رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الوحدات الصحية بالمحافظات تنتظر قطار التأمين الصحى الشامل

بوابة الوفد الإلكترونية

يأتى تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل بمحافظة بورسعيد مقدمة لانطلاق خطة حكومية لتطوير المستشفيات والوحدات الصحية فى مختلف محافظات مصر. فالقطاع الصحى ما زال يعانى العديد من المشاكل التى يروح ضحيتها المواطن البسيط الذى لا يجد أمامه سوى اللجوء إلى المستشفيات، وقطع مسافات كثيرة للوصول إليها، ناهيك عن عدم تواجد الأطباء بالمستشفيات، مما يضطر المواطن أخيرًا للذهاب إلى العيادات والمستشفيات الخاصة، ويتم استغلاله أسوأ استغلال، ونستعرض حالة الوحدات الصحية فى العديد من محافظات الجمهورية.

ففى سوهاج يبلغ عدد الوحدات الصحية 352 وحدة ما بين نقص خدمات طبية ورعاية صحية للمرضى ونقص أطباء وممرضات، فضًلا عما كشفت عنه مؤخرًا مديرية الصحة فى سوهاج عن مفاجأة مدوية تتمثل فى أن نحو 62 وحدة صحية لا يوجد أطباء بها.

وأكد أهالى قرى ومركز سوهاج أن عددًا كبيرًا من الوحدات الصحية تضاهى فى مبانيها أحدث طرز بناء المستشفيات ومزودة بمعظم الأجهزة الطبية، إلا أنه عندما يطلب أحد المواطنين خدمة ما يكون الرد إما أن «الأجهزة معطلة»، أو «لا يوجد أطباء» الأمر الذى يعانى منه العديد من أبناء سوهاج بالقرى والنجوع. وأضاف الأهالى: نشاط الكثير من الوحدات يقتصر فقط على تطعيم الأطفال أو تسجيل المواليد والوفيات، مؤكدًا أن معظم الأطباء فى الوحدات الصحية لا تتوافر لديهم الخبرة الكافية سواء فى التشخيص أو وصف العلاج للمرضى، مما يدفع غالبية الأهالى للجوء إلى المستشفيات العامة والمركزية أو العيادات الخاصة، كما تفتقر إلى الإسعافات الأولية فى معظم الأحيان.

وفى محافظة أسوان اشتكى عدد من أهالى قرى عنيبة وأرمنا من عدم وجود أطباء داخل الوحدات الصحية بقرية أرمنا، تعتبر الوحدة الصحية بتلك القرية على مداخلها لذلك تخدم قرية عنيبة، حيث تلك القرى متجاورة، بجانب عدم وجود أدوية وإسعافات أولية، وبعضهم يوضح  أنها الصبح تصبح وحدة صحية لخدمة القرى، بينما المساء تتحول إلى عيادات خاصة.

 تجولت محررة “الوفد”، في تلك الوحدة الصحية، ولاحظت أنها مغلقة ولا يوجد أحد، مما أثار غضبا لدى المواطنين فى تلك المنطقة، حيث إن عدد السكان في تلك المناطق ضخم وليس بقرية صغيرة بينما قرى واسعة.

 وقال أحمد ربيع، أحد أهالى قرية عنيبة، إن الوحدة الصحية الخاصة بقرية أرمنا تعد مجاورة لسكنهم، لذلك يلجأ أهالى تلك المنطقة لهذه الوحدة، مضيفًا أن وحدة الصحية بقرية عنيبة تعد خارج الخدمة، لا يوجد بها أطباء ولا علاجات، لذلك البعض يلجأ لوحدة الصحية بقرية أرمنا لأنها تعد الأقرب من تلك القرية، مشيرًا إلى أن لا يوجد إلا دكتور أسنان وباطنة فقط ولا يوجد بعض التخصصات التى تعد هامة مثال «النساء والعظام». وأضاف ربيع، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن الوحدة تتحول فى الصباح إلى خدمة للمواطنين، بينما فى المساء تتحول إلى عيادة خاصة الكشف بها بعشرين جنيهًا، بالإضافة إلى شراء العلاج اللازم خارج الوحدة، وليس الجميع لديهم نفس الامكانيات.

تسود حالة من الاستياء فى منطقة الجزيرة بأسوان، بسبب عدم تفعيل الوحدة الصحية بها منذ إنشائها، حتى أصبح المبنى مهملا، ومن المفروض أن تخدم أكثر من نجع منها «الشيخ عيسى العمراب، والجامع، ومستعمرة السكة الحديد، والكسارة»، لكنها خالية من الخدمات الطبية، فأغلب الأهالى يلجأون إلى مستشفيى الصداقة والجامعى، على أسوأ تقدير للحصول على الإسعافات الأولية من لدغات الثعابين والعقارب والحشرات السامة.

