رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تفيد في سوق العمل.. شهادات جامعية.. للزواج فقط

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تحقيق - دعاء مهران / إشراف: نادية صبحي

 

مع إعلان نتيجة امتحانات الثانوية العامة وحتى بداية العام الدراسى القادم ولا حديث يعلو الكليات الجامعية المختلفة ومستقبل كل منها، ومصير من يلتحق بها من الطلاب الجدد.

والمفاجأة التى لا تصل إليها أغلب أحاديث المصريين هى أن كل الكليات النظرية، بما فى ذلك ما يسمى بكليات القمة، هى فى الغالب تمنح شهادات للزواج فقط وليست شهادات جامعية بالمعنى المتعارف عليه!

أما التعليم الفنى فى مصر فكارثى الحالة، وكشف أحدث دراسات المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية حول قضايا التعليم فى مصر، التى أجريت على 2035 طالبًا وطالبة فى 17 مدرسة للتعليم الفنى الصناعى بالقاهرة الكبرى، عن أن 42.8% من الطلاب يؤكدون أنهم سيلاقون حالة من تدنى التقدير المجتمعى بعد التخرج، و17.6% يكثرون الغياب من المدرسة، بسبب رؤيتهم أن التعليم الفنى ليس له مستقبل مضمون.

 وأكدت الدراسة أن 25.2% من أفراد العينة ذكروا أن اختيارهم للتعليم الفنى بمثابة وسيلة للهروب من الثانوية العامة.

وأوضحت الدراسة أن المشكلات الحقيقية للتعليم الفنى الصناعى تتمثل فى تحوله مع مرور الوقت إلى بوتقة يوضع فيها الفرد ليشعر من خلالها بتدنى وضعه الاجتماعى وعدم جدوى ما يمر به من خبرات تعليمية فى النهوض به مهاريًا واجتماعيًا واقتصاديًا، ومن ثم يبدأ الشعور بانخفاض تقديره لذاته وإعاقته عن تحقيق حاجته إلى الإنجاز والحصول على المكانة الاجتماعية المرغوبة لدى الجميع.

ويعانى التعليم الفنى فى الكثير من المدارس، وخاصة مدارس الصعيد، عدم الاهتمام وغياب الإشراف الحقيقى، حيث يعم معظم تلك المدارس الفوضى، وعدم الالتزام فى الحضور بالنسبة للطلبة، كما أن الكثير من المدرسين، لا يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، وتعتبر الكثير من الأجهزة الفنية والمعدات التى من المفترض أن يتدرب عليها الطلاب، غير صالحة للاستعمال، نتيجة تلفها من الصدأ وعدم الاستخدام.

كما أن جميع خريجى المدارس الفنية، لا يملكون حرفة أو مهنة رغم استمرارهم، فى التعليم الفنى لمدة تتراوح بين ثلاث سنوات، إلى خمس سنوات، بسبب عدم ارتباط منظومة المنهج ببعضها وعدم التدريب.

وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، إن حالة التعليم فى مصر، جميعها أصبحت سيئة جداً، لافتاً أن التعليم قبل الجامعى، أصبح لا يطبق أى معايير لجودة التعليم، وإذا دخلت فى معايير جودة التعليم، تكون الأخيرة عالمياً وعربياً، كما أن حالة التعليم العالى، لا تفرق عن حالة التعليم ما قبل الجامعى فى شىء.

وأوضح «مغيث» أن مشكلات التعليم أصبحت تفوق قدرات وزراء التربية والتعليم والتعليم العالى، موضحاً أن الوزير ما هو إلا كبير الموظفين فى الوزارة، لافتاً أن إصلاح منظومة التعليم بمصر تحتاج إلى إرادة سياسية عليا هى التى تستطيع أن تواجه مشكلات التعليم، مؤكداً أن الدستور ينص على أن تبلغ ميزانية التعليم 6% من إجمالى الناتج القومى المحلى، ومنها 4% للتعليم ما قبل الجامعى، و2% للتعليم الجامعى، موضحاً أن ما ينفق على ميزانية التعليم بجميع مراحله 3% فقط.

