عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سقوط مارادونا "الأسطورة" تدريبيا درس لكل النجوم

مارادونا
مارادونا

لم يحقق الأسطورة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا النجومية في عالم التدريب مثلما كان نجما موهوباً كلاعب خطف القلوب والعقول بفنه داخل المستطيل الأخضر كواحد من افضل من أنجبته الكرة العالمية.

على العكس تماما من نجميته الكروية جاءت محطاته التدريبية مليئة بالسقوط الكبير ولم يحقق مع التدريب ربع ماحققه كلاعب يشار اليه بالبنان منذ إسدال الستار على مسيرته داخل المستطيل الأخضر في 1997 والتحول لخارج الخطوط لتولى القيادة الفنية خلف الخطوط.

وخلال مسيرة تدريبية التي امتدت لأكثر من عقدين يحقق أي نجاحات تذكر سواء على صعيد الأندية التي تناوب على تدريبها، أو حتى مع منتخب الأرجنتين الذي قاده فنيا في مونديال 2010بجنوب أفريقيا.

حيث غادر من الباب الخلفي بهزيمة قاسية على يد ألمانيا برباعية نظيفة في دور الثمانية، وكانت المحطة الأولى لمارادونا المدرب مع فريق مانديو الأرجنتيني، الذي كان يلعب وقتها في الدرجة الأولى، ويهدف إلى البقاء ضمن الكبار، وكان ظهوره الأول على مقعد المدير الفني في 9 أكتوبر 1994 بانتصار على روساريو سنترال بهدفين مقابل هدف.

وشاهد مارادونا المباراة من المدرجات لعدم حصوله على رخصة كمدرب، قبل أن يتم السماح له بقيادة فريقه من خارج الخطوط. وكان هذا الانتصار نذير شؤم، حيث إنه لم يحقق سواه مع الفريق خلال تجربته التي لم تدم أكثر من شهرين، حيث أقيل بسبب سوء النتائج بحصيلة قوامها انتصار وحيد مقابل 6 تعادلات و5 هزائم. مع بداية عام 1995، حط مارادونا الرحال في راسينج كلوب، أحد أعرق الأندية في الأرجنتين، حيث كانت بدايته مع دورة ودية أمام الغريم التقليدي إنديبندينتي وانتهى اللقاء بدون اهداف وانتهت التجربة التجربة دون أي نجاح ملموس، حيث حقق انتصارين و6 تعادلات مقابل 3 هزائم.

المحطة الأهم

المحطة الأهم في مسيرة مارادونا التدريبية كانت دون شك عندما اختير مديرا فنيا لمنتخب الأرجنتين في 28 أكتوبر 2008، حيث بدأ مشواره بانتصار ودي على اسكتلندا بهدف نظيف في نوفمبرمن نفس العام.

وتلقت الأرجنتين هزيمة تاريخية ومذلة خارج أرضها على يد بوليفيا بسداسية مقابل هدف في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وعانت الأمرين قبل أن تقطع تذكرة العبور للمونديال الأفريقي. قرر مارادونا بعدها التوجه للمنطقة العربية عبر بوابة نادي الوصل الإماراتي في 2011، حيث استهل مسيرته بانتصار على اتحاد كلباء (3-1) في مباراة ودية. وتلقى الفريق خسارة كبيرة بنتيجة 3-4 على يد الجزيرة، قبل أن تتسبب النتائج السيئة للفريق في إقالته بعد عام واحد فقط من توليه المهمة، بإجمالي 20 انتصارا و6 تعادلات و18 خسارة.

بعد 5 سنوات عاد مارادونا للإمارات مجددا لكن هذه المرة في الدرجة الثانية مع الفجيرة، حيث بدأ مسيرته في 7 مايو 2017 بهدف الصعود للدرجة الأولى، لكن تمت إقالته بعد تجربة دامت نحو عام تقريبا بعد الفشل في تحقيق هذا الهدف.

عاد الإسطورة إلى القارة اللاتينية وتحديدا المكسيك، مع فريق دورادوس سيناولا الذي وصل إليه في سبتمبر 2018 من أجل الصعود أيضا بالفريق للدرجة الأولى، وقدم موسما طيبا معه حقق خلاله 18 انتصارا مقابل 10 تعادلات و7 هزائم، لكن هذا لم يشفع له للتأهل، ليغادر مقعده التدريبي في 13 يوليو 2019.