يقول وليد عدنان، أحد القيادات الشبابية بالجزيرة، إن الوحدة الصحية لا تعمل داخل تلك النجوع وكثيرًا ما نتوجه بتقديم شكاوى عديدة بسبب تلك المشكلة، وبالتالى لا حلول على أرض الواقع، مشيرًا إلى انه بسبب الاهمال والتقصير، هناك حالات وفاة بسبب عدم وجود المصل الخاص بلدغة العقرب، بجانب عدم وجود أطباء نهائيا وأصبح المكان مهجورا.

وأضاف عدنان، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، عندما تكرر حدوث الوفيات لأيام متتالية أدى الأمر إلى إزعاج مستمر، بسبب الاهمال والتقصير وتجاهل المسئولين تلك المنطقة رغم أنها تغطى أكثر من ٣٠ ألف نسمة، وصل بنا الأمر إلى نشر وقائع الإهمال على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر، وبعد النشر مباشرة توجه وكيل مديرية الصحة بأسوان، الدكتور إيهاب حنفى، بتعيين دكتور نساء داخل الوحدة، قائلا: «ازاى ينزل دكتور نساء، ليه هو القرية ملهاش رجالة، وهو كل الحالات نساء مهزلة بتحصل داخل القرية ولا يوجد ضمير، حرام عليكم ارحمونا وحسوا بالغلابة»، مضيفًا حتى دكتور النساء ليس ملتزما يأتى على ما يراه ومواعيد معينة فقط فى الصباح، وقانونا الوحدات الصحية تعمل 24 ساعة، منذ فترة توفيت سيدة بسبب النزيف ولا يوجد طبيب لإنقاذها، وتأخر الدفن بسبب استخراج تصريح الوفيات، ويرجع ذلك بسبب عدم وجود أطباء.

 ويبلغ عدد الوحدات الصحية بمحافظة الشرقية نحو ٤٨٠ وحدة صحية وعدد ٣٢ مستشفى تكامليا، ورغم هذا العدد الكبير من المبانى التى تكلف إنشاؤها المليارات إلا انها مجرد هياكل خرسانية لا تقدم شيئا للمرضى.

 والمثير للدهشة أن هذا العدد الكبير من الوحدات الصحية بالشرقية والمستشفيات التكاملية، إلا أن المرضى الذين يترددون عليهم لا يجدون الخدمة الصحية المطلوبة، ويتم تحويلهم إلى المستشفيات العامة، فى حين أن هذه الوحدات لا توفر سيارات الإسعاف المطلوبة لنقلهم وخاصة فى الحالات الحرجة خلال الأوقات المتأخرة ليلا، الأمر الذى يمثل أزمة حقيقية للمرضى وذويهم خاصة فى المراكز والقرى النائية، علما بأن محافظة الشرقية كبيرة ومترامية الأطراف.. فهى تعد ثالث أكبر محافظة من حيث المساحة بين محافظات الجمهورية.

 وفى حالات الحوادث حدث ولا حرج، فالوحدات الصحية معدومة الوجود ولا تستطيع حتى ان تقدم الإسعافات الأولية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، مرضى مراكز شمال الشرقية كالحسينية وفاقوس وكفر صقر وأولاد صقر يعانون الأمرين فى حالة وقوع حوادث أو وجود حالات مرضية شديدة فى نقلهم إلى المستشفيات الجامعية أو مستشفيات الزقازيق العامة، حيث تبلغ

المساحة حوالى ٣ ساعات تقريبا للوصول إليها مما يهدد حياة المرضى.

يقول وليد عبد العزيز أحد أهالى منيا القمح، قائلًا: لا توجد خدمات طبية وعلاجية لا في الوحدات الصحية أو المستشفيات المركزية، وأن القائمين عليها يتركوننا فريسة للمستشفيات الخاصة التى تستثمر أموالها فى حياة المرضى، فالداخل بالوحدات الصحية والمستشفيات العامة مفقود والخارج منها مولود، حيث أصيب والدى بضيق فى التنفس فتوجهت للوحدة الصحية والمستشفيات العامة فلم أجد أى تشخيص أو علاج لوالدى ووجدت سوء معاملة ومرضى يفترشون الأرض، الأمر الذى اضطرنى إلى اللجوء للمستشفيات الخاصة، والتى استنزفت أكثر من ٦٠ ألف جنيه. ويوجد بمحافظة مطروح عدد 48 وحدة صحية أغلبهم تم تجديدهم وتطويرهم من قبل الوزارة فى الثلاث سنوات الأخيرة، وذلك فى إطار حرص الدولة على تقديم خدمات صحية أفضل عرفت «بطب الأسرة» للمواطنين من أهل البادية المنتشرين على مستوى 56 قرية فى جميع مدن محافظة مطروح.

