رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جرائم التكنولوجيا .. الإنترنت.. بداية العلاقات المحرمة

بوابة الوفد الإلكترونية

أعد الملف - إسلام أبوخطوة: - اشراف: نادية صبحى

 

فضيحة جديدة تعرض لها مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة «فيسبوك» بعد التسريبات التى حدثت للمواطنين، واختراق حساباتهم الخاصة على «فيسبوك»، ما دفعه للاعتذار أمام الكونجرس الأمريكى، مؤكداً فى شهادة مكتوبة نشرتها لجنة التجارة فى الكونجرس، أنه ليس لديه رؤية واسعة كافية لمسئوليته، وهذا كان خطأ كبيراً، مقدماً اعتذاره، الأمر الذى يثير الكثير من المخاوف حول استخدام «فيسبوك».

 وفى الفترة الماضية، شغلت الرأى العام عدة قضايا مهمة فجرتها وسائل التواصل الاجتماعى، منها التخابر، وتسريب المعلومات، وغيرهما من عمليات الابتزاز الجنسى، وبيع الأطفال، وغيرهما.

وكان من أشهر المواقع الخاصة بعمليات التجسس «آى إكس مابس»، وهو موقع خاص بتتبع مواقع الاعتراض الإلكترونية حول العالم، من خلاله يتم التجسس وجمع معلومات عن سكان العالم لمصلحة وكالة الأمن القومى الأمريكية، واعتمد على تسريبات إدوارد سنودن، الذى كان قد نشر ملفات سرية فى 2013، كشف فيها عن إمكانيات هائلة للوكالة لتتبع الأشخاص والمعلومات الشخصية عبر شبكة الإنترنت.

الأمر لم يتوقف على ذلك فقط، بل هناك مواقع متخصصة لبيع الأطفال، منها «سوق العرب»، الذى يعد بمثابة مزاد علنى لبيع الأطفال بأسعار مختلفة وبمواصفات معينة، كما يقوم بشراء الأطفال ولا يشترط وجود شهادة ميلاد له.

كان من المفترض أن تصبح التكنولوجيا عوناً للبشرية فى رسالتها نحوم التقدم، ووصول العقل البشرى إلى أقصى إمكانيات ممكنة، لكن مع مرور السنوات أصبحت مخاطر التكنولوجيا أكثر من إيجابياتها، وليس على المستوى المحلى فقط بل عالمياً سواء من عمليات تخابر إلى تسريب بيانات العملاء، ولعل واقعة تسريب المعلومات الأخيرة كانت خير دليل، والتى استوجبت اعتذار «مارك» مؤسس «فيسبوك» أمام الكونجرس الأمريكى.

 وكشفت القضية مدى مخاطر تداول المعلومات على صفحات التواصل الاجتماعى واستخدام بيانات العملاء فى العمليات الانتخابية.

من العلاقات بين الدول والفضائح العالمية إلى ألعاب تؤدى إلى الموت يؤسسها مرضى نفسيون مثل الروسى فيليب بوديكين، صاحب لعبة الحوت الأزرق، والتى راح ضحيتها أكثر من 130 شخصاً حول العالم، فضلاً عن مواقع خاصة لاستقطاب الشباب للانضمام إلى الجماعات الإرهابية ووصل عددهم إلى 20 ألف شخص جميعهم كانوا يستخدمون صفحات الإنترنت بشكل عشوائى حتى وقعوا فى مصيدة الإرهاب.

لم يتوقف الأمر على ذلك فقط بل وصلت الجرائم الإلكترونية إلى حد بيع وشراء الأعضاء البشرية والأطفال مثل موقع «سوق العرب»، ورغم كل محاولات ضبط النظام مع التكنولوجيا إلا أننا مازلنا أمام كارثة بشرية تدق ناقوس الخطر منها الانفصال الاجتماعى والأمراض النفسية والانتحار.

 

فى الفترة الماضية، شغلت الرأى العام قضية الابتزاز الجنسى على الإنترنت، وكان ضحاياها من الشباب والفتيات فى فترة المراهقة وغيرهم ممن يبحثون عن العلاقات الآثمة.

