ليالي المديح وعروسة المولد .. أبرز مظاهر احتفالات السوهاجية بالمولد النبوي الشريف

تزين حلوى المولد شوارع وأسواق سوهاج والمراكز التابعة لها هذه الأيام احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف الذي ينتظره الأهالي بشكل سنوي لشراء هذه الحلوى التي تتخذ في هذا التوقيت كرمز لصلة الأرحام وتبادل الهدايا بين الأقارب ويكون لها مذاقها الخاص لأن شرائها يكون احتفالا بذكرى المصطفى - صل الله عليه وسلم .

ساعات قليلة وتحل علينا الذكرى العطرة للإحتفال بمولد خير البرية حيث تظهر معه العديد من العادات والتقاليد والتي نشاهدها دائمًا بقرى المحافظة بدءًا بالباعة الذين يقومون بتجهيز شوادر بيع الحلوى وإضاءة الأنوار والزينات التي تجذب انتباه المارة في جميع المناطق ثم إقامة ليالى الإنشاد الدينى والذكر والمديح للتعبير عن الفرحة والإمتنان بهذه الذكرى العطرة.
واتسمت العديد من قرى مراكز سوهاج بإقامة إحتفالات المولد النبوي الشريف بطابع خاص بها وهى إقامة ليالى الإنشاد الدينى والمديح «الحضرة» وتستمر هذه الليالى على مدار 11 ليلة تبدأ من أول ليلة فى شهر ربيع الأول وتكون مخصصة للإنشاد والذكر بمشاركة العشرات من أتباع الطرق الصوفية فى هذه الإحتفالات التى يقوم بإحيائها عدد من المداحين.
وتحرص بعض العائلات والأسر المرتبطة بمظاهر التصوف بإقامة الإحتفالات «الحضرة»، بجانب أنها مناسبة لتجمع العائلة والأسر حيث تفتتح بقراءة القرآن والمديح  والمواويل ويعملون على تقديم الوجبات والمشروبات للضيوف والوافدين على الإحتفال وينشد المداحين قصائد مدح النبى - صل الله عليه وسلم - يتخللها إستراحة قصيرة ثم عقد حلقة ذكر وتواشيح إعلانا لمحبة سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم وإعلانا للفرح بيوم مجيئه الكريم .
وتنتشر أماكن خاصة بالمنشدين والمداحين وتقام سرادقات كبيرة بالشوارع وتضم تلك السرادقات بجوارها الباعة الجائلين بجميع فئاتهم وتعقد حلقات الذكر والإنشاد والمديح فى رسول الله وآل بيته وذكر صفات النبي الحميدة ومواقفه الشجاعة وأخلاقه

السمحة ويقوم أتباع الطرق الصوفية بالإصطفاف بجانب المنشد وترديد الأذكار.
كما يمثل الإحتفال بالمولد النبوى فرحة كبيرة لأهل القرى وخاصة فرحة الأطفال بشراء حلوى المولد التي تحمل أشكالا مختلفة مثل «الخيول والجمال والعرائس» بخلاف العرائس الحديثة المصنوعة من البلاستيك والتي يقبل عليها الشباب مع شراء زيارة كاملة مكونة من اللحوم والخضروات وحلوى المولد لزيارة خطيبته فى هذه المناسبة الكريمة.
وتتميز أيضا الإحتفالات بصناعة حلوى المولد النبوي الشريف حيث تعرض جميع محال الحلوى عدة أصناف منها: «السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بالمكسرات والمشبك» وغيرها من الأنواع الشهية التي تضفي الفرحة وروح الأعياد على الاحتفالات.
وتشهد شوارع وميادين سوهاج للاحتفال بتلك الذكرى العطرة إنتشار بائعو الحلوى في العديد من الأماكن وترفع لافتات الحفلات الدينية والإنشادية على المساجد وفي الطرقات ويصاحب ذلك الاحتفالات الدينية التي تقام في العديد من المساجد وتحرص عليها بشكل أكبر الجماعة الصوفية.
وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح فى رسول الله صل الله عليه وآله وسلم.