رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جزيرة هيسا.. تعيش فى العصور الوسطى

بوابة الوفد الإلكترونية

تعد جزيرة هيسا النوبية إحدى الجزر المصرية المتواجدة ما بين السد العالى وخزان أسوان، وتصل مساحتها حوالى 80 فداناً، تبعد 3 كيلومترات عن السد، وتبعد حوالى 3 كيلومترات من مرسى معابد فيلة، يسكنها أكثر من 5400 نسمة، ويعود تسميتها إلى الملك الفرعونى «هيس» أحد أهم ملوك الأسرة السابعة، وتعتبر مقرًا لمدافن الكهنة والكاهنات الذين كانوا يعملون فى جزيرة فيلة.

منازل الجزيرة مقامة على صخور الجبال المحيطة بالنهر، ويمتهن سكان الجزيرة الصيد وتأجير المراكب لزوار وتأجير البيوت لفترة قصيرة لتقضية الإجازة بها، بالإضافة لحرفة نجارة المهن التى يعتمد عليها الأهالى كمصدر للرزق، إلى جانب صناعة الفخار من طمى نهر النيل وزراعة النخيل والفول السودانى والبقوليات وتقوم النساء النوبيات بصناعة الإكسسوارات التى تتكون غالبًا من الخرز الملون، وبعض الرسومات المستوحاة من الطبيعة المحيطة.

تعيش الجزيرة حياة بدائية حيث يقومون بعملية تخزين المياه، فيما يسمى بالقلل والزير، ولا يوجد مخابز بها، ويعتمدون اعتماداً كلياً على خبز يقومون بصنعه ويطلق عليها خبز الدوكة، وتفتقد الجزيرة لأبسط مقومات الحياة الطبيعية، فهناك لا توجد مياه شرب نقية والكهرباء مقطوعة بشكل مستمر.

مقر الوحدة الصحية مغلق ولا يوجد أطباء ولا موظفون ولا ممرضات، وأصبح خالياً تماماً من الخدمة، رغم بعد مسافة المستشفيات والوحدات الصحية الأخرى عن تلك الجزيرة التى تبعد عن المدن ولا يوجد بها مواصلات ولا طريق برى، إلا المخصوص الذى يكلف المريض ما يقرب من 20 جنيهاً، بالإضافة إلى عدم وجود صيدليات داخل الجزيرة بجانب تأخير الإسعافات.

وقال محمد أحمد، أحد أهالى الجزيرة البالغ من العمر 75 عامًا: إنهم يعانون من عدم وجود أطباء داخل الوحدة الصحية، رغم تجديدها وجود أجهزة بداخلها لكنها خالية من الأطباء، ويوجد بعض أطباء الممتاز وطبيب صيدلى ليس لديه خبرة فى جميع الحالات، مضيفاً عدم وجود مصل للإنقاذ من لدغة العقرب، مشيراً إلى أنه تحدث كثيرا مع المسئولين ولا حياة لم تنادى، قائلاً: «المرضى ينتظرون بساعات حتى يصل مركب لإنقاذهم، ويبعد كثيرا عن المستشفيات

الحكومية حوالى ساعة أو أكثر»، موضحاً أن الممرضات منتظمات ولكن لا يوجد طبيب ثابت.

معاناة بأكملها يعيشها أهالى جزيرة هيسا النوبية التى تقع شرق السد العالى، لا يوجد بها طريق برى ولا يوجد بها مراكب ولكنها جميعها بتكلفة، لذلك يشتكون من عدم استماع المسئولين من معاناتهم مما أصبح يظنون أنهم خارج الحساب ولا ينظرون لهم، وتعد من أكثر الأزمات التى تعانى منها تلك الجزيرة.

وطالب الأهالى بتوفير كوبرى عائم مثل قناة السويس يربط بينهم وبين قرية «أسوان تو»، ليسهل لهم قضاء حوائجهم.

الجزيرة لا يوجد بها مدارس إلا مدرسة ابتدائية داخل الجزيرة وتقع أعلى الصخور دون سور يحمى الطلاب فى لحظات ممكن أن يقع أحد منهم، وجميع الطلاب يتوجهون إلى خزان أسوان لاستكمال تعليمهم.

وعلى الرغم من مطالب سكان الجزيرة بضرورة توصيل الصرف الصحى إلا أنه وحتى الآن لم يتم توصيل أو إنشاء مرفق للصرف ويعيش الأهالى على بيارات الصرف والاعتماد على سيارات الكسح فى التخلص من نفايات الصرف الصحى.

على الرغم من وجود مركز شباب للجزيرة إلا أنها خالية من الموظفين ولا يوجد غير أكوام القمامة والمبانى المنهارة، وأصبح شبه مهجور، ويقومون الأطفال باللعب خارج المركز، رغم أهمية الرياضة التى تدفع الشباب إلى اللعب والتجمع إلا أن ذلك الجزء مفقود داخل تلك الجزيرة، وبذلك يؤدى الشباب إلى اللجوء إلى شرب المخدرات والسلاح وغيرها.