ويبدأ سيناريو الوقوع فى هذا الفخ من خلال إرسال طلب صداقة باسم وهمى على «فيسبوك» بصورة فتاة باهرة الجمال، وتنطلق الحكاية المأساوية فور قبول الصداقة تبدأ الصفحة المزيفة فى الحديث معهم عبر «الماسنجر» بالتعرف عليهم وعلى أحوالهم، وبعد فترة تدخل الصفحة فى إرسال مفردات إيحائية، وعند استجابة الطرف الآخر، يتحول الحديث حول ممارسة الجنس بالفيديو.

بعد دقائق من تسجيل الفيديو للضحية أثناء ممارسته أفعال شائنة لمشاهدته السيدة المزيفة عارية، وغالباً ما تكون مسجلة وليست حقيقية، تبدأ عملية الابتزاز له إما بالدفع، أو التشهير بالفيديو الجنسى المسجل له، وخلال السطور التالية نرصد أبرز حالات الابتزاز عبر «فيس بوك».

«عادل. م» أحد أفراد الشيطان الذى أوقع بالعديد من الضحايا وقام بابتزازهم حتى وقع فى قبضة الداخلية، وقال فى تحقيقات نيابة السلام برئاسة المستشار وائل مهدى، إن حيل الدخول على الضحايا ومحاولة كسب ثقتهم تختلف باختلاف التعليم والحالة الاجتماعية والبيئة التى يعيش فيها الضحايا، حيث حيلة الاهتمام بفتاة بائسة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فاقدة لدور الأب بحياتها، أو فتاة تفتقد لمشاعر الأمان والحنان بمنزلها وتعانى من شدة وصلابة تربيتها من قبل أهلها، أو فتاة خرجت من علاقة حب فاشلة حينها تصبح فريسة سهلة خاصة إذا توافر لها الأمان والثقة التامة.

وقال إن الصفحة المزيفة يضع عليها صورة لسيدة عاهرة تنوه بتبعيتها لشقة تعمل فى العلاقات الآثمة تجذب الرجال من خلال صورها العارية، ومن هنا تبدأ المساومة بعد التسجيلات والتصوير إذا لم يرسل أصحاب المقاطع الجنسية مبالغ مالية أو رصيداً، سيقوم بفضحه بإرسال الفيديو لأبنائه أو أصدقائه فى العمل.

وهناك حيلة فى استقطاب الشباب من خلال إرسال مقاطع صوتية بصوت نسائى، يتضمن الآتى: «أنا هيام 20 سنة، مخطوبة من سنتين، بس ظروف خطيبى صعبة وأهلى متوفون وأنا ساكنة مع جيرانى تبنونى بعد موت أهلى فى حادثة سيارة بشعة»، وأكمل فى التسجيلات الصوتية، «خطيبى أقنعنى أن أنا مراته وزوجته قدام ربنا، وخدنى شقة صاحبه وغلط معايه واكتشفت بعدها إنى حامل».

حاول استعطاف الفتيات قائلاً: «أنا يتيمة مش عارفة أعمل إيه! لو الناس اللى ساكنة عندهم عرفوا هيطردونى فى الشارع»، حاول بذلك كسب عطفهم على فتاة يتيمة وقعت فى بئر الخطيئة نتيجة غياب أهلها، وتفاعلوا معها ووجدوا أن الحل هو التخلص من الطفل فى عيادة خاصة.

ومن هنا بدأ الابتزاز كان «عادل. م» وصل بالفعل لأرقام للتواصل مع أهل إحدى الفتيات التى تعاطفت معه، وأخبرها بحاجته كـ«هيام» الحامل فى جنين التخلص من الطفل وطلب منهم مساعدتها مادياً، وأخبرها بأن الحل الوحيد فى أن تحصل على الأموال هو سرقة مصوغات والدتها، وسرقت الضحية بعض مصوغات والدتها، بعدها بفترة قام بابتزازها بأنه محتاج لأموال لكى يستقل بنفسه بعيداً عن جيرانه وعندما رفضت، ابتزها بأن يخبر والدتها بأنها سرقتها، ظلت «نها. ح» البالغة 15 سنة فى حالة صدمة وترقب لمدة أسبوع، بعدها قررت أن تخبر والدتها بالحقيقة.