وأكد أنه من المنتظر أن ترتفع ميزانية التعليم ما قبل الجامعى، فى العام المقبل 10% عن العام الماضى، لافتاً أن تلك الزيادة هى النسبة التى تتطلبها مرتبات المعلمين وهى الزيادة التى تصل إلى 10% فى مرتباتهم، موضحاً أنه إذا وضعنا فى الاعتبار أن هناك تضخماً وصلت نسبته فى الشهور الماضية 30%، ما يعنى أن التعليم ميزانية سوف تنخفض عن الأعوام السابقة.

وأشار إلى أن عدم الاهتمام بالكليات النظرية، على حساب الكليات العملية، يرجع إلى أن الكليات النظرية لا تحتاج إلى إمكانيات أثناء الدراسة، لافتاً أن الكليات النظرية كل ما تحتاجه هو دكتور يقف أمام ألف طالب، ثم امتحان، ثم يحصل الطالب على شهادة تخرج (حقوق – تجارة – آداب.. إلخ).

بينما الكليات العملية تحتاج إلى نسبة معينة من الطلاب، نتيجة إلى أن الدراسة فيها تحتاج إلى معامل وإمكانيات ضخمة، وبعد تخرج هؤلاء الطلاب تكون الدولة ملزمة بإقامة مصانع ومستشفيات ومزارع لكى يعملوا بها، بخلاف الكليات النظرية، والذى يعتبر التعليم الأرخص فى مصر.

وعن عدم الاهتمام بالتعليم الفنى، والذى من المفترض أن يكون تعليماً منتجاً، أوضح «مغيث» أننا أصبحنا اليوم لا نستطيع أن نؤكد أن طالب التعليم الفنى يجيد القراءة والكتابة، موضحاً أن خريجى التعليم الفنى، إذا تقدم للعمل فى وظيفة تتطلب القراءة والكتابة، يذهب إلى فصول محو الأمية، نتيجة لعدم الاهتمام بالتعليم الفنى من الوزارة والذى هو بطبيعة الحال يعد مكلفاً أيضاً، لافتاً أن طلاب التعليم الفنى لديهم قناعة بأن من يحضر الامتحان فقط يعد ضمن النجاح.

وأكد أن هناك شائعات مغلطة كثيرة، منها تهافت الطلاب على التعليم العالى، وهذا غير حقيقى، موضحاً أن كل ما يقدم على التعليم العالى سواء تعليم خاص أو حكومى أو حتى معاهد فوق المتوسطة، لا تتعدى نسبتهم 28%، بينما هذه النسبة تتجاوز 80%، فى الدول المتقدمة.

وقال خلف الزناتى، نقيب المعلمين، إن التعليم الفنى من أهم حلقات التعليم، ولكن لا يتم استغلاله الاستغلال الأمثل حتى الآن، وأن دولاً مثل ألمانيا تعتمد على التعليم الفنى اعتماداً كلياً، مؤكداً أن أحد رجال الأعمال منذ فترة أعلن عن حاجته لـ7 آلاف وظيفة لحام حديد، ولكن لم يتقدم له سوى عدد قليل، وقام رجل الأعمال باستيراد 7 آلاف لحام من شرق آسيا، مطالباً بتطوير التعليم

الفنى، ومؤكدًا أن المناهج بها حشو ضخم، لافتاً أن النقابة أرسلت مذكرة لوزير التربية والتعليم الحالى طارق شوقى لتنقية الكتب الدراسية من الحشو، لافتاً أن أغلب الكتب المدرسية بها حشو، كما أن طريقة التدريس تعتمد على الحفظ والتلقين، لافتاً أن هناك مواهب كثيرة تدفن بسبب هذه الطريقة فى الامتحانات.

 

خبير اقتصادى: الحكومة تعطى أولوية للتعليم النظرى.. والتعليم المتقدم يهتم بالكليات العملية والتعليم الفنى

قال الدكتور يسرى طاحون، أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا، إن الحكومة تعطى أولوية واهتماماً للتعليم النظرى، بينما العالم المتقدم يعطى الأولوية للكليات العملية، والتعليم الفنى، مؤكداً أن الدولة الكورية، لا تعطى أى اهتمام بالتعليم النظرى، وجميع اهتمامها بالتعليم الفنى والعملى، فيما تترك التعليم النظرى للقطاع الخاص.

