رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحد أبطال دفعة «من الدار للنار» اللواء النصيرى: العرق فى التدريب يمنع الدم فى المعركة

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت ـ سامية فاروق:

 

قال اللواء محمد ثروت النصيري، أحد أبطال المشاة في حرب أكتوبر، إنه شارك في 3 حروب خلال 6 سنوات، وكان أمامه هدف واحد إما الثأر والنصر أو الشهادة، وإن حرب الاستنزاف مهدت الطريق للنصر، ولولا الاستعداد الجيد خلال الـ6 سنوات لما نجحنا في تدمير أسطورة خط بارليف. وفي الحقيقة أنا من الدفعة التي دخلت من الدار للنار، فقد تخرجت في الكلية الحربية 1 يونيو 67 إلى منطقة القسيمة بسيناء مباشرة، وبعد 4 أيام حدثت النكسة، وكان يوما صعبا جدا علي وزملائي، فأنا أشعر بمرارة هذا اليوم حتى الآن، لأننا لم نأخذ الفرصة للقتال، وصدرت الأوامر من القيادات العليا وقتها بالانسحاب خلال 24 ساعة.

 

وقال اللواء ثروت: أنا من الدفعة التي دخلت من الدار للنار، فقد تخرجت في الكلية الحربية 1 يونيو 67 إلى منطقة القسيمة بسيناء مباشرة، وبعد 4 أيام حدثت النكسة، وكان يوما صعبا جدا علي وعلى زملائي، فأنا أشعر بمرارة هذا اليوم حتى الآن، لأننا لم نأخذ الفرصة للقتال، وصدرت الأوامر من القيادات العليا وقتها بالانسحاب خلال 24 ساعة. كان نتيجة النكسة فقدان نحو 85% من الأسلحة والمعدات، سواء ما تم تدميره أو تركه داخل سيناء، بسبب قرار الانسحاب، بالإضافة إلى 11 ألف جندي وضابط ما بين قتيل وأسير، ونحن دولة غير مصنعة للسلاح، وأيضا الدول المانحة للسلاح لديها تحفظات على منحنا السلاح، ولكن بدأت القيادة السياسية تعي أن بناء القوات المسلحة، لا بد أن يكون بتغيير جذري في كل أركان المؤسسة، فبدأ تولي قادة جدد ممن لديهم الخبرة والكفاءة، فتولي الفريق محمد فوزي وزارة الدفاع، والحقيقة أنا شخصيا أعتقد أنه صاحب الفضل الأول في بناء القوات المسلحة بناء علميا سليما ومتطورا، فبدأنا بإنشاء وتدريب الوحدات التي دمرت بالكامل في الحرب، وتم إدخال ذوي المؤهلات العليا للتجنيد، لاستيعاب التكنولوجيا الجديدة في التسليح، ثم بناء حائط الصواريخ الصامد الذي قطع اليد الطولى لإسرائيل، ومنع قواتها الجوية من الاقتراب إلى أي موقع غرب القناة، وبالتالي فالنصر لم يكن عملية حظ، بل كان نتاج عمل دائب ومستمر خلال 6 سنوات، ضرب فيها الجيش المصري أروع البطولات، فقد تحولت سلبيات 67 إلى إيجابيات في 73، وترجمنا هذه الدروس، وحققنا الهدف الاستراتيجي للقوات المسلحة في اقتحام خط بارليف المنيع، وأنشأنا رأس كوبري بعمق 20 كيلو مترا داخل سيناء، ومسحنا منها أي آثار للجيش الإسرائيلي على أرضها الطاهرة.

