رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقطاب الاستثمارات الأجنبية أفضل للاقتصاد من الاقتراض الخارجى

محمد عبدالهادى
محمد عبدالهادى

50 مليون جنيه مستهدف رأسمال الشركة

 

لن تحتاج لأى احد يخبرك من أنت أو ماذا تكون، فأنت تكون كما ترغب أن تكون، اشغل حياتك بما تراه مناسبا لك، خد زمام المبادرة وحدد ما تريد، فكلما زاد إيمانك بذاتك وثقتك بنفسك، كلما زادت فرص تحقيقك للنجاح، وكذلك محدثى منهجه أن النجاح لا يكتمل بمجرد الوصول إليه، وإنما عندما تصل إلى نهايته.

الناجح لا يشعر بالرضا أبدا، يكافح ليكون الأفضل دائما، حتى فى التعثر لا يتمكن منه لان لديه إصرار على تحقيق ما يرغب، فثق بأن الأمور ستمضى على ما يُرام، ربما ليس كما خططت لها، لكنها ستمضى إلى حيث أردت، وعلى ذلك كانت مسيرة الرجل.

محمد عبدالهادى العضو المنتدب لشركة «أكيومن» لتداول الأوراق المالية.... الخروج عن السير فى الطريق المألوف هو ما يمنحك الأفضلية، فلسفته لا نجاح دون مثابرة، ولا هدف بلا اجتهاد، متسامح لأبعد الحدود، لدرجة يعتبرها البعض ضعفًا فى شخصيته، لكن يعتبرها مصدر قوة، واضح، محب للآخرين، يفتش عن أمل جديد، كى يستكمل ما يريده.

رغم مطبات الحياة التى قد تبدو عليها إلا أن هناك دائما شيئا يمكِنكَ أن تقومَ وتنجح بِهِ، المهم هو ألا تستسلم أبدا، هكذا انطباعى عن الرجل، هادى وبسيط، حديقة صغيرة تنتهى عند المدخل الرئيسى لحجرة مكتبه، ديكورات ولوحات لوالديه تستحوذ على النصيب الأكبر من الجدران، 7 أمتار فاصل بين مكتبه والمدخل، مقتنيات ومتعلقات شخصية ترتبط بوالده، ربما يستمد منها القدرة على مواجهة الحياة، يبدو سطح مكتبه أكثر تنظيما، 500 كتاب بين مؤلف ومجلد معظمها فى مجال العمل، قصاصات ورق يسطر بها خطة عمله اليومية، وأخر تكشف تفاصيل ذكرياته منذ نشأته الريفية، لم ينس الرجل دور والده فى مسيرته، ونجاحاته مقدما له الشكر، لم ينس أيضا نصيحته لأولاده بمحبة الآخرين والاجتهاد بالعمل.

التفاؤل دائما يمنحك الهدوء، وهو ما يرتسم على ملامح الرجل عندما يحلل المشهد تجده أكثر دقة، يحدد المشهد الاقتصاد إلى 3 مشاهد، ما قبل فيروس كورونا، والشوط الطويل الذى قطع فى الإصلاح الاقتصادى، وبدايته مع تعويم العملة المحلية نوفمبر 2016، وتداعيات ذلك على ما تحقق من استقرار للاقتصاد، وفوائض ساعدت الحكومة على تخصيص مبالغ لمواجهة تداعيات الفيروس، نجحت الحكومة فى التعامل مع أزمة كورونا، بتقديم كامل الدعم المادى لمحدودى الدخل والتوسع فيه، عبر برامجها الاجتماعية.

< إذن="" فيروس="" كورونا="" سوف="" تكون="" تداعياته="" سلبية="" على="" مسيرة="" الإجراءات="">

بتفاؤل على ملامحه يجيبنى قائلا: « نعم سوف تعمل أزمة كورونا على تباطؤ مسار الإصلاحات الاقتصادية، فى ظل تأثر العديد من القطاعات المهمة التى تحقق للاقتصاد إيرادات كبيرة مثل السياحة والطيران».

لحظات صمت تسود المكان، سرعان ما تكسرها نبرة صوته المرتفعة يقول: إن» شهادات المؤسسات المالية تعزز الثقة والاطمئنان للاقتصاد، حيث إن السوق المحلية من أهم الدول الآمنة لاستقطاب الأموال الخارجية بفضل تعاملها مع الأزمة، واستمرارها لذلك سوف يضع الاقتصاد الوطنى فى مكانة أخرى بقائمة اقتصاديات العالم فى ظل حرص العديد من الدول على المنتجات الوطنية سواء كانت الزراعية أو الصناعية».

