عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتوبيسات القاهرة.. ضارة جداً بالصحة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تحقيق: حمدى أحمد / إشراف: نادية صبحي

 

أتوبيسات النقل العام فى العالم كله وسيلة للنقل، ولكنها فى مصر وسيلة للنقل وللموت أيضاً!! أتوبيسات الهيئة لا تقتل من خلال الحوادث فقط وإنما تقتل بما يصدر عنها من عوادم.

وعوادم أتوبيسات هيئة النقل العام تتنوع ما بين أكاسيد النيتروجين وثانى أكسيد الكبريت والجسيمات العالقة أقل من 10 ميكرومتر، وأول وثانى أكسيد الكربون وتتسبب فى أمراض سرطان الرئة والدم وأمراض الكبد وأمراض الجهاز العصبى وأمراض القلب.

وفى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة لكى تكون العاصمة فى أبهى صورها وإعادتها لرونقها وجمالها التاريخى بطرق مختلفة، من ضمنها تحديث أسطول النقل العام وزيادة حجمه لكى يليق بمواطنى العاصمة، نجد أن نصف هذا الأسطول تقريباً من الأتوبيسات مخالف للشروط البيئية وفحص عوادم السيارات.

3000 أتوبيس هو حجم أسطول هيئة النقل العام يبلغ حالياً ويجرى العمل على تطويره بهدف توفير أتوبيس لائق بمواطنى القاهرة الكبرى.

وتشجيع شريحة أكبر من المواطنين على ترك سياراتهم الخاصة واستخدام الأتوبيسات العامة، ما يساهم فى تخفيف الضغط المرورى على شوارع القاهرة.

وطبقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، مايو الماضى، احتلت القاهرة المركز الثانى ضمن أكثر مدن العالم تعرضا لتلوث الهواء، وقالت المنظمة فى تقريرها أن نحو 8 ملايين شخص يموتون كل عام بسبب التعرض للهواء الملوث.

وجاءت مدينة نيودلهى الهندية فى صدارة ترتيب المدن الأكثر تعرضا لتلوث الهواء فى الفترة من عام 2011 إلى 2015، تلتها القاهرة، ثم مدينة دكا فى بنجلاديش، كلكتا بالهند، مومباى بالهند، بكين فى الصين، شنغهاى بالصين، أسطنبول بتركيا، مكسيكو سيتى بالمكسيك، ثم ساو باولو فى البرازيل.

 

موديلات قديمة

من جانبه، قال المهندس محمد سعد، رئيس الإدارة العامة لعواد المركبات بوزارة البيئة، إن نسبة تقترب من 50% من أتوبيسات هيئة النقل العام مخالفة لفحص عوادم السيارات وغير مطابقة للقانون.

وأضاف «سعد»، أن القاهرة الكبرى تضم 24 جراجاً تابعاً للهيئة تحتوى على 2800 أتوبيس تابع لأسطول الهيئة منها ما هو معطل ومنها ما يعمل، ولكن لجان الفحص لا تجرى الكشف إلا على الأتوبيسات غير المعطلة فقط.

وأوضح رئيس الإدارة العامة لعوادم المركبات بوزارة البيئة، أن الهيئة ليست المسئول الوحيد عن هذه المشكلات والمخالفات ولا تعتبر السبب الرئيسى فيها، وإنما هناك عدة أسباب مجتمعة تؤدى إلى هذه المخالفات منها، الموديلات القديمة للمركبات والتى تحتوى على مشكلات كثيرة فى المحركات الخاصة بها وعدم إجراء صيانة لها، وسير المركبات فى الشوارع بسرعات بطيئة نتيجة الزحمة الخانقة فى القاهرة، قائلا «المنظومة كلها محتاجة تعديل وليست الهيئة فقط».

ولفت سعد إلى أن وزارة البيئة تساعد الهيئة من خلال كتابة التقارير الخاصة بالفحص حتى يتوافقوا بيئياً، مشيراً إلى أنه يتم إعداد تقرير شامل عن هذه المخالفات وإرساله لهيئة النقل العام ومحافظة القاهرة، متضمناً نتائج الفحص وبيان الأتوبيسات المخالفة، فضلاً عن العديد من توصيات الإصلاح، وكذلك وضع برنامج شامل لكيفية إعادة فحص هذه الأتوبيسات بعد إتمام إصلاحها.

وأكد سعد أن أبرز الأضرار الناتجة عن هذه المخالفات تتمثل فى انبعاثات أول وثانى أكسيد الكربون، فضلاً عن الانبعاثات العالقة فى الجو، والتى تتسبب فى أمراض الجهاز التنفسى والصدر الخطيرة على صحة الإنسان.

