عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماريان عزمى :الأموال الساخنة في الاقتصاد سلاح ذو حدين

ماريان عزمى عضو مجلس
ماريان عزمى عضو مجلس إدارة شركة «ماكينزى» للاستشارات المالي

«عمرك فى الدنيا محدود، فلا تبدده فى محاولات العيش على طريقة الآخرين، حدد لذاتك مسارا تكون نهايته الرضاء.. مع كل عثرة تذكر أن الظلام بداية النور، والضغوط نهايتها الراحة، فلا أحد يحتكر النجاح لنفسه، فإن صنع مصائرنا بأيدينا» هكذا تقول الحكمة... وكذلك محدثتى.. الحياة فى قاموسها مليئة بالحجارة، تعمل على جمعها كى تبنى بها سلماً تصعد به نحو القمة.

رؤية الأمور من زاوية مختلفة تماماً، هى ما تمنح الأفضلية، فالفنان الفرنسى سيزان عندما قام فى إحدى لوحاته برسم كرسى عادى، كانت له نظرة لايمتلكها غيره، وكذلك ما تسعى إليه محدثتى.

ماريان عزمى عضو مجلس إدارة شركة «ماكينزى» للاستشارات المالية.. منهجها يقوم على البساطة حتى ترى الأمور بوضوح، والتلقائية فى التعبير، لأنه يعبر عن حقيقة الإنسان.. «شاهد.. افهم.. حس.. ثق» أربع كلمات مدونة على جدار الحائط.. هو أول ما يلفت الانتباه عند مدخل غرفة مكتبها، ومن هنا تكون نظرة الأمور مختلفة لها.

جلسنا وبدأت أكثر حماسا، وثقة فيما تحلله... «نعم ظلت السنوات الماضية يسيطر عليها غموض المشهد بنسبة تجاوزت 80%، وكل القطاعات الاقتصادية فى حالة ارتباك، لكن تراجع الآن الغموض بنسبة كبيرة بعد سنوات عجاف» من كان الحوار.

دراستها للتحليل الاقتصادى الدقيق منحتها عمقاً فى رؤية المشهد، حيث تعتبر أن ثمار الإصلاح الاقتصادى لم تتكشف بعد، رغم التحسن الكبير فى كل مؤشرات الاقتصاد، وذلك غير مقلق، حيث إن هذه المؤشرات تستغرق وقتاً، ومع تكشفها أيضاً سوف تصطدم بالعادات الاجتماعية، والثقافة الاستهلاكية لرجل الشارع، مما يتطلب صبراً قد يصل إلى عامين، حتى يمكن تجاوز مثل هذه المرحلة.... تقول «عزمى»: «إن الثقافة الاستهلاكية والإنتاجية، وطبيعة العمل، وقدرة العامل على الإنتاج يتسم بالضعف، مقارنة بالاقتصاديات الأخرى، وهنا تكمن مواجهة الصعوبات».

أقاطعها قائلا: إذن ماذا تكون الإجراءات لتجاوز هذه الصعوبات؟

تجيبنى قائلة: «لم يعد أمام الحكومة سوى تحديد قواعد جديدة للعاملين، تتلاءم وطبيعة المرحلة الجديدة، وكذلك تغيير الثقافة الاستهلاكية للمواطن، وترتيب احتياجاته وفقا للدخل».

لم تخف «عزمى» قلقها حينما تحدثت عن المشهد فى الديون الداخلية والخارجية، حيث ترى أن هذه الديون سوف تكون لها تكلفة، تسحب من رصيد النمو الاقتصادى، فى ظل الاموال الموجهة إلى الاستثمارات طويلة الأجل، والتى تتطلب فترة زمنية طويلة، لتحقيق عوائد، عكس توجيه هذه الاموال إلى مشروعات ذات عائد سريع، تسمح بدعم النمو الاقتصادى، وجنى ثمار الإصلاحات.

الوضوح والدقة فى التحليل، هو ما تحرص عليه، عندما تتحدث عن السياسة النقدية، يتكشف حديثها عن عدم رضاء كامل، بسبب حجم الأموال التى تم طبعها طوال الفترة الماضية، وتجاوزها 400 مليار جنيه، مما سوف يساهم فى استمرار التضخم، خاصة أن عملية طبع هذه الأموال فى ظل عدم غطاء إنتاجى أمر كارثي على التضخم، حيث يساهم فى ارتفاعات معدلاته، خاصة أن تداعيات طبع هذه الأموال تتكشف فى التضخم بعد عامين.

تظل الأموال الساخنة مثاراً للجدل بين الخبراء، منهم من يراها مفيدة للاقتصاد، وآخرون: غير مفيدة، لكن «عزمى» لها وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد تأسست على أنها سلاح ذو حدين لأى اقتصاد، قد يساهم فى زيادة الثقة فى اقتصاد الدولة لدى المؤسسات الأجنبية، لكن الاعتماد عليه بصورة كلية قد يسبب انهياراً.