الصدق فيما يحلل، والأمانة عند طرح الرؤية، وهو ما يحرص عليه حينما يتحدث عن مدى إحساس المواطن بما تحقق فى الإصلاح الاقتصادى، يعتبر أن الفئة التى استفادت لا تزال محدودة، بسبب ثبات الدخل، مقابل ارتفاع الخدمة التى يحصل عليها المواطن، وهذه مرحلة لم تتحقق بعد للطبقة المتوسطة، باستثناء الطبقات محدودة الدخل التى استفادت من برامج الحكومة من خلال الدعم المالى والبرامج الاجتماعية.

عندما تسعى وراء هدف لا تتوقف بالوصول إليه، بل عليك اكتماله.. بهذا يؤمن الرجل، وكذلك ما تحقق فى ملف السياسة النقدية، يتكشف من حديثه رضاه الكامل عن الإجراءات التى اتخذت من البنك المركزى، حيث تحقق فى الملف نجاحات كبيرة، إذ ما قورنت بما حدث قبل قرار التعويم نوفمبر 2016، والأزمات التى تعرض لها الاقتصاد بسبب الاضطرابات التى شهدها المشهد الاقتصادى وقتها، ولتعظيم دور السياسة النقدية فى الاقتصاد، لا بد من اكتمال هذه الإصلاحات باستمرار خفض أسعار الفائدة لارتباطها الوثيق بمعدلات النمو، من أجل العمل على تشجيع معدلات الاستثمار، حيث إن معدلات أسعار الفائدة لا تزال مرتفعة.

تساءل قائلاً.. ما سر إصرار البنوك بإصدار منتجات ذات عوائد مرتفعة تصل إلى 15% سنوى، رغم قيام البنك المركزى بالعمل على تخفيض أسعار الفائدة؟

تظل الأموال الساخنة مثار جدل بين المراقبين والمحللين كون يعتبرها البعض لا تفيد الاقتصاد، وإنما تزيد أعباء على الدولة، لكن محدثى له وجهة نظر خاصة فى ذلك تبنى على أساس أنه أمر ضروري فى بداية الإصلاحات لأى اقتصاديات، حيث تحاول الدول جذب استثمارات، وأموال تعظم الثقة بينها والمؤسسات المالية العالمية، وهذا تكشف فى المزاد الذى تم إجراؤه مؤخرا من وزارة المالية، وتغطية ما قامت به من طرح سندات فى السوق العالمية بنسب جيدة.

لكن استمرار الحكومة فى الاقتراض الخارجى يمثل عبئًا على الدين الخارجى.

يجيبنى قائلا بأن « الدين الخارجى لا يمثل قلقا، إذ ما تم إدارته بأسلوب صحيح، حيث إن عوائد هذه الاستثمارات، حال توجيهها فى شريان الاقتصاد بصورة صحيحة فى مشروعات قومية، سوف تضيف ولن تكون عبئا على الدولة، مثل العديد من اقتصاديات الدول الكبرى، لكن لا داعى لها طالما غير ضرورية».

التفاصيل مهمة، بدونها لا يتمكن من تكوين صورة كاملة عمى يحلله من ملفات، ونفس الأمر عندما يتحدث عن السياسة المالية، يفصح عن عدم رضاه فى التعامل مع هذا الملف، بسبب التخبط الذى يمر به، حيث أنه غير مقبول أن تستحوذ الضرائب على النصيب الأكبر من الإيرادات، فلا يوجد اقتصاد تقوم إيراداته على الضرائب فقط، حيث تمثل نسبة الضرائب فى الاقتصاد الوطنى أكثر من 80%، فيما يمثل فى اقتصاديات دول العالم الأخرى نحو 25%، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التهرب الضريبى، دون مواجهتها بصورة أكثر احترافية.

محطات متعددة وتجارب عديدة مر بها الرجل منحته المزيد من الخبرة، لذا يتحدث عن دور القطاع غير الرسمى فى تعظيم إيرادات الدولة بتفاصيل، بسبب أتساع رقعته، حال ضمه للدولة، على أن يتحقق بتعظيم دور التحول الرقمى، وكذلك العمل على تحفيز القطاع من خلال إعفاءات ضريبية، ومنحه مزيدا من التسهيلات التى تدفع أصحاب القطاع إلى الثقة فى الحكومة، والدخول فى

القطاع الرسمى، وإن كان العمل على حصر القطاع غير الرسمى سوف يستغرق وقتا طويلا.

تساءل قائلا « لماذا لا تقوم الحكومة بالعمل على تغيير العملة من أجل سحب «الكاش» المقدر بالمليارات من الأسواق؟»

التوقع من السمات التى تمحنه أفضلية عندما يتحدث عن ملف الاستثمار.. يقول بأن « فشل الحكومة فى استقطاب الأموال والاستثمارات الأجنبية، خلال السنوات الماضية كان متوقعا، بسبب غياب الرؤية للقائمين عن هذا الملف، وكذلك فقدان القدرة على تحديد خريطة استثمارية واضحة فى المحافظات، بإقامة مناطق متخصصة للاستثمار، والاستفادة من ما تحظى به هذه المناطق من صناعات، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تدريب العمالة على كافة الأنشطة، بما يساهم فى زيادة إنتاج هذه القطاعات المختلفة من الأنشطة».

