رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"المجموعة 39 قتال" تثأر لعبد المنعم رياض

بوابة الوفد الإلكترونية

"المجموعة 39 قتال" من قوات العمليات الخاصة التى بدأ نشاطها مع بداية حرب الاستنزاف، ثم كان لها دور بالغ الأثر فى حرب أكتوبر العظيمة، إذ تألفت من مزيج من قوات

الصاعقة والبحرية والبرية، وكان الأب الروحى لها العميد مصطفى كمال حسين، الذى أشرف على جميع عمليات المجموعة وإجراءات تأمينها فى الدفع والالتقاط، قامت المجموعة بحوالى 80 عملية مختلفة من ضرب ونسف واستطلاع فى فترة الاستنزاف، جاء على رأسها عملية الثأر للشهيد الفريق عبدالمنعم رياض 1968، ثم عمليات مطار الطور والصواريخ الكهربائية، وعملية لسان التمساح الأولى فى 19 إبريل 1969 ولسان التمساح الثانية فى 7يوليو 1969، وعملية الكرنتيتة فى 31 أغسطس 1969.
تعد هذه المجموعة صاحبة الفضل فى آسر أول أسير إسرائيلى فى 26 أغسطس 1968، عندما قامت فى أحد عملياتها بأسر يعقوب رونيه، إذ قاموا ليلة 19 إبريل 1969 والموافق أربعين الشهيد عبد المنعم رياض  بعبور قناة السويس والاستيلاء على معدية رقم 6 والتى انطلقت منها القذائف التى تسببت فى استشهاد الفريق رياض، كما أبادت المجموعة حينها 44 عنصرًا إسرائيليًا كانوا بداخله وكل ذلك تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعى وقد شاركت فى هذه العملية غالبية قوات المجموعة، وكأنهم يقولون للشهيد إن دمه الطاهرة لم تذهب هباءً وأن يطمئن فى سكنه الجديد..فلقد عاد حقه.
وفي هذه العملية النبيلة قامت المجموعة بالاستيلاء علي بعض الأسلحة والذخائر وإحضار أجهزة هوائية بعد أن ظلوا في الموقع قرابة الساعتين كما قاموا بإحضار العلم الإسرائيلي الذن كان موجودًا علي الموقع، كما أهدوا الرئيس السادات في أثناء زيارته للمجموعة رشاش عوزي من الغنائم الذي تم الاستيلاء عليه وقتها.
بدأ تكوين المجموعة "39 قتال" بجماعة صغيرة من ضباط الصاعقة المعروفين بقدراتهم القتالية العالية، ثم تطورت تلك الجماعة إلي فصيلة، وبتعدد العمليات تطورت إلي سرية (نحو 90 فردًا ما بين ضابط وصف وجندي) إلي أن أصبح عدد العمليات التي قامت بها هذه السرية 39 عملية، فتطورت السرية إلي تشكيل اطلق عليه (المجموعة 39 قتال) نسبة إلي عدد العمليات التي قاموا بها قبل تشكيلها الرسمى.
عُين إبراهيم الرفاعى قائدًا لها وكان هو المدرب والمخطط، كما كان الأخ والصديق لكل جندي مقاتل ولكل ضابط بها،‏ عرف عن الرفاعي الصرامة الشديدة في أثناء التدريب لأن الخطأ في المعركة يضيع أمامه حياة الفرد ومن معه، بالرغم من عطفه الشديد وحبه لرجاله، لم يكن الرفاعي ليكلف أحدًا من رجاله بعمل إلا إذا كان هو شخصياً قادراً علي فعله ويكون أول من يقوم به.
كانت المجموعة فى بدايتها تستعين ببعض العناصر لمعونة الرفاعي في القيام بالعمليات المكلف بها وخاصة من الصاعقة و البحرية حتي تم تشكيل المجموعة كوحدة مقاتلة مستقلة تابعة لقيادة المخابرات ورئيس الجمهورية.
عملت المجموعة 39 قتال تحت ستار منظمة سيناء العربية وهي منظمة من بدو سيناء ومدن القناة من المدنيين الذين تم تدريبهم بواسطة المخابرات المصرية للقيام بأعمال خلف خطوط العدو وكان هناك تعاونا وثيقاً بين المجموعة 39 وبين منظمة سيناء العربية وذلك قبل الإعلان رسمياً عن المجموعة عقب عملية لسان التمساح الأولي عام 1969 رداعلي استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.
وبالطبع كان لهذه الفرقة الباسلة دور هام فى حرب أكتوبر المجيدة إذ ظلت هذه المجموعة تقاتل على أرض سيناء منذ إندلاع حرب أكتوبر و حتى شهر نوفمبر ضاربين فى كل اتجاه و ظاهرين فى كل مكان، من رأس شيطانى وحتى العريش، ومن شرم الشيخ الى رأس نصرانى، و فى سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين إلى 3 فى اليوم، بايقاع أذهل مراقبى الاستخبارات الاسرائيلية لسرعته وعدم افتقاده القوة أو العزيمة رغم ضغوط العمليات.
كما هاجموا محطه بترول بلاعيم مساء السادس من أكتوبر بثلاث طائرات سقطت إحداها حيث استشهد  العريف أحمد مطاوع وأسر اللواء محمد فؤاد مراد، ثم توجهوا لشرم الشيخ فى العاشر و الحادى عشر من أكتوبر للهجوم على منطقة رأس محمد بشرم الشيخ، ثم تعود لتدك منطقة بترول رأس شراتيب فى 14 أكتوبر، و مطار الطور فى 15 و 16 أكتوبر، و التى كان لتلك العمليتين أثرهما فى تشتيت دقة تصوير طائرات التجسس و الأقمار الصناعية الأمريكية.
من أبرز قادة المجموعة 39 قتال العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة، رائد مظلى عصام الدالى والذى استشهد فى إحدى عملياتها، عقيد طبيب أركان حرب محمد عالى نصر، رائد صاعقة رجائى أحمد عطية، رائد بحرى إسلام توفيق قاسم، نقيب صاعقة محى الدين خليل نوح، والرائد طارق عبد الناصر الأخ الغير شقيق للزعيم الراحل جمال عبد الناصر والذى انضم للمجموعة قبل حرب اكتوبر وخرج منها عقب اتمام معاهدة السلام، وغيرهم الكثير من القادة الذين أبرزوا كفاءة و شجاعة قتالية فائقة.
كبدت هذه المجموعة العدو الإسرائيلى خسائر تقدر قيمتها ب 44 سيارة مختلفة، و 4 بلدوزرات، و14 دبابة، ومن 410 إلى 430 ما بين قتيل وجريح.
تلك هى المجموعة 39 قتال، إحدى قوات العمليات الخاصة و التى لم يسمع أحد بوجودها ضمن جنود حرب أكتوبر، ولازالت أمجاد أكتوبر العريقة تحمل فى طياتها العديد من الجند المجهولين الذين قدموا للوطن حياتهم منزهين أنفسهم عن أية تكريمات أو مكافآت؛ فإنهم يثقون بأن مكافأتهم الحقيقية هى استمرار مصر ملكة متوجة على عرش العروبة.