وأوضح اللواء النصيري أن النظرة داخل القوات المسلحة وخارجها تغيرت تماما من الحزن إلى التفاؤل والفخر والاعتزاز، فهناك أسر كان لديها أكثر من فرد داخل القوات المسلحة، وأنا شخصيا كان معي في الخدمة اثنان من إخوتي عصام سلاح المشاة يخدم في الزعفرانة، وأحمد سلاح النقل غرب القنطرة، وظلا في الخدمة 6 سنوات، وأمي كانت متماسكة وتدفعنا بكلامها كل إجازة بأنها مخلفة رجالة، لازم ياخدوا بـ«تار البلد» ومحو عار الهزيمة، وهناك أمهات استشهد أبناؤهن فدفعن بالباقين للالتحاق بالقوات المسلحة، لأخذ ثأرها وثأر البلد، هذا كان الشعور العام والشعب وقف وراء قواته المسلحة وربط الحزام، فطوال أيام الحرب لم تكن هناك جرائم أو مطالب فردية ووفروا كل سبل الأمان للقوات المسلحة للتجهيز والتأهب للحرب المنتظرة.

تم تجهيز الخنادق وتوفير السلاح الملائم للتكافؤ مع السلاح الإسرائيلي المتقدم، الذي كانت تمده أمريكا لها، وتم تدريب كل عنصر في القوات المسلحة تدريبات قاسية جدا، للاستعداد للمعركة، ولن أكذب إذا قلت إن العبور وحرب أكتوبر كان أسهل 100 مرة من التدريبات التي خضناها طوال الست سنوات، وفعلا المثل القائل: «العرق في التدريب يمنع الدم في المعركة» صادق، فأثناء التدريب لم نترك أي تفاصيل كبيرة أو صغيرة إلا وعملنا حسابها قبل ميعاد الحرب بأيام في مناورة تدريبية بالذخيرة الحية، وجميع قادة السرايا واللواءات لديهم خرائط وأوراق بكل تفاصيل خطط الهجوم، وتوقيتات التحرك، وكم من الوقت يستغرق لتسلق الساتر الترابي، والوصول إلى الضفة الغربية، كل هذا نتدرب عليه ولكن ساعة الصفر لم تكن لدينا معلومات بها سوى يوم العبور نفسه السادس من أكتوبر الساعة 12 ظهرا، وبدأنا في الاستعداد وعبرنا مع أول موجة الساعة الثانية والثلث، تحت غطاء المدفعية من منطقة القنطرة، وكنت وقتها قائد سرية ولم نشعر أنا وجنودي بالخوف بل تسلقنا الساتر الترابي بسرعة، وبدأنا التقدم مرددين: «الله أكبر» وكأن زلزالا يضرب الأرض، وكانت مهمة كتيبتي تسلق الساتر الترابي والتقدم 2 كيلومتر، تمهيدا لوصول الدبابات واعتراض أي دبابة للعدو بأسلحتنا الخفيفة تمهيدا للعبور، وبالفعل تقدمنا لنصنع نصف دائرة مع بعض الفصائل والسرايا الأخرى لمسافة 2 كيلومتر تمهيدا لإقامة رأس كوبري، وتقدمنا حتى وصلنا إلى 10 كيلومترات، والعدو يحاول باستماتة تحقيق أي نصر، وشاهدت أمام عيني طائرات الفانتوم -هذه الطائرة المتقدمة- التي استباحت أراضينا لسنوات، كانت فرحتي أنا وزملائي لا توصف عندما كنا نراها تتساقط مثل الذباب، وكنا نندفع بأجسادنا أمام الدبابات دون خوف، والإسرائيليون يفرون من دباباتهم ومواقعهم أمامنا، وحققنا النصر بفضل الله والتدريب الجيد والعزيمة

والإصرار، ولم يكن في قاموسنا الهروب أو التراجع في المعركة، فعقيدتنا الدائمة النصر أو الشهادة، وصنعنا نصرا لا يصدقه أحد حتى الآن، والإسرائيليون وقتها كأنهم يحلمون بكابوس، فالجيش المصري الذي حاولوا مرارا وتكرارا هزيمة روحه المعنوية هب كالمارد الشرس لاستعادة أرضه والأخذ بثأره بإمكانياته البسيطة والمتواضعة بالنسبة للتسليح الإسرائيلي وقتها، وتم النصر وكلل باستعادة كل حبة رمل من سيناء.