حررت والدة الفتاة محضر 5808 بقسم شرطة السلام أول، وتولت النيابة التحقيقات بالواقعة، وقررت النيابة حبس المتهم «عادل. م» 4 أيام على ذمة استكمال التحقيقات بالواقعة بعد اعترافه بجرائمه كاملة.

والقصة الثانية، لفتاة تدعى «سارة»، تقوم بإجراء عدة اتصالات عشوائية، من خلالها تصطاد به الشباب الأصغر سناً من عمر 15 إلى 20 سنة، وتتواصل الفتاة مع ضحاياها عبر «فيس بوك» من خلال إرسال صور عارية لها فى مقابل إرسالهم صورهم العارية لها أولاً، ولا يتوقف الأمر على صور فقط، بل يتطور أحياناً لفيديو «عارى» للمراهقين الشباب، وتبدأ «سارة» مساومة ضحاياها إما بإرسال أموال كاش أو كروت شحن.

وفى قصة جديدة، حاول كريم، طالب بالغ من العمر 18 عاماً، ابتكار فكرة جديدة للتحايل على المتزوجين سواء سيدات أو رجالاً، فأنشأ صفحة زعم خلالها أنه متخصص فى العلاقات الأسرية ليصطاد فريسته بسهولة، من خلال العزف على وتر المشكلات بين الأزواج خاصة فما يحدث بينهم أثناء علاقتهم الحميمة.

وتبدأ الحكاية فى سرد مشكلاته أو مشكلاتها مع الطرف الآخر أثناء العلاقة، ليطلب صاحب الصفحة فيديو لهما لتحليل المشكلة بينهما، لترضخ بعض الحالات لهذا الطلب ويرسل فيديو خاص بهما أثناء علاقتهما، وفور إرسالها يتم ابتزازهما إما الدفع أو إرسال الفيديو للزوج أو الزوجة، وقدم أحد الأزواج بلاغاً لمباحث شرطة السلام، وتمكن رجال مباحث الإنترنت من الوصول لصاحب الصفحة المزيفة، وتم القبض عليه.

 

«الابتزاز» فى الصدارة

 

أكد الدكتور عادل عبدالمنعم رئيس مجموعة تأمين المعلومات بغرفة تكنولوجيا المعلومات أن جرائم الابتزاز جاءت على قائمة معدل الجرائم الالكترونية فى مصر بهدف ابتزاز الأشخاص.

وأضاف أن هناك نوعين من المعلومات، الأول خاص بالموقع أو البرنامج الذى نتعامل معه، والثانى عن معلومات يتم جمعها حول شخص بعينه وذلك الأكثر خطورة، مشيراً إلى أن هناك برنامجاً من خلاله يتم جمع معلومات حول الشخصية وطبيعتها والدخل المادى.

وأضاف عبدالمنعم، أن السوشيال ميديا جعل كل شخص بمثابة قناة تليفزيونية وهو أمر خطير لابد الانتباه له، فما يحدث من تكنولوجيا المعلومات فاق أفلام الخيال العلمى ونحتاج وقفة على مستوى الفرد والمؤسسات والدولة، وأشار رئيس مجموعة تأمين المعلومات بغرفة تكنولوجيا المعلومات إلى أن هناك ارتباطاً كبيراً بين التعاملات البنكية ومواقع التواصل وكافة الأمور التى تستخدم التكنولوجيا، ولذلك زادت أهمية الحفاظ على المعلومات الخاصة.

كما قال المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، إن الصين استطاعت إجبار شركة «آبل» لأول مرة على نقل السيرفرات الخاصة بعملائها الصينيين بداخل الدولة الصينية، مشيراً إلى أن حجم اختراق الصفحات زادت خلال الفترة الأخيرة وكشفت الإحصائيات أن القطاع الأكثر هو الصحة.

