عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«مكالمة أم».. سر نجاة سكان عقار زفتى المتهدم

بوابة الوفد الإلكترونية

ثمانى أسر تناولت فطورها فى العراء.. وسترت النساء أنفسهن داخل خيمة بجوار الهدد

مسئولو الحى جاءوا دونوا ملاحظتهم وكلفوا الأهالى بدفع مصاريف إخلاء الحطام.. حرصاً على حركة المرور!

محافظ الغربية تخلف عن تفقد حال الأسر المنكوبة.. والسيدات تتضرع لله نعم الملجأ والنصير

 

الزمان: الثامنة والنصف صباحاً من أمس الأول الأربعاء الماضى بداية النصف الثانى من شهر رمضان لهذا العام.

المكان: مدينة زفتى، وتحديداً منطقة الدوران بشارع سعد زغلول بوسط المدينة، حيث يجاور الشارع محطة سكة حديد البلدة التى دونت فى تاريخها استقلالها عن الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، جمهورية زفتى.

بداية الحدث مكالمة تلفونية، إرسال واستقبال من نوع آخر، فليس كل الأمور يمكن قياسها بميزان العقل، المكالمة جرت بين الأم وابنها حسام شاهين البالغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، الأم تبدأ المكالمة بسؤال ابنها «انت فين؟ يرد الشاب أنه بمنزله فى العقار السكني، تصرخ الأم فى الشاب: «انزل حالاً قلبى مقبوض وحسا إن البيت هيقع» يتردد الابن فى الجواب على الأم، يخبرها أن الأمور بخير ولا داعى للقلق أو الفزع، تزيد الأم من صراخها فى الهاتف، فيضطر مجاملة لها أن يغلق الباب؛ إرضاء لأمه ويهبط الدرج، وبمجرد هبوطه الدرج يرى تساقط بعض حجارة البيت، لكنه يستبسل فى شهامة من نوع متفرد، يقرر أن يوقظ كل أفراد العقار وجيرانه لإخراجهم من البيت.

 

< زائر="">

لم يكن يتوقع أحد أن يطرق باب البيت فى هذا التوقيت الصباحي، الناس فى رمضان تنام عقب السحور لتبدأ يومها بجرعة نشاط فى الصيام استعداداً لبداية اليوم، يوقظ حسام شاهين الجيران يترجاهم أن يتركوا البيت فوراً، يشعر أحد الجيران بهزة فى العقار فيسارع بإخراج أطفاله، ويعاود بطلنا طرق الأبواب لإنقاذ الأرواح البشرية، حيث الجميع يجرى دون أن يلتفت وراءه لمصاغٍ وضعه فى دولاب الملابس، أو مبلغ مالى خبأه للزمن.

الهدف هو الفرار من الحطام الذى بدا جلياً ومرئياً وليس موضع تخمين.

وبمجرد نزول الأهالى والسيدات التى خرجت بملابس البيت، كان العقار فى أقل من دقائق متهدم عاليه سافله، حدث كل هذا على مرأى ومسمع من جيران العقار المكون من 10 شقق سكنية، ويقل ثمانى أسر تعول أولادها.

 

< إفطار="" فى="" الشارع="" ونوم="" فى="">

يكفى أن أخبرك عزيزى القارئ أن ثمانية أسر بمعدل 20 نفساً بشرية أفطرت فى الشارع وتناولت سحورها فى الشارع، وباتت فى العراء، حيث أسدل السكان المجاورون بعض الخيام

لستر عورات النساء.

 

لم يكن لأحد أن يتخيل تهدم العقار وذلك عقب قرار لجنة الإسكان بالمدينة الذى جاء نصه بأن العقار بحاجة إلى ترميم وليس إزالة.

هذا القرار الذى صدر منذ أسبوعين فقط ولم يمر عليه شهر، لكن العقار تهدم.

وأصبحت الأسر ملقاة ككومات بشرية فى الشارع تبحث عن ملاذ أو ستر يؤوى الأطفال ويستر عورة السيدات والفتيات.

على أنقاض المنزل المنهار جلست سيدة فى العقد السادس من عمرها تبحث عن معاش زوجها وتحويشة العمر تنعى حظها وتستغيث برب العباد فى هذه الأيام المباركة وعزاؤها الوحيد نجاتها بحياتها هى وأبناؤها من الموت المحقق، واستمرت السيدة فى الصراخ والعويل مرددة عبارات «رحمتك بينا يارب..هنروج فين..شقى عمرى راح».

تقول نسرين السيد، مهندسة فقدت مبلغاً مالياً كبيراً تحت الأنقاض «إنها تعيش فى هذا المنزل منذ نعومة أظافرها وفكرة الرحيل منه كانت بمثابة شهادة وفاة لها ولأسرتها وتابعت حديثها بعد أن أجهشت بالبكاء قائلة «كل ممتلكاتنا ضاعت تحت الأنقاض».

قال محمد الصعيدى صاحب محل موبايلات، بجوار المنزل المنهار «إن العقار صادر ضده قرار إزالة وأغلب السكان غير متواجدين ويعيشون فى أماكن أخرى ويحتفظون بتلك الشقق إيجار قديم.

من جانبه قال أحمد النحال رئيس مدينة زفتى «إنه تم تشكيل لجنة للوقوف على أسباب انهيار المنزل وإنه ستتم محاسبة المتقاعسين عن تنفيذ قرار الإزالة الصادر بحق المنزل، مشيراً إلى أنه كلف لجنة من التضامن الاجتماعى لبحث أوضاع الاسر المتضررة وتوفير شتى أنواع الدعم لهم، وأكد النحال عدم حدوث أى حالات وفيات أو إصابات وأن عمليات رفع الأنقاض مستمرة للبحث عن متعلقات سكان المنزل المنهار.