكون طفيليات خارجية مثل "القمل" إضافة إلى وجود إفرازات أخرى، وكذلك هناك طفيليات داخلية يكون لها تأثير كبير على الأعضاء الداخلية للحيوان وبالتبعية تؤثر على الإنسان فى حالة تناوله لها.

 

ونصح أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، المواطنين بشراء الأضحية من أماكن مضمونة والكشف البيطرى على الأضحية قبل نحرها.

 

طالب أبو العلا، من المواطنين عدم شراء الأغنام من سريحة الشوارع والشراء من أماكن موثوق بها لتجنب الأمراض المسرطنة.

 

كما وصف الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كلمة "زبالة" تطلق على حسب نوع الأطعمة إذا كانت نجسة أو غير ذلك وتسمى بـ"الجلالة" وهي التى تأكل النجسات، قائلًا: " فى هذه الحالة  يجب على الراعى أن يحجز الأغنام عن تناول الأطعمة النجسة".

 

أضاف الجندى، أن الحيوانات التى تأكل من القمامة يختلط طعامها بالنجس وغير النجس، خلاف أنه لا يملك عقلًا ليفرق بين هذا وذاك، فالعلماء على خلاف بثلاثة أقوال، أولها رأى الشافعية والإمام أحمد بمنع أكل هذه اللحوم على الإطلاق ويعطونها حكم "الجلالة " لأنها تأكل من النجس فى الشوارع، والقول الثانى رأى الحنابلة الذى يجيز أكلها، أما الرأى الثالث من جمهور العلماء الآن هو حبس الحيوان قبل ذبحه لمدة ثلاثة أيام فى مكان مغلق، ثم يتم تقديم علف طاهر نظيف، ففى هذه الحالة يجوز أكلها.