رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدير الاستشارات المالية بشركة «فينكورب»: مستهدفات الاستثمار لن تتحقق بدون استراتيجية مساعدة لاستقطاب الأموال

حاتم الهادى مدير
حاتم الهادى مدير الاستشارات المالية بشركة «فينكورب»

 

«من خرج يبحثُ عن الحقيقة حكم على نفسه بأن يبقى دائماً فى الطريق..ومن استعمل العدل استغنى عن الشجاعة».. هكذا تقول الحكمة.. وكذلك الشاب الثلاثينى إيمانه بأن العدل القائم خير من العطاء الدائم.

مع الحقيقة مهما كان من يقولها، ومع العدل مهما كان من معه أو من ضده، من هنا أسس حكمته فى الحياة.. الهم، والشقاء، فى مفردات قاموسه، هما قدر من يفتش عن الغاية، فسر النجاح فى الحياة أن تواجه مصاعبها بثبات الطير فى ثورة العاصفة.

حاتم الهادى مدير الاستشارات المالية بشركة فينكورب للاستشارات المالية، مبدأه عدم ترك الحق، لأنه متى ترك الحق، فإنك لا تتركه إلا إلى الباطل، الطيبة والتسامح فى منهجه ليس ضعفاً.

بالطابق الخامس، وفى مكتب بسيط، كل ما يميزه لوحات صممت من وحى الطبيعة، ملامح حادة تخفى وراءها، شخصا شغله الشاغل العمل، جلسنا وبدأ هادئاً.. «أنا متفاءل بالمشهد الحالى، ولو سألتنى عن رؤيتى منذ 4 سنوات، كانت الإجابة ستكون، حول بعض التساؤلات، إلى أين نذهب، لأن الرؤية لم تكن وقتها قد اكتملت».. هكذا بدأ الحوار.

«نعم تحسن المؤشرات حقيقية وليست على الورق، ولا أحد يستطيع إثبات عكس ذلك، بدليل أن مؤسسة موديز للتصنيف الائتمانى صنفت الاقتصاد الوطنى بنظرة مستقبلية إيجابية، وأى بيئة استثمارية فى أى دولة متقدمة، حققت من النمو درجة، بدأت من البنية التحتية، وشبكة طرق واسعة، ومناطق عمرانية جديدة، وهو ما يتحقق حالياً» هكذا حلل المشهد.

الغاية غير المخطط لها مجرد حلم، والالتزام بالعمل بداية تحقيق الحلم، هو ما اكتسبه من والده، عندما يتحدث عن السياسة النقدية، يكون أكثر أتساقاً مع النفس، وأن تحليله يقوم على انعكاسها على المشهد الاقتصادى، وهذا حقق نجاحاً، خاصة بعد الأزمات التى واجهها المستثمرون الأجانب عند التخارج، بعدم توافر العملة.

استثمارات المحفظة أو الأموال السريعة، دائماً ما تثير جدلاً بين المراقبين حول مدى نفعها على الاقتصاد، لكن «الهادى» له رؤية خاصة فى ذلك تقوم على أن هذه الأموال شر لابد منه، فهى تعتبر مصدر للتمويل، وهى مفيدة، فاقتصاديات الدول الكبرى تقوم على الاقتراض.

أقاطعه قائلاً: لكن الحكومة جعلت من السياسة المالية عبئاً على رجل الشارع، من خلال الضرائب، واعتبارها مصدرا رئيسياً، وليس مساعداً.

يرد وبدأ أكثر تعجباً: «ليست الضرائب، بعامل رئيسى وإنما مساعد، فالضرائب أمر عادي، ومنطقى من أجل مشاركة الجميع، وبناء هذا المجتمع، ولكن لابد من تحديد المستحق، وصورها، والعمل على توسيع الضريبة يساهم فى إدخال العديد من الشرائح، مع ارتفاع الدخول».

فى جعبة الشاب الثلاثينى مقترحات بشأن السياسة المالية، تقوم على حلول غير تقليدية، مثلما كان يحدث فى فترة الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية الأسبق، والذى نجح فى توسيع شرائح المجتمع الضريبى، وأيضاً القطاع غير الرسمى الذى يتطلب عمل مضاعف، من خلال المؤسسات، ودعمه بحزمة حوافز ضريبية من إعفاءات، وحضر وتنظيم، ولابد من إيضاح العوائد التى يحصل عليها، بعد الانضمام للقطاع الرسمى، وتوضيح المشهد لتحسين البيئة.