وأضاف خبير أمن المعلومات أن هناك طرقاً لحماية الأكونت بمواقع التواصل، منها إدخال الرقم السرى كل مرة، خاصة لو كان فى مكان عمل، مؤكدًا أنه لا توجد برامج مانعة للاختراق بشكل كامل ولكنها للحد منها فقط، ولذلك لا يجب كسر حماية أنظمة التليفونات المحمولة «الأندرويد» بغرض تحميل التطبيقات لأن ذلك يعرض خصوصية الشخص للسرقة، كما قال إن برنامج «التروكولر» تم اختراقه فى وقت سابق وسرق منه 2.5 جيجا بايت وهو حجم معلومات كبير جداً، كما يعد موقع الـ «gmai» المتواجد على موبايلات «الأندرويد» يخزن تحركات حامل الموبايل لمدة 5 سنوات.

 

كوارث «الموقع الأزرق» تؤدى إلى الموت

 

جرائم عديدة انتشرت، خلال الفترة الماضية، سواء أكانت قتلاً أو عمليات ابتزاز جنسى، أو علاقات آثمة أسهمت فيها صفحات «فيسبوك»، وانساق أصحابها وراء شهواتهم الشيطانية، وتتبعوا صفحات وهمية؛ بحثاً عن متطلباتهم حتى وقعوا فى فخ «الحرام».

مقتل عامل لتشهيره بزوجة مقاول

فى الطالبية، لقى عامل معمارى مصرعه على يد مقاول، بعدما قام بتشويه سمعة زوجته عبر «فيسبوك»، مستخدماً الألفاظ الخارجة بقصد التشهير، وقام المقاول بطعنه 20 طعنة فى الرقبة والصدر والظهر.

شاب يهدد فتاة بنشر صور مخلة لها

قام عدد من الشباب بابتزاز فتاة فى بورسعيد، وتهديدها بنشر صور مخلة لها عبر «فيسبوك».

وتعود تفاصيل الواقعة حينما تقدم أحد الشباب للفتاة، ورفض والدها زواجها منه، فقام الشاب بنشر صور لها، وتكرر الأمر أكثر من مرة، فقام والدها باصطحابها وباقى الأسرة للعيش فى محافظة أخرى بعد هذه الواقعة.

علاقة صداقة تنتهى بعملية ابتزاز

تعرفت ربة منزل، فى العقد الرابع من عمرها، بالوراق، على شخص عبر «فيسبوك» ومع مرور الوقت نشبت بينهما علاقة حميمة، حتى تطور الأمر لعلاقة آثمة، وتمكن الشخص من عمل «هاكر» لحسابها الشخصى، وسرقة بعض المعلومات عنها وعن أسرتها، وقام بتهديدها بنشر هذه الصور والمعلومات حال رفضها دفع مبلغ مالى.

زوج يتخلص من زوجته لانشغالها عنه

انشغلت ربة منزل عن زوجها، فى الشرقية، وظلت تستخدم «فيسبوك» ساعات طويلة، ونشبت بينهما صراعات طويلة، انتهى الأمر بتخلص الزوج من زوجته بـ17 طعنة؛ حيث تلقى قسم شرطة الصالحية الجديدة، إخطاراً من مستشفى الصالحية باستقبال «سميحة. س. ع»، 25 عاماً ربة منزل، تقيم بمدينة الصالحية الجديدة جثة هامدة، إثر إصابتها بـ17 طعنة بمختلف أنحاء جسدها، وتبين من خلال التحريات والتحقيقات، أن المتهم قتل زوجته خلال مشاجرة بينهما، قبل أن يتم ضبطه، واعترف بأنه ارتكب جريمته بواسطة سلاح أبيض، تولت النيابة العامة التحقيق، وأمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.

«أم» تبحث عن غرائزها الشهوانية

انساقت أم فى منطقة أبوالنمرس وراء الشيطان، وبحثت عن رجل يكفى احتياجاتها الشهوانية، وتعرفت على شخص عبر «فيسبوك»، وفى يوم استيقظت نجلتها «أميرة» فى العقد الثانى من عمرها لتؤدى صلاة الفجر، وذهبت إلى غرفة نوم والدتها حتى رأت مشهداً كالصاعقة إذ كانت الأم تمارس الرذيلة مع شخص عبر ماسنجر «فيسبوك» وفشلت محاولات الفتاة فى إقناع والدتها بالبعد عن ممارسة الرذيلة.

