رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تراجع الاعتماد على الاقتراض الخارجى مؤشر جيد لحالة الاقتصاد

على عبدالكريم الحداد
على عبدالكريم الحداد

100 مليون جنيه مستهدف رأسمال الشركة خلال السنوات القادمة

 

ليس من مشى بين الأشواك جريحاً، بل هناك من يستطيع تفاديها بإيمان وشجاعة، ودون خوف، كلما تقدمت خطوة تصبح الأمور أكثر صعوبة, لكن عليك أن تتذكر أن قوتك تشتد مع محاربة المصاعب، وكذلك محدثى طاقته بما يؤمن منحته التفوق رغم الظروف، فكان قوياً بذاته حتى حقق ما يرغب.

اختر دائماً الطريق الذى يمنحك الأفضلية، فكل الناس مثلك، لكن الخيار لك فى التمتع بالإيجابية، والمسئولية، فالميزة الوحيدة التى تجمع بين الناجحين فى العالم، تكمن فى قدرتهم على تحمل المسئولية، وهذا ما سار عليه الرجل.

على عبدالكريم الحداد، العضو المنتدب لشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية.. لا يخشى تجربة الجديد، من أجل أن يختبر قوته على تحقيق المستحيل، يرضى بأﻗﺪﺍره، ﻭيمتلك ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ، منهجه لا تقارن نفسك بالآخرين، وإنما كن ذاتك، النجاح فى فلسفته رؤية تحقيق ما تسعى إليه، والحفاظ عليه هو قمة الطموح.

بساطة المكان تمنحه هدوءاً وراحة، رسومات الحوائط مستوحاة من بيئته الصعيدية، ديكورات عبارة عن فازات متعددة الألوان، تزين الممرات، عند مدخل غرفة مكتبه كل شىء يبدو مرتباً، بعض ملفات العمل تستحوذ على الجانب الأكبر من سطح المكتب، مكتبته تضم مجموعة كتب معظمها ترتبط بالمجال الاقتصادى، وبعض صور تسجل محطات مسيرته.. أجندة ذكريات سطر فى سطورها نشأته، وتحمله للمسئولية فى ظروف صعبة، زين سطور صفحاتها الأولى بالشكر والتقدير لأبويه، وكل من ساهم فى صناعة شخصيته.

التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة, وكذلك الرجل، علامات الهدوء والثقة ترتسم على ملامحه، سعادة، ورضا بكل ما يتم فى الإصلاحات الاقتصادية، منذ انطلاق البرنامج الإصلاحى، يبدى ملاحظات ونقدا بناء، يستعرض رؤية المؤسسات العالمية، والدعم الكامل للاقتصاد الوطنى، كونه من أفضل اقتصاديات الأسواق الناشئة، أيضاً رؤيته الخاص تعتمد بصورة كبيرة على التقارير العالمية، وما شهده الاقتصاد على أرض الواقع، والتحول الكبير فى المشهد اقتصاديا، وتعظيم نموه خلال الفترة القادمة، ورغم ذلك لا يخفى الرجل قلقه وتحفظاته حول تمادى الحكومة فى الاقتراض، والخوف من خروجه عن السيطرة، وتداعياته السلبية، إذا لم يتم التعامل معه بصورة تسهم بالاستفادة منه، وكذلك ضرورة الاهتمام بالإنتاج والصناعة، لإزالة كل هذه المخاوف.

لابد أن تمتلك ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ مع الأحداث، نفس الحال تنتهجه الحكومة مع الاقتصاد ومستقبله بحسب تفسيره، خاصة مع التوسع فى المشروعات القومية، وتذليل العقبات أمام الاستثمار، وهو ما يحافظ على ريادة الاقتصاد الوطنى بالمنطقة، ويؤكد ذلك حسن إدارة الدولة لأزمة كورونا، مما ساهم فى الحفاظ على النمو الاقتصادى الإيجابى، ولتعظيم هذا النمو يجب على الدولة فى المرحلة الثانية من الإصلاح الاقتصادى أن تكون الوزارات والجهات التابعة أكثر تناغماً، بحيث يكون هناك تنسيق متكامل بين القطاعات، مع سيادة التكنولوجيا التى لا تزال بعيدة عن العديد من القطاعات الأخرى.