الفكر الجديد، الذى يضيف، والعمل، هما ركائز تعتمد عليهما «عزمى»، عندما تتحدث عن السياسة المالية، يرتسم على ملامحها حالة غضب، بسبب الاعتماد الكلى للدولة على الضرائب، خاصة أنها تمثل للدولة نحو 80%، وهذا يعد خطراً لاعتبارها المصدر الوحيد، والبديل لمواجهة ذلك البحث عن أفكار غير تقليدية، مثل تجربة يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق عام 2005، حينما نجح فى استقطاب شرائح جديدة من الممولين، بعد حزمة تيسيرات.

أقاطعها قائلا: إذن ما العلاج؟

تجيب والهدوء يرتسم على ملامحها: «إن إيرادات الدولة تحتاج إعادة هيكلة من خلال القوانين والتشريعات، والقدرة على خلق ثقة مع رجل الشارع،

حتى تتمكن من ضم منظومة القطاع غير الرسمى إلى الاقتصاد».

المخاطرة، والمغامرة من الصفات المكتسبة من والدتها، وهو ما دعم جرأة رأيها فى التحليل، وكذلك الاستثمار، حيث أنه فى ظل السياسة الحالية للدولة والانفتاح على كل اقتصاديات العالم، بات المشهد مبشرا، لكن لا يزال ملف الاستثمار يتطلب المزيد من العمل، والقضاء على البيروقراطية، والاهتمام بصورة أكثر بالمحفزات، والتسهيلات أمام المستثمرين سواء المحليين، أو الأجانب، حتى يمكن الوصول إلى الأرقام المستهدفة فى الاستثمارات الاجنبية المباشرة.

نشأتها فى أسرة تعمل بمجال المحاسبة منحها نوعا من التحليل الدقيق، لديها تحيز بضرورة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها قاطرة النمو للاقتصاد، لما تلعبه من دور فى خفض معدلات البطالة، وتوفير فرص كبيرة من العمل للشباب، لم يكن المشروعات الصغيرة والمتوسطة الشغل الشاغل، وأيضاً قطاع الغزل والنسيج، الذى لايزال محتفظا بسمعته العالمية، وقدرته على توفير العملة الصعبة للاقتصاد، وكذلك قطاع السياحة الذى يحظى بقدر كبير من الاهتمام العالمى، لتعدد أنواعها من دينية، وشاطئية، وعلاجية.

مساحة الحرية فى الرأى والاختيار المستمد من أسرتها، ساهم فى صقل خبرتها العملية، عندما تتحدث عن القطاع الخاص، تشدد على منحه دورا كبيرا فى التنمية الاقتصادية من خلال دعم الدولة بتقديم محفزات، وتسهيلات، وفقا للقواعد والقوانين، ومخالفتها يسمح للدولة اتخاذ عقوبات رادعة.

ربما التخبط فى ملف الطروحات، يكشف عدم القراءة الجيدة للسوق، لكن فى وجهة نظر «عزمى» أن عملية التأجيل أمر جيد، حيث إن الصدمة لن تظل فترة زمنية طويلة، عكس فشل الطروحات نفسها، خاصة أن العوامل الخارجية التى شهدتها الأسواق الناشئة لم تكن فى الحسبان، ولذلك مطلوب رفع الجانب التوعية لدى المستثمرين.

الطموح يمثل معاناة لـ«عزمى» ليس الا لرغبتها الشديد فى تحقيق أحلامها، من خلال تقديم تجربتها الشخصية، ومساهمتها فى تأسيس شركة «ماكنزى» للاستشارات المالية، والعمل على تقديم قيمة مضافة للسوق، من خلال الاعتماد على 4 محاور رئيسية للشركة، تبنى على تقديم كافة الاستشارات المالية والفنية، والعمل على توعية المستثمرين بالسوق، وكذلك مساعدة الشركات المتعثرة، فى إيجاد حلول لمشكلاتها، مع تقديم النصائح للمستثمرين.

تنمو الموهبة مع الهدوء والسكون، وتنمو الشخصية بمواجهة الصعاب، هو ما تؤمن به «عزمى» للوصول إلى غايتها، حتى التعثر لا يعنى نهاية التجربة، بل بداية نجاح، ربما تكون شخصيتها التى تميل إلى الابتكار، وعشقها لقراءة الادب، وحبها للرياضة لما تحظى به من هدوء وقدرة على التركيز، وغرامها بالالوان المبهجة التى تحمل السعادة الداخلية لها سر نجاحها.. لكن يظل شغلها الشاغل إيجاد مكانا للشركة وسط الكبار.. فهل تنجح فى تحقيق ذلك؟