لا ينس الرجل أيضا دور بيئة الاستثمار وقدرتها على استقطاب الاستثمارات، كونها تعظم عمقا للمستثمرين، حيث يتمكن المستثمر من إنهاء الإجراءات بصورة ميسرة بعيدا عن الروتين والبيروقراطية التى يواجهها المستثمرون عند أتمام الإجراءات اللازمة لمشروعاته.

اذا أردت النجاح لا بديل عن استغلال كافة إمكانياتك لتحقق ما تريد، وكذلك إذا أرادت الدولة النهوض بالاقتصاد، وتحقيق التنمية المستدامة يجب عليها الاهتمام بقطاع الغزل والنسيج كونه من القطاعات التى تحظى بكثافة عمالية، ويساهم فى توفير فرص عمل، ويحظى أيضا بسمعة جيدة فى الخارج، بما يمنحه القدرة على سيادة السوق العالمية، وتوفير عملة صعبة، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والبيانات والذى بات ركيزة أساسية فى اقتصاديات الدول، خاصة خلال الفترة القادمة، وكذلك ضرورة الاهتمام بقطاع الرعاية الصحية، كونه من القطاعات الذى يمثل أهمية للاقتصاد.

لم يكن الاجتهاد مجرد كلام، وإنما جهد متواصل من أجل تحقيق الهدف، ونفس الأمر بالنسبة للقطاع الخاص، للرجل لديه رؤية خاصة للقطاع، من أجل استكمال دوره فى التنمية.. يقول أن « هذا القطاع واجه العديد من العقبات والمعاناة خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن مؤخرا مع فيروس كورونا بدأ يتكشف دوره المطلوب، الذى لم يتحقق منذ سنوات، مما دفع الدولة للتدخل، فى بعض المجالات، لكن مع بدء تعافى القطاع الخاص، أخذت الدولة فى التخارج وإفساح المجال له، بل ومشاركته فى المشروعات القومية».

 قد تتأخر الأمنيات، ولكن سوف تأتى هكذا الحال بالنسبة لبرنامج الطروحات الحكومية، وفى ظل المتغيرات القائمة مع تداعيات فيروس كورونا، ليس أمام الحكومة سوى تأجيل البرنامج لفترة، على أن تستغل فترة الركود الحالية فى أعداد الشركات المزمع طرحها، على أن يتولى هذا الملف العاملون فى صناعة سوق المال، خاصة أن الفرصة لا تزال قائمة، بشرط دراسة المشاكل التى تواجهها البورصة، وكذلك الحرص على طرح شركات جديدة، تساهم فى استقطاب مستثمرين جدد.

لم يغفل الرجل البورصة ودورها فى التنمية الاقتصادية، من هنا يحدد مجموعة محاور كى تعود البورصة مرة أخرى لمكانتها، وذلك من خلال طرح منتجات جديدة، والعمل على زيادة السيولة، بالإضافة إلى تغيير النظرة السلبية عن البورصة، وتعظيم دورها الترويجى، كونها منصة تمويل مهمة.

تعدد التجارب تجعلك حكيما، والصعاب تمنحك قوة، هذا ما سار عليه الرجل طوال رحلة، لم تكن مفروشة بالورد، ولكن نجح فى تخطى كل العقبات حتى يصل إلى ما يريد فى مجال عمله، عشقه لصناعته قصر عليه مسافات طويلة، حدد استراتيجية متكاملة للارتقاء بكل مكان يعمل به، نفس الحال انتهجه مع مجلس إدارة شركته، للوصول إلى القمة، خططه تعتمد على محاور مهمة تضم العمل على ترشيد النفقات فى ظل المتغيرات التى تشهدها صناعة سوق المال بسبب تداعيات فيروس كورونا، بالإضافة إلى إعادة الهيكلة الكاملة الإدارية والفنية، والعمل عن بعد باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، وكذلك تعظيم إيرادات الشركة من خلال التوسع فى قاعدة العملاء الأفراد، وكذلك إضافة أنشطة تحقق قيمة إضافية للشركة من خلال الحصول على رخصة «الشورت سيلينج»، وأيضا العمل على زيادة رأس مال الشركة من 20 مليونا إلى 50 مليون جنيه فى حالة تحسن السوق.

يظل الرجل حريصا على ما يحقق له الراحة سواء فى عمله بالجهد أو فى حياته الشخصية ويجدها فى عشقه للرياضة، وحبه لكل ما يبعث بداخله السعادة، لكن يظل شغله الشاغل الحفاظ على ريادة الشركة وتعظيم دورها فى خدمة السوق...فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