عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوائل الثانوية العامة من الطبقات الكادحة: التحدى وقهر الصعاب وراء تفوقنا

بوابة الوفد الإلكترونية

إشراف نادية صبحي إعداد - دعاء مهران:

هاجر: والدى فلاح بسيط وليس لدينا «إنترنت» بالمنزل..!

محمود: أمى دفعتنى بقوة إلى النجاح

استشارى نفسى: حافز التغيير وراء التفوق

ارتبط أسماء أوائل الثانوية العامة على مدار سنوات عديدة بأبناء الطبقات المرتفعة أو المتوسطة، نتيجة للإنفاق المبالغ فيه بالدروس الخصوصية، ولكن وجود أوائل بالثانوية العامة من الطبقة الفقيرة، كان مفاجأة للكثير من الناس، خاصة أن هؤلاء الطلاب ليس لديهم رفاهية دفع المبالغ الطائلة فى الدروس الخصوصية، بل كان منهم من يعمل مع والديه لمساعدتهم على ظروف الحياة القاسية.

وجود أوائل بالثانوية العامة من الطبقة الفقيرة خلق تساؤلات عديدة، فى الوقت الذى يتحدث الجميع عن تدنى منظومة التعليم بمصر، وكيف تفوق هؤلاء الطلاب وسط منظومة تعليمية متدنية، تعتمد على الإنفاق بالأساس وما أسباب تفوقهم، وسط وجود طلاب ينفق آباؤهم آلاف الجنيهات بل عشرات الآلاف من الجنيهات شهرياً على الدروس الخصوصية.

«الوفد» ترصد أوائل الثانوية العامة من الطبقة الفقيرة، وما أسباب تفوقهم.

هاجر غمرى الشحات السيد، صاحبة المركز التاسع على الجمهورية فى الثانوية العامة، بنت قرية كشيك مركز أبوحماد الشرقية، أكدت أنها لا تملك حساباً على «فيس بوك» أو «تويتر» أو حتى «واتس آب»، والدها مزارع بسيط، ومع ذلك لم يقصر مع أبنائه الأربعة، فجميعهم فى مراحل التعليم.

وأكدت هاجر أنها كانت تساعد والدتها فى أعمال المنزل، كما كانت تذهب لوالدها فى الحقل وأحياناً تساعده فى أعماله، ولكنها عندما وصلت إلى الصف الثالث الإعدادى والدها نبه على الجميع ألا يطلب منها أى عمل وأن يوفروا لها الجو المناسب للمذاكرة.

وتقول هاجر: إنها لم تكن تحدد عدد ساعات معين للمذاكرة، وأنها سمعت بعض النصائح وأخذت بها بألا تعطى مجهوداً كبيراً فى بداية العام الدراسى وأن توفر مجهودها لآخر العام.

فيما لم تخجل «دعاء» طالبة الثانوية العامة الحاصلة على المركز العاشر شعبة أدبى من الحديث عن مهنة والدها الذى يعمل حارس عقار بحى مدينة نصر، ورغم فرحتها التى طغت عليها الدموع والزغاريد، إلا أنها تتقدم خطوة وتتراجع خطوات فى قرار الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية خوفاً من وظيفة والدها التى قد تكون عائقاً بينها وبين تحقيق طموحها.

وأكدت دعاء مهران محمود مهران، صاحبة المركز العاشر شعبة أدبى بالثانوية العامة، مدرسة الشهيد ملازم أول قوات مسلحة محمد أشرف بشرق مدينة نصر، ابنة

الحى الشعبى التى عقدت اتفاقاً مع والدها جعله يواصل الليل بالنهار من أجلها.

وقال محمود محمد صبحى بديوى، المقيم بقرية النطاف بمركز كفر الشيخ، والحاصل على المركز الرابع مكرر فى الشعبة الأدبية بالثانوية العامة، مؤكداً أنه ذاق مرارة الحاجة والعوز فقررت أن أغير خارطة حياتى وأسرتى عن طريق النجاح والتفوق حتى استطاع الحصول على المركز الرابع مكرر على مستوى الجمهورية فى الثانوية العامة.

وأكد محمود أن والده متوفى منذ عام 2004 ووالدته تعمل بائعة «أنابيب» من أجل الإنفاق عليهما، لافتاً إلى أنه علم بخبر تفوقه من التليفزيون والإنترنت، مضيفاً: أردت تحقيق حلم والدتى بالتفوق وابتعدت تماماً عن مواقع التواصل الاجتماعى حتى لا تشغلنى عن دراستى.

الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، أكد أن وجود أوائل بالثانوية العامة من الطبقة الفقيرة، وسط طلاب ينفق عليهم آلاف الجنيهات شهرياً، نتيجة طبيعية لوجود حافز داخل هؤلاء الطلاب، لتغيير حياتهم إلى الأفضل، بينما طلاب الثانوية العامة من أبناء الأغنياء، لا توجد عليهم ضغوط أو حافز بداخلهم يجعلهم يواصلون الليل بالنهار، للحصول على درجات عالية بالثانوية العامة.

وأكد «فرويز» أن أبناء الأغنياء يذاكرون للحصول على درجات متوسطة، لكونهم يعلمون أنهم سوف يلتحقون بجامعات خاصة، أو الالتحاق بجامعات أجنبية، أو السفر لروسيا، أو بعض الدول الأجنبية، ودخول الجامعات بها مهما كلفتهم من أموال.

وأوضح أن أبناء الطبقة الغنية، أو حتى المتوسطة، لديهم الكثير من الرفاهيات، تشغلهم عن المذاكرة مثل الفسح والمصايف والخروجات مع أصدقائهم، والتى لا يقدر عليها أبناء الطبقة الفقيرة.