رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كرنفال الدورة ومرماح الخيول.. طقوس تتوارثها الأجيال بالأقصر احتفالًا بالمولد النبوي

مرماح الخيول بالأقصر
مرماح الخيول بالأقصر

ربما تكاد تكون مصر أكثر الدول العربية تنوعًا في احتفالاتها بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، والذي يوافق 12 من ربيع الأول هجريًا، وهكذا أيضًا مدينة الأقصر التاريخية، أكثر المحافظات المصرية  التي تتسم بطقوس خاصة في احتفالاتها بذكرى مولد خير البرية.

 

يطغي البعد الديني على احتفالات الأقصر فقبل قدوم المولد، تنتشر حلقات الذكر في ربوع الإقليم، وتقام الاحتفالات الدينية القائمة على الأناشيد والتواشيح وليالي المديح  والابتهالات التي تحتفي بالقيم النبوية.

 

 أما البعد الآخر في الاحتفال، فهو يٌضفي خصوصية للأقصر في الاحتفالات بالمولد، تبدأ بأسبوع "المرماح" الذي يتم تنظيمه لمدة أسبوع كامل بمنشاة العماري، شمالي الأقصر، يتبارى فيه الخيالة بأحصنتهم على أنغام المزمار البلدي في أرض فضاء  على مساحة شاسعة، ليس لانتظار الحصول على جائزة، لكن يقام السباق كتدريب للخيول الجديدة والاستعراض أو تعلم الفروسية وكعادة يزاولها أهل الأقصر في احتفالات المولد.

 

التقليدالآخر الذي اعتاد الأقصريون مزاولته والذي يعد إحدى عادات الصعيد، هو مهرجان التحطيب الذي يقام على هامش احتفالات آهالي المحافظة بالمولد النبوي، حيث تستضيف بعض القرى حلقة تحطيب، يتبارى خلالها لاعبو التحطيب بالعصا في جو يسوده المحبة والتعارف بين لاعبين من محافظات جنوب الصعيد مثل سوهاج وأسوان وقنا.

 

أما الدورة، فكل مدينة تخرج دورتها الخاصة في يوم المولد، لكن تظل أكبر دورة في المولد النبوي تخرج من الكرنك، يجوب  خلالها الآلاف أنحاء وشوارع المدينة، سيرًا على الأقدام وآخرين يمتطون الخيول والجمال في مسيرة حاشدة تطوف المدينة في مشهد كرنفالي تشهده المدينة مرتين في العام، إحداهما يوم المولد النبوي، وأخرى في ذكرى مولد أبو الحجاج.

 

لكن دورة اليوم تختلف عن دورة المولد بالماضي، والتي كانت تٌعرف بدورة "أصحاب المهن" يشارك فيها الفكهانيون وبائعو الخضار، والجزارين، والحدادين، ليجوبوا بعرباتهم أنحاء المدينة، حتى إن بعض الطقوس اندثرت.

 

الامر لم يتوقف عند دورة أصحاب المهن، لكن كانت هناك الدورة الرسمية والتي يصفها المؤرخ عبد

الجواد عبد الفتاح، مدير الآثار الإسلامية والقبطية سابقًا  خلال حديثه للـ "الوفد" بالدورة الرسمية.

 

يقول عبد الفتاح؛ كانت  تخرج الدورة الرسمية يوم  المولد النبوي، صباحا من البندر أى  قسم الشرطة،  في مسيرة حاشدة  بالعساكر والسلاح والضباط وهذا الموكب كان يخترق البلد احتفالًا بالمولد، لكنها اختفت ولا ادري ما السبب.

 

ويضيف من ذاكرة الماضي؛ منذ ستين عامًا كان الاحتفال بمولد سيد العالمين كعيدًا مبهجًا، كان يتم تنظيم  مايقرب من عشرة احتفالات لعائلات مختلفة منها،  عائلات آل عبد المطلب،  احتفالية الحدادين، أل العبودي، القراريش، نجع الحمارة، وفي المنشية تخرج 3 عائلات، كل منهم على طريقته.

 

ويتابع؛  كانت تعد الموائد في كل بيت كأن عريسًا يزف في ليلة زفافه، وكان منشدين  يبتهلون وقراء القران الكريم ذو أصوات من السماء، نجلس معهم فيرتلون آيات من الذكر الحكيم خلال هذا اليوم.

 

كما كانت  تخرج الأسر في مسيرة تجوب شوارع الأقصر من أصحاب المهن، عُرفت بذات الاسم "دورة أصحاب المهن"، من الخضر والجزارين والحدادين والفكهانيين ويجوبوا بالعربات شوارع المدينة.

 

يصف عبد الفتاح هذه الذكريات بأنها بركة الماضي، ويدلل؛ كان التجار ينتظرون هذا الموسم بفارغ صبر، حيث كانت تشهد المدينة رواجًا تجاريًا كبيرًا، من صناع الحلوى، وبائعوا الفاكهة،  وغيرهم، إلى جانب توزيع الطعام على الفقراء، متمنيًا أن تعود احتفالات الأقصر قديمًا إلى ماكانت عليه.