رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طامية بالفيوم رائدة صناعة الحصير خلال القرنين 18، 19 الميلادي

صناعة الحصير
صناعة الحصير

كانت صناعة الحصير مهنة خاص بمهارة صناع يعتمدون على أيديهم، وكانت صناعة الحصير تتم بكل دقة من الخامات الطبيعية، لذا احتل الحصير مكانة فى منازل المصريين ومساجدهم وكنائسهم خاصة فى ريف بلدنا.

هذه الحرفة شائعة حتى اليوم، وهي عبارة عن صناعة يدوية من الخوص على هيئة بساط اشتهرت بها العديد من المدن والقرى، حيث ظهرت منتجاتها من الحصر والسلال والأطباق والمراوح من سعف النخيل وشجر الدوم.

واشتهرت مدينة الفيوم بهذه الصناعة منذ القدم، خاصة إحدى قرى الفيوم ويقال لها طامية، وهي قرية تقع بالقرب من بحيرة قارون يكثر فيها النباتات المستخدمة في صناعة الحصير على ضفاف وشاطئ البحيرة.

يقول هشام مسعود العلاقي، الباحث التاريخي، إن المؤرخ القلقشندي، أورد في كتابه صبح الأعشى مجلد 3 صـ307 ما يفيد باشتهار الفيوم وقراها الواقعة على بحيرة قارون بزراعة وصناعة نبات البردي بقوله (إنه كان ينمو فى بحيرة الفيوم حوالي 803هـ / 1400م)، ولعل هذا السبب الذي دفع أهالي الفيوم وطامية إلى العناية بزراعة البردي وصناعة الحصر، بسبب توافر مصادره من خلال امتداد الشواطئ والبرك الواسعة فى بحيرة قارون، وما زالت هذه الصناعة قائمة حتى الآن.

ويضيف، جاء فى كتاب وصف مصر أن أغلى أنواع الحصير التي شاع استعمالها خلال المدن المصرية الكبرى خلال القرنين الثامن والتاسع عشر الميلادي، كانت تصنع في قرية طامية، وعرفت صناعة الحصر والسلال منذ زمن بعيد، وكان المصريون يستخدمون في صناعة الحصير أنواعا لينة من القش، كما استخدموا سيقان نبات الحلفة الصلبة.

واشتهرت طامية الفيوم بصناعة نوع من الحصير يطلق عليه الحصر السمارية، وهذا النوع يزيد في ثمنه عن

النوع العادي المصنوع من الحلفاء المنتشرة في سائر أنحاء البلاد، ولقيت هذه الصناعة رواجا كبيرا لاستعمالها في تغطية الأرضيات بالمنازل، وبعض الأرائك والمقاعد، وقامت بجوار هذه الصناعة صناعة الجيش.

وأشار "العلاقى" أنه كان يوجد في الفيوم نوعين من نبات السمار، وهما النوع الحلو الذي يستخدم في صناعة الحصير، والسمار المر الذي ليس له أي استخدامات.

ويعد نبات السمار مصدرا محليا رخيصا ومتوفرا، وهو ينمو على طول ضفاف الترع والمستنقعات والبرك فى أماكن مختلفة فى الفيوم، وكان يصنع منه أيضا حاويات الجبنة القريش.

وكانت توجد هذه الصناعة فى لعديد من القرى بجانب طامية، مثل العجميين والنصاريةوالصبيحي.

وذكر المؤرخ أبو المكارم سعد الله بن جرجس، فى كتابه كنائس وأديره مصر الذي كتبه فى القرن الثالث عشر أن من عادة الرهبان بهذه الأديرة عمل حصر من البردي للجوامع والمساجد بمصر وجزيرتها.

وكان الحصير يحمل على المراكب إلى المقسم، ثم ينقل على الجمال، ويحضر لاستلامه قاضي قضاة المسلمين وجماعة الفقهاء والعدل، ويدفع ثمنها من بيت المال، وكانت هذه العادة تتم كل عام لتجديد فراش الجوامع.