ويعود مارادونا ثانية لبلاده من جديد، مع خيمناسيا لابلاتا، ولم تختلف التجربة عن سابقيها في الفشل. أساطير أسقطهم التدريب ومارادونا مثل غيره من اساطير الكرة الذين فشلوا في مهنة التدريب مثل الأسطورة ميشيل بلاتيني الذى قاد منتخب فرنسا في نهائيات أمم أوروبا 1992 إلى كارثة مروعة بعدما أخفق الفريق في العبور حتى إلى الدور الثاني للبطولة، ليسدل بلاتيني الستار نهائيا عن مسيرة تدريبية لم تزد عن 4 سنوات. والهولندي رود خوليت تألق في الملاعب مع عدة أندية أبرزها ميلان الإيطالي ومع منتخب بلاده، وانطلق خوليت في عالم التدريب عام 1996 ليقود فريق تشيلسي الإنجليزي، لمدة عامين حقق خلالها لقبا يتيما هو كأس الاتحاد الإنجليزي عام

1997، وعجز بعدها عن تحقيق أي إنجاز آخر. والإيطالي الشهير دينو زوف، أكبر لاعب سنا يتوج بلقب المونديال، خاض بعد اعتزاله في سن الواحدة والأربعين مسيرة تدريبية طويلة بدأت مع يوفنتوس حيث أحرز لقبين فحسب هما كأس إيطاليا وكاس الاتحاد الأوروبي عام 1989، وفشل بعد ذلك خلال 15 عاما عن التتويج بأي من الألقاب الكبرى سواء مع فريق السيدة العجوز، أو مع أندية لاتسيو وفيورنتينا، أو حتى مع منتخب إيطاليا ليعتزل التدريب عام 2006 من دون بصمة تدريبية حقيقية.

والألماني ﻳﻮرجﻦ ﻛﻠﯿﻨزﻤﺎن، والهولندي ماركو فان باستن، وكلاهما انطلق بقوة في عالم التدريب مع منتخبي بلادهما، لكن من دون تحقيق إنجاز بارز،والهولندي فرانك ريكارد فلم يصادف النجاح سوى مع الفريق الذهبي لبرشلونة الإسباني ومن خلال تشكيلة مدججة بالنجوم.

والنجم البرازيلي دونجا بعد إخفاقه في قيادة منتخب السامبا إلى إنجاز في مونديال 2010 ،كما أخفق الألماني الشهير ﻟﻮﺛﺎر ﻣﺎﺗﯿﻮس في قيادة منتخب بلغاريا، وأﻗﯿﻞ ﻣﻦ منصبه عام 2011.

اسباب الفشل: كل هذا يؤكد أنك كنجم واسطورة كلاعب، لايعنى أنك ستكون مدربا ناجحا وأسطورة تدريبية،فعظم المدربين المتألقين حاليا، لم يكونوا أبدا نجوما وقت ممارستهم للعبة، مثل السير أليكس فيرجسون، المدرب الاسطوري لمانشستر يونايتد، والفرنسي أرسين فينجر صانع نجاحات آرسنال الإنجليزي في العصر الحديث، وكلاهما لم يوصف أبدا بالنجم السوبر ، وجوزيه مورينيو مغمورا كلاعب، لكنه يعد في نظر كثيرين أفضل مدربي العالم حاليا.

كما أن موهبة اللاعب تختلف عن موهبة التدريب ، وربما تكون موهبة اللاعب فطرية بحتة،والتدريب بجانب انها قد تكون فطرية من خلال قدرة المدرب أولا على امتلاكه لرؤية في تولى هذا الفريق عن ذاك ، فإنها تكتسب أيضا من خلال الدراسة، ودراسة متانية بعيدا عن العروض المغرية في كيفية تعامله مع هذا الفريق وغيره وإستراتيجيتة البعيدة والقريبة المدى في خططه قبل اللقاءات وداخل الملعب ومع كل فريق على حده وكيفية مواجهة المواقف الصعبة التي تحدث خلال اللقاء.. وربما الموقف مع مارادونا إحتلف عن بقية الأساطير في أنه كان يبدو غير مهاري في قدرته على إتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب، ربما أن داء المخدرات والشرب قلل كثيرا من تركيزه في الإختيار والفكر داخل الملعب، ونهمه الغريب للمادة معتمدا على أن أسطورته قد تخفف كثيرا من صدمات وآلام الصعوبات التدريبية، وتاثير هذه النجومية على لاعبيه داخل المستطيل، لكن أسطورة مارادونا كظاهرة أكدت أن أي نجم كروي قبل أن يفكر في التدريب عليه أن يقرأ جيدا فشل معظم النجوم في عالم التدريب الذى يحتاج لمهارة من نوع خاص.!