ومرت الأيام حتى شاهدتها مرة ثانية فى حضن عشيقها، وأمام فضيحة الأم أرادت أن تكتم صوت ابنتها بالمقص الموجود على المنضدة، فقتلتها حتى تمنعها من الصراخ، قبل أن يتم القبض عليها وعشيقها وحبسها على ذمة التحقيقات.

 

خبيرة تنمية بشرية: «السوشيال ميديا» تهدد الترابط الأسرى

 

قالت نهلة عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية، إن وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دوراً كبيراً فى افتعال أزمة أخلاقية داخل المجتمع الشرقى، من خلال اكتساب الشباب بعض الألفاظ الخارجة على هذه الصفحات خاصة «فيسبوك» الأسهل فى الاستخدام والأكثر انتشاراً.

وأضافت «عبدالسلام»، أن انشغال أولياء الأمور بأكل العيش وسد احتياجاتهم الأسرية سهل على مستخدمى الإنترنت استقطاب الشباب والفتيات عبر «فيسبوك» لممارسة بعض التجاوزات غير الأخلاقية، منها الحب الحرام والابتزاز الجنسى، ويزيد الأمر سوءاً مع الأبناء الذين يعانون التفكك الأسرى.

وعن أسباب انسياق الشباب حول التجاوزات التى تحدث على السوشيال ميديا أرجعت ذلك إلى أسباب اقتصادية، منها البطالة أو الغنى والتطرف الزائد وأسباب أخرى متعلقة بقلة التوعية الأخلاقية متمثلة فى ضعف المناهج التعليمية فى المدارس والجامعات بجانب الدور الأخطر لانتشار هذه الظاهرة وهو بعض وسائل الإعلام.

وشددت خبيرة التنمية البشرية على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات المجتمعية والتربوية المختلفة للحد من انتشار التجاوزات على «فيسبوك»، وتبدأ بأولياء الأمور من خلال اختيارهم الأصدقاء لأبنائهم ومتابعتهم دراسياً وتنشئتهم تنشئة دينية وغرس القيم والمبادئ السليمة.

أما عن المدرسة فدورها لا يقتصر فقط على تعليم القراءة والكتابة ولكن لها دور مكمل للأسرة من خلال المناهج التربوية بجانب دور المعلم أيضاً كقدوة حسنة لطلابه، ودور الجامعة لا يختلف كثيراً عن دور المدرسة من خلال الندوات العلمية وبرامج التوعية داخل القاعات أو من خلال الرحلات والمسابقات، أما دور المسجد فيتمثل فى التركيز والتوعية فى الخطب.

وأكدت خبيرة التنمية البشرية، أن الدور الأكبر فى مكافحة هذه الظاهرة سيأتى من خلال وسائل الإعلام؛ لأنها أسهمت بشكل أو بآخر فى انتشارها من خلال شخصية رجل الدين والبلطجى اللذين أصبحا مادة دسمة لصانعى الأعمال الفنية لتُسلى وتُضحك الشباب.. وبالفعل تتم الإساءة لصورة رجل الدين فى كثير من الأفلام والمسلسلات المصرية وافتقاده الهيبة والاحترام.

ووجهت خبيرة التنمية البشرية رسالة إلى بعض صانعى الأعمال الفنية قالت فيها: «أنتم من سمحتم بظهور الإرهاب والبلطجة وتركتم الشباب فريسة للانحرافات الفكرية والأخلاقية. ألم يعلم هؤلاء أن الإعلام له دور أهم وأخطر من المدرسة والجامعة وربما المسجد والكنيسة ورغم قوة دور كل منهم، فإنَّ الإعلام يقوم بدور تربوى وثقافى ويصل بشكل أسرع وأوسع لفئة من الناس صعب أن تصل لها المدرسة والجامعة.. فئة الناس الذين يجهلون القراءة والكتابة».

