حياة كريمة.. مشروع يهدف إلي رفع مستوي حياة المواطن
لدينا منظومة للقمر الصناعى لرصد المتغيرات المكانية لمخالفات البناء لحظة بلحظة
التقى الدكتور إبراهيم الشهابى، نائب محافظ الجيزة، بعدد من شباب الوفد بمحافظة الجيزة، وحضر اللقاء الزميل راضى شامخ الصحفى بجريدة الوفد ونائب رئيس اللجنة النوعية لشباب الوفد، وتم اللقاء بديوان عام المحافظة، للتنسيق حول كيفية المشاركة فى مبادرة حياة كريمة، والتى تتم فى مركزى الصف والعياط.
وقال الدكتور إبراهيم الشهابى عن كيف بدأت الجمهورية الجديدة إنه لو تواجد مجتمع تشوبه الفوضى أو يعانى من تدنى التعليم وسوء الخدمات، لن يكون هناك نظام ديمقراطى اجتماعى، عام 2011 كان إعلان وفاة نمط الدولة القديمة، وبداية الجمهورية الجديدة وخلال تنفيذ الخطة خضنا معارك صعبة لتنفيذها، ومشروع حياة كريمة بشكل عام هو عملية إصلاح اجتماعى، وتحقيق للعدالة الاجتماعية الحقيقية، بعدما تدنى نموذج العدالة الاجتماعية فى الماضى لأقل المستويات، وكل ما كان يحصل عليه المواطن رغيف خبز وكيس سكر وزجاجة زيت، كما كان المواطنون يعانون من عدم وجود خدمات ولا يلتفت لهم المسئولون، بينما اليوم تم توصيل الخدمات للمدن والريف، فضلا عن تطوير مراكز الشباب، وهناك خطة لدخول التأمين الصحى الشامل لمحافظة الجيزة، ثم دخلنا على مشاريع الصرف الصحى ومياه الشرب والتى تحققت من خلال إعادة بناء البينة التحتية، كما تم توصيل الإنترنت إلى آخر المدن ثم الخدمات الحكومية المميكنة، وتم إدخالها للقرى الأكثر فقرا، هذا الجيل أكثر حظا من الأجيال السابقة، لأنه لم يعاصر سنوات عاصرناها افتقرت إلى التطور والتجديد، وسيحظى هذا الجيل ببلد جديدة ومحترمة.
وأشار إلى أن الهدف من مشروع حياة كريمة هو رفع مستوى معيشة المواطنين وإعطاؤهم حقهم على الأرض، فضلا عن أن الدولة من خلال هذا المشروع تمكنت من التعرف على أوجه القصور التى كانت موجودة بين المؤسسات، كما استطاعت أن تدير العلاقات بين هذه المؤسسات بعضها ببعض، وهذا الأمر ظهر جليا فى محافظة الجيزة عندما بدأنا البنية التحتية من صرف صحى ومياه شرب فى بعض مدن المحافظة، وكانت هى أساس المشاكل التى تواجه المواطنين.
ولحل مشروع المياه فى مراكز المحافظة كان لابد من الاجتماع مع شركة المياه وشركة الصرف الصحى والمحليات لبحث مشاكل الشبكات، ثم تم حل المشاكل وأقيمت محطة مشروع العياط والصف ومشاريع مياه الشرب وأوسيم وكرداسة، وبهذه الطريقة أدخلنا جميع المشاريع المتوقفة والتى لم يكن يستفيد منها المواطن، وكان هناك مشاريع متوقفة منذ 1998، ولكن تم تنفيذها.
وبدأت فى مركزين عانا من مشاكل عدة، وهما «الصف وإطفيح»، مثل تحريك مشاريع الصرف الصحى القديمة، واستطعنا أن نضع أيدينا على العديد من الملفات الشائكة، وأهمها مشروع الصرف الصحى فى الصف، التى تحتوى على 20 قرية، ومازال هناك حوالى 16 قرية تحتاج لمشاريع الصرف الصحى، وهناك 3 قرى بالصف تلقى صرفها على محطة عرب أبوساعد فى حلوان، كما أن هناك طريقا مثل 21 الرابط بين الصف وإطفيح، لم يكن ضمن خانة الرصف واحتاج مبالغ ضخمة جدا لرصفه.
وتم اختيار المراكز التى بدأنا منها مشروع حياة كريمة على أساس نسب الفقر والافتقار للخدمات، وبهذه الطريقة بدأ مشروع حياة كريمة بالأصعب ثم الصعب، وذهب إلى المراكز الأكثر فقرا فى مستوى المعيشة والخدمات، وحتى على مستوى التعليم، وكان الصف من القرى المُهملة التى لم يكن يصل إليها المسئولون قديما، وكانت فى الشتاء تتعرض للسيول والغرق.