قلة الكلام، والاستماع بصورة جيدة، من السمات التى يحظى بها محدثى، حريص على التحليل بدقة، تجده يحلل موقف رجل الشارع، ومدى استفادته من الإجراءات الإصلاحية، برؤية مختلفة، حيث يعتبر أنه ليس توفير متطلبات الطعام، هى الأساس فى انعكاس ذلك بالإيجاب أو السلب على المواطنين، وإنما تتوافر احتياجات أخرى لقياس ما إذا كان رجل الشارع لمس من عدمه.. يقول إن «التوسع فى شبكة توفير الخدمات الصحية والتعليمية المقياس، وهو ما تسعى إليه الدولة فى تحقيق مثل هذه الطفرات بالقرى، وتوفير كل ما تحتاجه من خدمات، مما يؤكد أن المواطنين لمسوا نتائج الإصلاح الاقتصادى، فى ظل الانطلاقة القوية للمرحلة الحالية للاقتصاد».

«إذا كنت ستقوم بعمل ما فقم به بأفضل ما تستطيع» بذلك يؤمن الرجل ونفس الحال انتهجته سياسات البنك المركزى فى عملية الإصلاح، ودوره الكبير فى استقرار أسعار الصرف، والفائدة، ومواجهة معدلات التضخم، بما يمتلكه البنك من أدوات فى السياسات الانكماشية، والتوسعية، وبذلك تكون درجة الرضا عن الأداء مقبولة، تكتمل مع إتاحة مرونة أكبر لحركة أسعار الصرف بصورة كاملة، وليس سعراً مداراً.

إذن المرحلة القادمة تتطلب مزيداً من خفض أسعار الفائدة.

البداية الجيدة تكون نهايتها جيدة.. يرد قائلاً إن «أسعار الفائدة سلاح ذو حدين، وتعتبر إحدى الأدوات التى يتم بها ضبط السوق، ورغم أن استمرار خفضه يسهم فى نشاط الاقتصاد، إلا أنه على الدولة العمل على توفير قنوات استثمارية بديلة لتعويض أصحاب المعاشات، والفئات التى تعتمد على البنوك كمصدر دخل ثابت، بسبب ما يحصلون عليه من عوائد على ودائعهم».

الأمانة من السمات المستمدة من والده، يتكشف ذلك بحرصه على طرح رؤية دقيقة للاقتراض الخارجى، يعتبر أن الدولة مرت بظروف عصيبة، خاصة فترة بعد الثورة، وهو ما اضطرها للاقتراض، ومن ضمنها الفترة الأخيرة، بسبب جائحة كورونا، لكن بات الاقتراض حالياً يمثل رفاهية، وعلى الدولة عدم التوسع فيه، خاصة مع بداية المرحلة الثانية من الإصلاحات الاقتصادية، فى ظل التوسع فى البنية التحتية، والإنتاج، القادر على توفير إيرادات تدعم الاحتياطى النقدى».

دقته تجعله دائماً حريصاً على التحليل بهدوء، تجده عندما يتحدث عن أسعار الصرف يتحدث عن عدد من المحاور المهمة، منها السياسة التى انتهجت فى الاستيراد، والاعتماد على الإنتاج المحلى، وكذلك الدعم الذى شهده ملف التصدير إلى العديد من الأسواق الخارجية المختلفة، والتوسع فى الاكتشافات البترولية، والغاز الطبيعى، وكل ذلك من شأنه تعزيز قدرة وقيمة الجنيه أمام الدولار، وبذلك يتوقع مع عودة السياحة مؤخراً أن يسهم فى تعظيم دور العملة الوطنية أمام العملات الأخرى، خلال الفترة القادمة.

الأمانة والانضباط من السمات التى غرسها بداخله والده، تجده حينما يتحدث عن السياسة المالية أكثر انضباطاً فى تفسيره.. يقول إن «الحكم على ملف السياسة المالية، أمر صعب بسبب الظروف التى تعرض لها الاقتصاد، وأجبر السياسة المالية الاعتماد على الضرائب لسد عجز الموازنة، وهو أمر لا يمثل ضررا طالما يحصل المواطن مقابل ما يسدده

على خدمات متنوعة».

لكن العديد من الخبراء والمراقبين يراهنون على دور الشمول المالى فى القطاع غير الرسمى وتداعيات ضمه إلى منظومة الدولة الرسمية فى تعظيم الإيرادات.

بهدوء وثقة يجيبنى قائلاً إن «الاقتصاد غير الرسمى يمثل نسبة كبيرة من الاقتصاد، لذلك على الدولة تقديم محفزات قوية فى الإعفاءات الضريبية، ولفترة طويلة، من شأنها جذب أصحاب هذا القطاع، لتوفيق أوضاعهم بما يعزز إيرادات الدولة، بالإضافة إلى ضرورة اتجاه الحكومة لتغيير العملة، حتى تتمكن من السيطرة على السيولة المكدسة».