كما قالت خبيرة التنمية البشرية، إن وسائل التواصل الاجتماعى، خاصة «فيسبوك» له بعض الإيجابيات منها سهولة التواصل بين الأقارب فى الداخل والخارج والأصدقاء والأحباب، ففى الفترات الماضية كان يفضل الكثير الحديث عبر «الماسنجر» كوسيلة اتصال توفيراً لسعر المكالمات التى ارتفعت بعد فرض الضرائب.

كما سهل بين الطلاب استبدال المحاضرات والكتب والملازم وغيرها من الصور، سواء كانت شخصية أو خاصة بالدراسة.

 

طرق علاجها صعبة .. ساعات «المشاهدة الطويلة» تصيب الأطفال بـ«الغباء»

 

كثرة الجلوس واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى يؤثر سلباً على ذكاء الأطفال، وفقاً لدراسة أجريت فى جامعة أكسفورد، موضحة أن الضرر طويل الأمد وغير قابل للمعالجة.

وقال الدكتور مرزوق عبدالحكم العادلى، الخبير الإعلامى، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إن وسائل التواصل الاجتماعى خاصة «فيسبوك» يؤثر بشكل كبير على نمو وذكاء الأطفال خاصة ممن يقضون ساعات طويلة أمامه، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دوراً خطيراً فى إصابة الأسرة بالانقسام، ومع مرور الوقت أصبحت الأسرة تأخذ شكلاً مغايراً، وبعدت روح العشرة والتقدير بين الآباء والأبناء، فضلاً عن انسياق الشباب والفتيات وراء ثقافات غربية دخيلة على المجتمع الشرقى وتعلمهم مصطلحات بذيئة وغيرها من التصرفات غير الأخلاقية.

وأضاف «العادلى»، أن الأطفال والشباب يقضون أوقاتاً طويلة أمام شاشات أجهزة الكمبيوتر لاستخدامهم «فيسبوك»، الأمر الذى جعلهم يعيشون فى حالة من العزلة بعيداً عن الأسرة والمجتمع.

وأشار الدكتور «العادلى» إلى وجود علاقة بين بدانة الأطفال وطول فترة الجلوس أمام الكمبيوتر، مضيفاً أن الأطفال يشاهدون عدداً كبيرًا من مشاهد العنف على القنوات الفضائية، حيث إنها لا تقتصر على البرامج الاعتيادية التى تبثها القنوات من خلال الأفلام والمسلسلات المدبلجة التى يتابعها بعض الأطفال بشغف والصور المتحركة والأغانى المصورة «فيديو كليبس»، وإنما تعدى الأمر إلى نشرات الأخبار المليئة بأخبار الحروب والجرائم والسرقات والكوارث وما إلى ذلك من مظاهر العنف.

وبحسب الدراسات العلمية فهذه المشاهد تترسخ فى وجدان الأطفال، وفقاً للخبير الإعلامى مضيفاً أن مشاهد العنف التى يشاهدونها على «فيس بوك» تقوى النزعة العدوانية لديهم وعدم القدرة على ضبط النفس، واستخدام العنف بدل التفاوض، والشعور الدائم بعدم الأمان والخوف والقلق.

وأشار أستاذ الصحافة والإعلام إلى ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم وما يستخدمونه على هواتفهم المحمولة ومعاصرة الوقت الحالى وتعلم بعض الأشياء البسيطة فى التكنولوجيا حتى يستطيع التحكم فى تصرفات الأبناء، مشيراً إلى أن انشغالهم بأكل العيش خلق نوعاً من الفجوة بينهم وبين أبنائهم، فمعظم الإعلانات تروج لحياة استهلاكية تعلم الأطفال الشراء والشراء ليس إلا، واتضح أن الأطفال الذين يكثرون من مشاهدة «ما هب ودب» من برامج على القنوات الفضائية دون إرشادهم أقل إبداعاً وابتكاراً وخيالاً من الأطفال الذين يشاهدون برامج منتقاة ويبحثون عن نشاطات أخرى لتمضية أوقات فراغهم.

