رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدير أول مؤسسة لرعاية المشردين للوفد: ننفق 590 ألف جنيه شهريًا

محرر الوفد ومدير
محرر الوفد ومدير أول مؤسسة لرعاية المشردين

حوار- محمود هاشم :

شهدت الآونة الأخيرة ارتفاعًا فى معدلات حوادث الاختفاء، وعثور الأهالى والشرطة على جثث مجهولة بمقالب القمامة والمبانى المهدمة.

يأتى ذلك تزامنًا من ارتفاع معدلات المشردين فى الشوارع بعدد من محافظات مصر.

ويقول المهندس محمود وحيد عبد الحميد، مؤسس إحدى المنظمات الإغاثية، هناك6 فرق لإنقاذ المُشردين بالشوارع، منتشرة بـ 6 محافظات هى "القاهرة، الجيزة، المنصورة، السويس، الإسكندرية، القليوبية"، وتتكون الفرقة الواحدة من 15 فردًا "إناثًا وذكورًا"، لافتًا إلى فرق الإنقاذ عند إخطارهم بوجود مشرد أو استغاثة يتوجه إليه ثلاثة أشخاص من فريق الإنقاذ للتعامل مع الحالة.

وحول طريقة إنقاذ المشردين فى الشوارع، والخطوات المتبعة لدمجهم مجددًا فى المجتمع، أجرت" بوابة الوفد" حوارًا مع المهندس محمود وحيد عبد الحميد مؤسس إحدى المنظمات الإغاثية المتخصصة فى نجدة المشردين.

كيف تصل الاستغاثة لفرق الإنقاذ؟

أغلب الاستغاثات تصل عبر "جروب" للتواصل الاجتماعى عبر موقع فيس بوك ويضم 160 ألف عضو، ويرسل لنا صورة للحالة والعنوان وعلى الفور، تتحرك فرق الإنقاذ إلى موقع البلاغ، وفى حالة إصابة الحالة يتم التعامل معها عن طريق الإسعافات الأولية، وتضميد الجروح إن وجدت.

هل يتعاون المواطنون مع فرق الإنقاذ؟

فى الشارع هناك 3 فئات، من الضحايا، وأول هذه الفئات هم المتسولون، وهؤلاء لا يتجاوبون معنا نهائيًا لأن هدفهم الرئيسى هو ممارسة التسول، ولا يهدفون للعيش فى دور رعاية، بل يفضلون ما يربحونه من التسول، لأنهم متسقون مع ذاتهم فى عملهم.

أما الفئة الثانية فهى فئة المرضى النفسيين وهؤلاء أخطر من المتسولين، كونهم غير واعين لتصرفاتهم، ويحتاجون لمعاملة خاصة من فريق طبى متخصص، وهناك أطباء متخصصون فى الأمراض النفسية يتولون رعاية تلك الحالات.

والفئة الثالثة هى فئة المشردين، وهم الذين أنشأنا من أجلهم تلك المؤسسة وهم الأشخاص المطرودون من منازلهم لكبر سنهم أو مفقودون بسبب مرضهم النفسى وهؤلاء يتم تسكينهم داخل مبانى المؤسسة، ويخضعون لبرنامج صحى ونفسى لإعادة دمجهم بالمجتمع مجددًا.

هل عثرت فرق الإنقاذ ذات مرة على مشردين سرقت أعضاؤهم؟

فوجئت ذات مرة بحالة لشاب فى سن الـ30، مصاب بجرح فوق الكلى، وحررنا محضرًا لإثبات الحالة قبل استلامها، وبعد التحدث إليه علمنا أنه باع كليته، وأنفق الأموال وبعدها لم يجد سوى الشارع ملجأ له.

هل نجحت المؤسسة فى إعادة نزلائها للعيش بين الناس من جديد؟

بالفعل لدينا حالات تم دمجهم وتشغيلهم فى المؤسسة، وهذا دليل قاطع على أن طرق العلاج فعالة، ووفرنا لهم شغلا داخل المؤسسة، كمرافقين للمسنين وعمال نظافة، ويتقاضون مرتبات شهرية مجزية، وعلمناهم الاعتماد على النفس، ليكون لهم هدف فى الحياة وكيان، بعدما كانوا هائمين على وجوهم.