 

اللواء النصيرى

وقال اللواء النصيرى عن الأدوار البطولية خلال حرب «6 أكتوبر» إنها كانت تمثل إرادة شعب وجيش للعبور من هزيمة 67 الى انتصار 73 وتحقق ما أرادوا نتيجة جهد وتدريب ونضال، وكما قال الراحل الرئيس جمال عبدالناصر فى بداية بناء الجيش بعد النكسة إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ومن هنا حققنا الانتصارات العظيمة، ولا ننسى بعد نكسة 67 المقولة الشهيرة لـ«موشى ديان» عندما قال نحن الآن  ننتظر بجوار التليفون لنستمع الى استسلام مصر وكانت مصر فى هذه الفترة جثة هامدة ولم يتخيل أحد أن تنهض مصر بهذه الصورة، ولم تصل اليه مكالمة من مصر ولكن وصل اليه زلزال قوي فى حرب 73 حطم وكسر وزلزل الأرض تحت أقدامهم وقال اللواء «النصيرى» أما عن سيناء 2018 هى عملية شاملة لأنها يشترك بها كل عناصر القوات المسلحة مثل القوات الجوية والبحرية حرس الحدود والصاعقة والقوات البرية والمظلات بهدف تحرير سيناء من دنس الإرهاب كاملاً.

صحيح انه كانت هناك عمليات تطهير تتم قبل ذلك فى سيناء ولكن كانت متقطعة على مراحل بينما ما يتم الآن هو عملية شاملة لتطهير شبر شبر فى أرض سيناء حتى تحريرها بالكامل وهذه العملية ليس بها سقف  زمنى فلا أحد يعلم متى تنتهى هذه العملية وهذا يتطلب مجهوداً شاقاً وأعمالا بطولية تقوم بها القوات المسلحة وينتج عن هذه العمليات سقوط شهداء ومصابين وجرحى ولكن فى المقابل نحن نرى كم الكميات التى تم ضبطها من أسلحة تسلح جيشا وليس مجموعات إرهابية وهذا كله يؤكد أن ما تقوم به القوات المسلحة والشرطة يسطر فى التاريخ بحروف من نور وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فنحن نحارب الارهاب نيابة عن العالم كله.

وأشار اللواء النصيرى الى أن «هذه الحرب أصعب من الحروب السابقة، حيث ان العدو كان معروفاً فكانت دبابة أمام دبابة ومدفع أمام مدفع طائرة أمام طائرة ودارسين العدو جيداً وندرك ما هى امكانياته ولكن العدو الآن غير معروف أو ظاهر».

فمن الممكن أن يمر شخص فى الصباح علی كمين يقول لهم صباح الخير ربنا معكم، وفى المساء ينقلب الى شخص تكفيرى مفخخ، وهنا تكون الصعوبة وهناك صعوبة أخرى وهى أن العدو الآن يتسلح بـ«40» أشياء وهو المفاجأة، حيث إنه هو الذى يختار عنصر المفاجأة ويتسلح بالتوقيت فيختار التوقيت المناسب اليه، وكذلك يتسلح بالسلاح، وهذا يتطلب من الأفراد المقاتلين اليقظة الكاملة ولا يثق فى أى فرد، فمن الممكن أن يمر الإرهابى ويرتدى ملابس جندى.

وأنا أرى أن كل بيت بيساند فى حرب التطهير، حيث يخرج من عندهم إما مقاتلا أو شهيدا أو جريحا فعلى سبيل المثال زميل لى قص أنه شاهد فى كفر الشيخ أهالى القرية يستقبلون جثمانين لشهيدين بالزغاريد. وما يحدث الآن من أجل التنمية فلا تنمية دون الأمن والأمان.

وناشد اللواء النصيرى وسائل الإعلام توعية الشباب بهذه الأحداث ولابد من زيارة هؤلاء الشباب لهذه الأماكن وتوعيتهم.