وأشار الخبير الإعلامى إلى أن الدراسات أكدت أن الأطفال الذين يشاهدون القنوات الفضائية لأوقات غير محدودة ودون تمييز لما يشاهدون كالبرامج التى دار حولها جدل ولغط كبيران مثل برامج «تليفزيون الواقع» و«ستار أكاديمى» و«سوبر وستار» وأشباهها مضافاً إليها برامج الكاميرا الخفية والأغانى المصورة ذات المضمون الهابط والخادشة للحياء التى أصبحت قاسماً مشتركاً بين جميع القنوات الفضائية دون استثناء العربية والغربية منها على السواء.. هذه البرامج تطور مجموعة من السلوكيات والتصرفات الغريبة، منها على سبيل المثال لا الحصر الأنانية وعدم التعاون مع الآخرين، وعدم الإحساس بمشاعر الآخرين بل وازدراؤهم وعدم احترامهم، والتقليد الأعمى فى الملبس والمأكل والمشرب وفى موديلات الشعر وفى المشية وفى أسلوب الحديث مع الآخرين، وتطوير نمط حياة استهلاكى وقتل روح الإنتاج والإبداع لديهم، والسلبية وعدم الاكتراث بما يدور حولهم.

وشدد الخبير الإعلامى على ضرورة عدم وضع معلومات سرية أو خاصة على حساب «فيسبوك» لسهولة اختراقه فى أى وقت، منوهاً بواقعة تسريب المعلومات والبيانات واعتذار مارك زوكربيرج، مؤسس «فيس بوك» أمام الكونجرس، كفيل بتأكيد أن هذه الحسابات غير آمنة بالمرة.

 

عقوبات «تافهة»

حبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه، لكل من أنشأ أو أدار أو استخدم موقعاً أو حساباً خاصاً على شبكة معلوماتية يهدف إلى ارتكاب جريمة، ووافقت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برئاسة الدكتور نضال السعيد، على العقوبة.

ويُعرف القانون، مدير الموقع بأنه كل شخص مسئول عن تنظيم أو إدارة أو متابعة أو الحفاظ على موقع أو أكثر على الشبكة المعلوماتية، بما فيها حقوق الوصول لمختلف المستخدمين على ذلك الموقع أو تصميمه، أو توليد وتنظيم صفحاته أو محتواه، أو المسئول عنه.

 وتنص المادة «28» -التى وافقت عليها اللجنة- على أنه فى غير الأحوال المنصوص عليها فى القانون، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنية ولا تزيد على 300 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أنشا أو أدار أو استخدم موقعاً أو حساباً خاصاً على شبكة معلوماتية يهدف إلى ارتكاب أو تسهيل ارتكاب جريمة معاقب عليها قانوناً.

 

المرأة.. الضحية الأولى

 

كشفت دراسة للمركز القومى للبحوث الجنائية أن المرأة غالبا ما تكون ضحية ومجنيًا عليها فى جرائم الانترنت بدافع الانتقام منها.

وأكد خبراء النفس فى الدراسة التى تحمل عنوان جرائم الكمبيوتر والانترنت أن كثيرًا من الأنماط الخاصة فى جرائم السب والقذف وجرائم الجنس التى تلاحق المرأة، غالبا ما يكون الدافع وراء ارتكابها هو الانتقام، وتشويه سمعتها، ولذلك يكون الجانى فى كثير من هذه الجرائم هو حبيبها السابق أو خطيبها وتكون المرأة قد هجرته، فتولدت لديه الرغبة فى الانتقام منها.

وفى هذه الجرائم يقوم الجانى بنشر صور عارية للمجنى عليها وسبها وقذفها على وسائل التواصل الاجتماعى، وفى مثل هذه الجرائم عندما تقوم المجنى عليها بالتقدم بشكوى لدى الجهات الأمنية، يتم التوصل إلى المجنى عليه بسهولة، ويتبين وجود علاقة ما تربطه بالمجنى عليها سواء حبيبها أو طليقها.