 

الصيانة غائبة

وأوضح الدكتور مجدى علام، مستشار وزير البيئة السابق، أن هناك 4 أسباب تؤدى إلى مخالفة أتوبيسات النقل العام لمواصفات وشروط عوادم السيارات ومخالفة القانون فى مصر. وقال إن السبب الأول هو الموديلات القديمة التى تعتمد عليها هيئة النقل العام بشكل رئيسى فى نقل المواطنين يومياً، أما الثانى فيتمثل فى عدم مراعاة تكنولوجيا هذه المركبات للحرق الكامل للوقود لأن محركاتها «مواتيرها» قديمة ولا تساعد على حرق الوقود بشكل كامل، فكلما زاد احتراق الوقود انخفضت كميات الملوثات الخارجة منه.

أما السبب الثالث -والكلام لا يزال

للدكتور مجدى علام- فهو غياب الصيانة عن الأتوبيسات لفترات زمنية متباعدة بسبب عدم تخصيص موارد مالية للصيانة فى الموازنة أو تخصيص مبالغ زهيدة، ما يؤثر على قطع الغيار وحالة المركبات، مشيراً إلى أن السبب الرابع يتمثل فى عدم الالتزام بحمولة كل مركبة، فالأتوبيس الذى تبلغ حمولته 50 راكباً، ممتلئ بأكثر من 80 و100 راكب.

وأكد «علام» أن الأضرار الناتجة عن مخالفة أتوبيسات النقل العام وغيرها من المركبات الخاصة كثيرة ومتعددة ولكن أهمها، زيادة نسبة ملوثات الهواء، والتى بسببها أصبحت القاهرة من أكثر 10 مدن تلوثاً للهواء حول العالم، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى وخاصة حساسية الصدر.

وفيما يتعلق بالطرق التى يمكن من خلالها حل هذه المشكلة والتعامل معها، أوضح مستشار وزير البيئة السابق، أن من أهم الطرق والحلول قيام هيئة النقل العام وأصحاب السيارات الخاصة أيضاً بالصيانة الدورية للمركبات وتغيير الموتور بعد فترات زمنية محددة، وأن تكون أوتوبيسات النقل مطابقة لمواصفات الاتحاد الأوروبى، والأتوبيسات المخالفة تسير فى الطرق الصحراوية حتى تنفث سمومها مناطق تجمع الكتل السكانية، فضلا عن تغيير هيئة النقل العام لأسطولها كل 5 سنوات.

وتتمثل المواصفات الأوروبية حالياً فيما يسمى انبعاثات الأورو 6، وهى الخاصة بتسجيل السيارات بعد سبتمبر 2014، وتكون نسبة أول أكسيد الكربون فيها 1%، والهيدروكربون نسبته 0.10%، وأكسيد النيتروجين 0.06%.

ملوثات الهواء خطيرة جداً، وتتنوع ما بين أكاسيد النيتروجين وثانى أكسيد الكبريت والجسيمات العالقة أقل من 10 ميكرو متر، وأول وثانى أكسيد الكربون، وتتسبب هذه الملوثات فى أمراض سرطان الرئة والدم، أمراض الكبد، أمراض الجهاز العصبى، وأمراض القلب.

وطبقا للائحة التنفيذية لقانون حماية البيئة رقم 4 لسنة 1994، فإنه لا يجوز استخدام آلات أو محركات أو مركبات ينتج عنها عادم تجاوز مكوناته الحدود القصوى الاتية، حيث أنه بالنسبة للمركبات المصنعة بداية من 2003، فإن نسبة أول أكسيد الكربون 2.5% بالحجم عند السرعة الخاملة (600-900 لفة/ دقيقة)، وهيدروكربونات غير محترقة تكون نسبتها 600 جزء فى المليون عند السرعة الخاملة (600-900 لفة/ دقيقة)، أما الدخان فيكون30% درجة عتامة أو ما يعادلها من وحدات أخرى عند أقصى تعجيل، وفيما يخص المركبات المصنعة قبل 2003، نسبة أول أكسيد الكربون 4.5% بالحجم عند السرعة الخاملة (600-900 لفة/ دقيقة)، وهيدروكربونات غير محترقة تكون نسبتها 900 جزء فى المليون عند السرعة الخاملة (600-900 لفة/ دقيقة)، أما الدخان فيكون 30% درجة عتامة أو ما يعادلها من وحدات أخرى عند أقصى تعجيل.