الإصرار، والدقة، منحاه تقييم الملف الاستثمارى بدقة، حيث يعتبر أن الاستثمار ملاذ لأى استثمارات أجنبية، لما يحظى به السوق من فرص نمو عالية، خاصة أنه على مر التاريخ، لم يسجل خسارة أى مستثمر، وذلك يتطلب من الحكومة، تعزيز المحفزات والإعفاءات، حيث أن استقطاب الاستثمار، يتطلب حلول مبتكرة، واستراتيجية مساعدة للوصول إلى المستهدفات المخطط لها من الاستثمارات.

لدى الشاب الثلاثينى غيرة شديدة على القطاع الصناعى باعتباره كلمة السر فى

النهوض بالاقتصاد وتدعيمه، لما يحظى من مقومات تساعده على التصدير، وتوفير العملة الصعبة، وإحلال محل الواردات، ونفس الأمر بالنسبة للقطاع الزراعى، والصناعات الغذائية.

خبرة الشاب الثلاثينى الطويلة فى الخارج ساهمت فى تعليمه، من جميع المدارس العملية، خاصة الإنجليزية التى تعلم منها احترام العمل، والاجتهاد، والانضباط، ونفس المشهد للقطاع الخاص، حيث يتطلب دعماً من جانب الحكومة، ومنحه فرصة المشاركة فى دعم النمو بإسناد له المشروعات المختلفة فى جميع المجالات.

لكن القطاع الخاص مطلوب منه تحسين صورته الذهنية لدى السواد الأعظم من المواطنين.

يجيبنى قائلاً وبدأ أكثر غضباً: «إنه غير صحيح أن تكون الصورة الذهنية للقطاع الخاص سيئة للسواد الأعظم، خاصة أنه يوفر فرص عمل لأكثر من 17 مليون موظف، وبالتالى يجب ألا يقل مساهمة نسبة القطاع الخاص عن 70% من الناتج المحلى، ولتحقيق ذلك لابد من إفساح المجال له فى العمل والمشروعات، خاصة أن اقتصاد أى دولة يقوم على القطاع الخاص، حيث إنه ركيزة أساسية».

لا تنظر للأمور من زاوية واحدة، ربما تكون نظرتك خطأ، وكذلك الطروحات الحكومية.. يقول: «لا يزال الوقت مناسباً، وتتطلب ترويجياً جيداً، مع توافر مقومات النجاح، بالتوقيت، والسعر، والتغطية».

النجاح والطموح سر تفوق الشاب الثلاثينى فى عمله، منذ عمله بالشركة يسعى دائماً مع مجلس الإدارة إلى تقديم الأفضل للسوق، ومن هنا تبنى استراتيجية الشركة على محاور مهمة من خلال التوسع فى مجال الاستشارات المالية، بإعادة هيكلة الشركات، وتقديم الخدمات الإدارية، وكذلك إدارة الاستحواذات، والاندماجات.

خبرة الشركة الطويلة فى السوق احتفظت لها بالريادة، فتسعى للحفاظ على ذلك بتقديم العديد من الاستشارات للعديد من الجهات الحكومية، وإدارة العديد من الاستحواذات والاندماجات مؤخراً تصل إجمالى قيمتها إلى 500 مليون جنيه، فى العديد من القطاعات، ليس ذلك فحسب بل تسعى الشركة إلى زيادة رأسمالها إلى 10 ملايين جنيه.

الشاب الثلاثينى مشواره لم يكن مفروشًا بالورد، وإنما واجه العديد من المطبات والصعاب، لا ينسى كل من مد له يد العون، ودور أسرته، مغرم بالقراءة، ويبحث عن الجديد وما يضيف لشخصه، محباً للألعاب الرياضية، والشطرنج التى تمنحه القدرة على التركيز ورد الفعل المناسب، محباً للألوان الزرقاء لما تحمله من وقار، لكن يظل ومجلس إدارة الشركة شغلهم الشاغل تتقدم المزيد للسوق، فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