«عليك أن تحقق المزيد من النجاحات لتسطرها فى صفحات ذكرياتك» بهذا يؤمن، وكذلك على الحكومة أن تجتهد فى ملف الاستثمار الأجنبى المباشر.. يقول إن «نجاح الحكومة فى التعامل مع هذا الملف بجذب واستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لم يكن بالشكل المطلوب، بسبب عدم التنسيق بين الجهات العاملة فى هذا الملف، حيث إنه رغم منظومة الشباك الواحد، إلا أن الروتين لا يزال يسيطر على ملف الاستثمار، وهو من أهم العوائق التى تواجه الاستثمار الأجنبى».

وتابع أن «السوق المحلى يتمتع بمزيد من المقومات التى تسهم فى استقطاب الأموال الأجنبية، وعلى الحكومة أن تعى ذلك، من خلال توفير بيئة مناسبة، وتقديم تسهيلات للمستثمرين سواء المحليين، كونه المؤشر الرئيسى لجذب الاستثمارات الأجنبية».

لا يخفى الرجل انحيازه الكامل للاهتمام بسوق المال، كونه من أهم القطاعات القادرة على تحقيق نمو جيد للاقتصاد، بسبب تنوع أدواته، مع الاهتمام بالقطاع الزراعى والصناعات القائمة عليه، خاصة فى ظل الطفرة التى حققها القطاع مع التصدير للدول الخارجية خلال أزمة كورونا، ليس ذلك فقط القطاع المهم من وجهة نظر الرجل، لكن أيضاً القطاع التعليمى الذى من شأنه تحقيق التنمية المستدامة.

يظل دائماً القطاع الخاص مثاراً للجدل بين الخبراء والمراقبين، هل آن الأوان ليحصل على دوره فى الدعم وإتاحة المجال، وتخارج الدولة من أمامه؟ أما لا يزال دور الدولة مطلوباً؟ ورغم هذا الجدل والتساؤلات، إلا أن محدثى له وجهة نظر فى ذلك تقوم على أن الدولة تحركت بصورة أكبر توسعاً فى هذا الملف، وراحت تعمل على دعم القطاع الخاص، بالسماح له بالمشاركة فى المشروعات القومية، كونه قطاعا رئيسيا فى تحقيق التنمية، ودوره كبير فى توفير فرص العمل، تقليص معدلات البطالة.

فى ظل المشكلات التى يواجهها برنامج الطروحات الحكومية بالبورصة.. هل لا تزال الفرصة قائمة؟

بوضوح وصراحة يجبنى قائلا إن «الفرص لا تزال قائمة، والفرص لا تنتهى أبدا، لكن عليها اختيار التوقيت المناسب للطرح، ومدى توافر السيولة من عدمها».. تساءل «أين ستوجه الحكومة حصيلة هذه الطروحات.. هل إلى هيكلة الشركات المخطط طرحها، أم لسد عجز الموازنة، وفى هذه الحالة لن تتم الاستفادة بقيمة البيع فى تحقيق عوائد مناسبة».

إذا كان لديك الجرأة، ولا تخاف التعثر، فأنت قد اجتزت الخطوة الأولى للنجاح، وتحقق ذلك مع تولى منصب العضو المنتدب للشركة، وبالتعاون مع مجلس الإدارة نجح الرجل فى تحديد استراتيجية متكاملة تقوم على 5 محاور رئيسية منها إعادة الهيكلة المستمرة، وإدخال العديد من الأنشطة المتاحة مؤخرا، مع استهداف زيادة رأس المال إلى 100 مليون جنيه خلال 5 سنوات القادمة، وكذلك العمل على توسيع قاعدة العملاء الأفراد، وأيضاً التوسع فى الفروع من 7 فروع إلى 9 فروع، فى ظل الطلبات التى تتلقاها الشركة بالتوسع فى الفروع.

رغم أن الرجل لم يحالفه الحظ فى انتخابات صندوق حماية المستثمر، على مقعد السمسرة، مؤخرا، إلا أنه يأمل أن يعمل المجلس الجديد على تعظيم دور الصندوق فى خدمة مجال صناعة سوق المال، سواء مستثمر أو شركات سمسرة.

الرضا والتصالح مع النفس تعلمه من والده بفعل الشىء الصحيح، وهو سر نجاحه، عاشق للقراءة، ومحب للألوان التى تحمل النمو، وأهمها الأخضر، مغرم بممارسة الرياضة لما تمنحه من نشاط وراحة بال.. لكن يظل حلمه وشغله الوصول بالشركة إلى الريادة فى السوق.. فهل يتمكن من تحقيق ذلك؟