هل سبق وعثرت على مُشرد حاصل على درجة علمية أو مثقف؟

سمعت كثيرًا عن حالات لمشردين مثقفين، وهناك حالات كثيرة جدًا من المشردين على علم وثقافة، وقد يكون الزهايمر أو المرض النفسى سببًا لتشرد المثقفين من كبار السن، وبالفعل تمكنا من إعادة ما يزيد على 90 حالة لذويهم ومن ضمن الحالات تم العثور على دكتورة جامعية لن أذكر اسمها مصابة بالزهايمر أمام محكمة مصر الجديدة، واستضفناها لمدة 6 أشهر حتى تواصلنا مع أهلها الذين نقلوها إلى دار رعاية خاص.

فى رأيك ما هو سبب انتشار ظاهرة المواطنين بلا مأوى فى الشوارع؟

هناك العديد من الأسباب وراء الظاهرة، ويأتى فى مقدمتها الفقر والأمية وجحود الأبناء والظروف الاقتصادية والمرض، وهى ظاهرة تراكمية نتجت عبر عشرات السنين الماضية .

كيف يتصرف المواطن حال العثور على مشرد بالشارع؟

نحتاج لتعاون المواطنين مع فرق الإنقاذ، كما نحتاج لتعريفهم بما نقدمه من عمل ومعنى، وأنه لايصح أن نترك واحدًا من أهلنا المصريين

يسكن الشارع ليعيش مشردًا عرضة للأمراض، وفريسة سهلة لمافيا الإتجار بالأعضاء البشرية، علاوة على أن المشردين يعيشون فى ظروف بيئية سيئة للغاية ولا يحصلون على أبسط حقوقهم الآدمية فى العيش، ويجب مساعدتهم فالراحمون يرحمهم الرحمن.

في بداية عملك الإغاثي هل واجهت استغراب البعض؟

بالطبع كان البعض يننظر لنا باستغراب، ويتساءلون:" أنتم بتعملوا إيه؟ بتسرقوا الأعضاء وأنتم مين؟ وفى الوقت ذاته هناك من يساعدنا انطلاقًا من إيمانه بأهمية ما نفعل، ونرحب بكل من يرغب فى الانضمام إلينا.

هل هناك إجراءات أو استعدادات خاصة للمؤسسة بشهر رمضان؟

نحاول فى شهر رمضان تقديم خدمة رعاية خاصة لـ240 حالة مشردة بلا مأوى، يعيشون على الأرصفة ويرفضون الإقامة بإحدى دور الرعاية التابعة للمؤسسة، هذا بخلاف 70 حالة داخل الدور التابعة للمؤسسة، ونتكفل بهم طعامًا وشرابًا وكساء ورعاية طبية متكاملة.

كم تبلغ تكاليف رعاية الحالة الواحدة شهريًا؟

الحالة تتكلف شهريًا من 3 آلاف جنيه حتى 5 آلاف جنيه داخل الدار بخلاف الحالات المشردة فى الشوارع فتتكلف الحالة الواحدة 1000 جنيه.

من أين جاءتك فكرة المؤسسة ومتى بدأت العمل؟

الفكرة أتتنى حينما عثرت على مُسن مشرد فى الشارع، وحاولت مساعدته مرارًا إلا أنى لم أجد أى مؤسسة أو كيان فى مصر يساعد المشردون بلا مأوى بدون مقابل مادى، فقررت ومجموعة من الأصدقاء عمل مؤسسة أو كيان خاص لمساعدة أهلنا المشردين بلا مأوى دون مقابل، ويتكون فريق إدارة المؤسسة من 3 هم أنا والأستاذ حاتم زهران أمين الصندوق والدكتور محمد ذهنى سكرتير عام المؤسسة.

كيف تنفق المؤسسة على نزلائها وهى مجانية بالأساس؟

حتى الآن التكاليف قائمة على التبرعات من أهل الخير، ولا نحصل على دعم مادى من الحكومة أو أى مؤسسة، ونتمنى المزيد من الدعم لنتمكن من التوسع فى خدماتنا، وإنقاذ المزيد من المشردين.

كيف تتعاملون مع الحالات النسائية؟

فى حالة كون الحالة سيدة يتم الدفع بعنصر نسائى من فريق الإنقاذ لتسهيل المهمة ومساعدة المشردة، وفى حالة موافقة الحالة على العيش بالمؤسسة نقوم بإخطار وزارة التضامن الاجتماعي، ويتم تحرير محضر خاص بوزارة الداخلية بالحالة لتكون الإجراءات سليمة 100%، ومن ثم نقوم بتسكين الحالة بإحدى دور الرعاية التابعة للمؤسسة.

ما هى رسالتك للشباب لحثهم على العمل التطوعى وللمجتمع والحكومة؟

نحتاج لتعاون مستمر بيننا وبين الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، ونحن على يقين من أن التعاون لمواجهة الظاهرة سيكون خطوة أولى للقضاء عليها.