ولكن حتى الآن لم تنجح هذه الوحدات الصحية التى صرفت عليها الدولة مئات الملايين لتطويرها فى تقديم الخدمات الصحية ولو بالمستوى العادى المطلوب، وما زالت معاناة أهل مطروح وخاصة الفقراء منهم تتفاقم بسبب قصور المسئولين عن الصحة بالمحافظة، وحدات صحية تنحصر فى الأمومة وتطعيمات الأطفال بالحمام قالت «هالة خميس» باحثة ومن أهالى مدينة الحمام يوجد بمدينة الحمام عدد 11 وحدة صحية تقدم خدماتها فى قطاع رعاية الأمومة والطفولة فقط متمثلة فى تنظيم الأسرة ومنح التطعيمات للمواليد الجدد، ولا توجد تخصصات حيوية تتوافر بالوحدات للمرضى، رغم الكثافة السكانية الكبيرة بمدينة الحمام ونظرا لتردى مستوى مستشفى الحمام المركزى يضطر الأهالى للسفر إلى محافظة أخرى، وهى الإسكندرية لتلقى العلاج لأنها الأقرب للمدينة من مرسى مطروح العاصمة. 

الأطباء حديثو التخرج ولا توجد ممرضات بالضبعة.. أكد «جمعة المغوار» من أهالى مدينة الضبعة انه يوجد 8 وحدات صحية بمدينة الضبعة، ومع ذلك لا توجد خدمات صحية لأن أطباء الوحدات الصحية من حديثى التخرج وممارس عام، فلا توجد تخصصات طبية كالباطنة أو الجلدية أو المسالك وما يصرفه طبيب الوحدة الصحية من أدوية لا تخرج عن نطاق المسكنات.

مضيفا أنه لا توجد ممرضات بالوحدات الصحية فى الضبعة، حيث ترفض الممرضات التواجد فى وحدات صحية فى قلب الصحراء، ونظرا لأن المجتمع البدوى متحفظ وله عادات وتقاليد نرفض الذهاب بالنساء إلى الوحدات الصحية فى غياب الممرضات. 

وصف «مصطفى الحوتى» من أهالى مدينة برانى غرب مطروح أن قطاع الصحة فى برانى مأساة حقيقية وذلك بعد إغلاق مستشفى برانى المركزى منذ 6 سنوات ماضية للإحلال والتجديد وحتى الآن لم تنته به الأعمال ولم يفتح أبوابه للمواطنين، مشيرًا إلى أن المأساة تزداد عندما يوجد بمدينة برانى وحدتان صحيتان فقط هما «الوحيدة وشماس» ويتم إغلاق وحدة «الزويدة» للإصلاحات بعد شكاوى المواطنين من سوء الخدمات ومستوى الوحدة الصحية، بينما لا تزال وحدة شماس الصحية تعمل وتقدم خدماتها ويوجد بها وحدة إسعاف رئيسية ولكنها تبعد 40 كم عن مدينة الضبعة.

وفى محافظة البحر الأحمر فلم يقتصر دور الوحدات الصحية بالبحر الأحمر على تنظيم الأسرة والتطعيمات الدورية للأطفال، بل أصبح من الممكن عمل أشعة واجراء التحاليل بكافة أنواعها بالوحدات الصحية ولأول مرة على مستوى الجمهورية حيث تم توريد أجهزة أشعة بالوحدات الصحية بمدن حلايب وشلاتين والشيخ الشاذلى كمرحلة أولى للتخفيف على المواطنين من عناء الذهاب إلى المستشفى خاصة أهالى الجنوب. كما تم تركيب جهاز أشعة عادية سيمنز 100 مللى نقالى وتجهيز الغرفة الخاصة به بالوحدة الصحية بالزعفرانة لخدمة أهالى الزعفرانة. وجارى إنشاء وحدة الحى الأول بمدينة مرسى علم والمرحلة الثانية بالوحدة الصحية بالكيلو 85 بمدينة سفاجا كما تم تشغيل معامل التحاليل بالوحدات الصحية لإجراء كافة أنواع التحاليل. جدير بالذكر أنه يوجد بمحافظة البحر الأحمر 31 وحدة صحية موزعة على مدن المحافظة.