وقال: عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن المشروع، قَدمت القوات المسلحة مساعدات كبيرة مع المحافظة فى حصر المبانى والاحتياجات، وبمجرد أن نزل «الجيش» على الأرض لتنفيذ توجيهات الرئيس تأكد الأهالى أن هناك جدية فى تنفيذ المشروع، ولأن الرئيس السيسى لا يفوت التفاصيل، ونزلت المديرية مراكز الشباب للتعرف على الاحتياجات، لرفع البيانات والمعلومات، كما تم عمل لجان لتجميع القيادات فى القرى «العمد»، للتعرف على احتياجات المواطنين.
الخطط التى تم وضعها للصف وإطفيح ولباقى مراكز الجمهورية، هى خطط لعام 2036، وهذا معناه تغطية هذه المناطق بالخدمات وتوفير الاحتياجات لعام 2036، وهذا مدى زمنى كبير لتنفيذ هذه التغطية على مستوى الجمهورية، من تنفيذ جميع مرافق الدولة وأعداد المقاولين، وبالنسبة للصف فقط تطلب الأمر 2 محطة معالجة
أما الجمهورية الجديدة تحتاج لإصلاح اجتماعى طويل، ومشروع حياة كريمة يتوج هذا فى النهاية، وإلى جانب ذلك نحاول إيقاف الهجرة للمدن، وما تم فى الصف وإطفيح من مشروعات خدمية تم تنفيذه فى المناطق العشوائية الخطرة، وبهذا الشكل حياة كريمة هو إعادة تطوير بنية المجتمع المصرى مرة أخرى، للوصول فى النهاية إلى ديمقراطية سليمة.
وأضاف: بدأنا فى مشروع حياة كريمة بإجراء تحديث وآلية جديدية لإدارة العلاقات بعضها ببعض بين أجهزة الدولة، وتم تحويل 110 قطع أرض لمشاريع مختلفة تشمل كافة جوانب الحياة من صرف صحى ومياه شرب ووسائل اتصالات وتربية وتعليم ووحدات صحية، بالإضافة لمناطق صحية وحرفية سيتم بناؤها بجانب توفير ورش ومشروعات أمام الشباب والمستثمرين، كما سيتم التوسع لعمل مركز الخدمات الحكومية، الذى يوفر كافة الخدمات للمواطن فى الوحدة المحلية، من شهر عقارى وسجل مدنى وغيرها من خدمات اجتماعية لتكون فى مركز واحد.
وهناك مشروع آخر «مدينة الديسمى» المطورة لشكل الريف، وهو إنشاء مساكن للمواطنين وعلى مسافة منها زرائب خاصة بهم، كل ذلك بتشطيبات على مستوى آدمى، وهذا مشروع آدمى حقيقى لا يتشدق بالشعارات بل يركز على مستوى جودة الحياة للمواطن المصرى.
واليوم مصر لديها تحديات فقر مائى لذلك قمنا بعمل محطات المعالجة الثلاثية للترع والمصارف للمحافظة على المياه، كما تقوم الدولة اليوم بالتحول الرقمى الذى يحتوى على بنية معلومات ضخمة لتسهيل عملية اتخاذ القرار، فضلا عن مجابهة العشوائيات، وأصبح لدينا منظومة للقمر الصناعى التى ترصد جميع المتغيرات المكانية التى تحدث طوال الـ24 ساعة للكشف عن الأبنية المخالفة، وهدفها السلامة الإنشائية، بعدما كشفناه خلال عمليات الإزالة للمبانى المخالفة، وأنها مُهددة بالانهيار بسبب السلامة الإنشائية، وضحاياها المواطنون الذين يدفعون للحصول على وحدات فيها.
وتم خلال اللقاء طرح مبادرات تكوين فرق تطوعيه من طلبة فنون جميلة تعمل رسومات فى الأنفاق والأماكن العامة داخل منطقة الصف وأطفيح ضمن مبادرة حياة كريمة، وتكوين فرق تطوعيه وتدريبهم على أعمال الإنقاذ والإخاء والإسعافات الأولية وتبعيتها لغرفة عمليات المحافظة للمشاركة فى أى أزمات محتملة، وعمل رحلات طلابية وشبابية لزيارة القرى التى بدا العمل فيها بمبادرة حياة كريمة من أجل زيادة الوعى والانتماء فى نفوس الشباب، وعمل مبادرة لنشر صناديق القمامة داخل الأحياء ووضع خطة مشتركة مع الأحياء من أجل تنفيذها.
وفى نهاية اللقاء أشاد راضى شامخ نائب رئيس اللجنة النوعية للشباب بالمبادرة والجهود التى تبذل فيها وتحقيقها أهدافها فى محافظة الجيزة وكافة ربوع الجمهورية.