وأكد «طاحون» أن تلك السياسة نتيجة، لعدم وجود رؤية لدى حكومة، ولنتيجة فلسفة المجتمع، التى تنظر إلى أن الشهادة الجامعية، سوف تعطى أبناءهم المكانة فى المجتمع، وتتيح له العديد من الفرص بالفوز بالعروس التى يريدها، بينما إذا كان لديه مؤهل متوسط، وأراد أن يتزوج عروس لديها مؤهل عال سوف يتم رفضه، لافتاً أن جميع المصريين يحاولون تنفيذ تقاليد المجتمع بالحصول على الشهادة الجامعية، وأن الكثير من المصريين يفكرون جميعهم بطريقة واحدة وهو دخول أبنائهم الجامعة، ثم حصولهم على وظيفة حكومية بألف جنيه شهرياً.

وأوضح أنه برغم أن هناك الكثير من البطالة بين الجامعيين فى الوقت الحالى، فإن جميع الإحصائيات تشير إلى أن نسب البطالة بين الشباب الجامعيين سوف تزيد ثلاثة أضعافها بحلول سنة 2022، مؤكداً أن فلسفة الشهادة الجامعية، لا توجد فى المجتمعات المتقدمة، وأن دكتور الجامعة مثله مثل العامل، ولا دخل للشهادة الجامعية بالزواج.

وأوضح أن بعض الجامعات، تقوم برفع درجات الرأفة لدرجة عالية جداً، وخاصة فى الكليات النظرية مثل كلية تجارة وكلية حقوق وكلية آداب، مؤكداً أن نسبة النجاح فى تلك الكليات لا تقل عن 80% بها، لكى تستطيع الجامعات استقبال طلاب جدد.

وأكد أستاذ الاقتصاد فى حديثه للوفد، أن كثيراً من خريجى الجامعات، ليسوا مؤهلين للعمل، لكونها بطالة غير مؤهلة، لنجاحهم غير المستحق، نتيجة لسياسة الدولة، لإخلاء أماكن لإشغالها بطلاب جدد.

 

عضو لجنة التعليم فى البرلمان: الهدف الأساسى من التعليم الفنى هو تخفيف العبء عن كاهل التعليم العالي

قال النائب فايز بركات عضو لجنة التعليم بالبرلمان إن الوضع الحالى للتعليم الفنى فى مصر «لا يسر عدواً أو حبيباً»، وأن التعليم الفنى لا يحقق أية منافع، وهدفه الحالى هو تخفيف العبء عن كاهل التعليم العالى، كما أن خريجى التعليم الفنى عبارة عن بطالة مقنعة، لديهم شهادات ليست لها قيمة.

وطالب «بركات» بأن يكون تدريب الطلاب على المهن داخل مصانع وليس داخل المدرسة، كما يجب أن يكون هناك خامات متوافرة داخل المدارس، مؤكداً أن ميزانية الخامات للمدارس يعتبر مبلغاً قليلاً جداً ولا يساوى شيئاً، مطالباً بزيادة ميزانية الخامات، لكى تكون تلك المدارس منتجة، بمعنى أن ينتج قسم الخياطة العديد من الملابس الجاهزة، وقسم النجارة يخرج أثاثاً، وتخصص نسبة من الأرباح للطلاب لكى يكون لديهم حافز للعمل.

وأوضح عضو لجنة التعليم أن إنتاج المدارس سوف يجعلها جاذبة للطلاب، كما أن جميع الطلاب سوف يتخرجون ولديهم مهنة يعتمدون عليها، ولا ينتظرون الوظيفة.

وأكد عضو لجنة التعليم بالبرلمان أن كثيراً من الطلاب يستهدفون من التعليم العالى أن تكون لديهم شهادات جامعية لتعطى لهم المكانة بالمجتمع، ولاختيار عروس جميلة، كما أن البعض منهم يستهدف بأن يزداد ثقافة، ولهذا نجد كثيراً من الخريجين غير مؤهلين لسوق العمل.