عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد عسل رئيس شركة «العربية وبولفارا»: نهضة الغزل والنسيج لن تتحقق دون تخفيض أسعار الطاقة

محمد عسل رئيس شركة
محمد عسل رئيس شركة العربية وبولفارا

 

حوار: صلاح الدين عبدالله

«إذا واجهت حائطًا، فلا تستدر لتعود خائباً، عليك أن تحاول تسلقه، أو المرور من خلاله، أو حتى الالتفاف من حوله.. لا تجعل العوائق توقف مسيرتك.. لأن السقوط ليس فشلاً، وإنما الفشل أن تبقى مكانك»، هكذا تقول الحكمة.. وكذلك العزيمة خلفها دافع، وبقوته تقوى.

حينما ترفع نظرك عن هدفك ترى العقبات، وبالإصرار تبقى على طريقك حتى النهاية، وعلى هذا كتب رحلته، فلا بديل عن النجاح، حينما تفتش فى أجندة ذكرياته، تتكشف أن سلاحه العلم، والعزيمة، والإصرار، وبهما خاض تجربته فى الإدارة.

محمد عسل، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربية وبولفارا للغزل والنسيج... نظرته الإيجابية، فتحت أمامه الطريق، الحياة فى قاموسه، إما أن تكون مغامرة جريئة، أو لا شىء، حبه لعمله سر تقدمه للوصول إلى قمة نجاحه.

حينما التقيته العام الماضى، بدأ أكثر تفاؤلاً بالمشهد الاقتصادى، وها هو يعيد على ما قاله منذ عام، إن «ثمار الإصلاح الاقتصادى يتحقق رغم الفاتورة الباهظة التى سددها الجميع».

«المشروعات القومية، والتقدم الكبير فى دعم النظام المالى، وخفض العجز فى الميزانية، وتوفير السلع الأساسية، التى صارت بأسعار مناسبة بالأسواق، وتراجع التضخم، وعودة السياحة.. كلها ثمار الإصلاحات الاقتصادية»، هكذا حلل المشهد.

الرجل بطبعه مغامر وجرىء منذ سنوات عمره الأولى، متعته فى السير على الأشواك، حتى يتذوق طعم النجاح حينما يصل إليه، وهكذا وصف حجم المعاناة التى تكبدها رجل الشارع طوال 4 سنوات الماضية يقول إن «الإحساس بثمار الإصلاحات، تعوض قسوة الأعوام الماضية، التى زادت منها فاتورة التعويم».

أقاطعه قائلاً.. لكن بعض الخبراء حملوا انحياز البنك المركز للسياسة النقدية على حساب السياسة المالية.

يرد قائلاً: «قرارات البنك المركزى كانت تهدف إلى التحكم فى معدلات التضخم المرتفعة، من خلال أدواته فى السوق، ومن ضمنها رفع أسعار الفائدة، لسحب السيولة، والتحكم فى القوة الشرائية، ونجح بالفعل فى ذلك، رغم ارتفاع تكلفة الدين».

تابع أن «البنك المركزى بمجرد تراجع معدلات التضخم، تم تخفيض سعر الفائدة، ما انعكس بصورة مقبولة على الاستثمارات، خاصة غير المباشرة، فى سوق الأوراق المالية».

 درس التجارة والبيزنس، رغم رغبته فى دراسة الهندسة، لم يندم على منحة القدر، حينما يتحدث عن خفض أسعار الفائدة، يتبدى علامات ارتياح على وجهه، لكونها دعماً للاستثمار، وقدرة المشروعات الصغيرة على النمو، باعتبارها العمود الفقرى للاقتصاديات، بما تحققه من إتاحة فرصة كبيرة للمشروعات كثيفة العمالة، ما يساعد على امتصاص معدلات البطالة.

من الملاحظات التى تؤخذ على البنك المركزى وفقاً لبعض الخبراء، التوسع فى استثمارات المحفظة، سواء سندات أو خزانة، باعتبارها أموالاً ساخنة سرعان ما تتخارج، إلا أن «عسل» له وجهة نظر خاصة فى هذا الشأن، حيث يعتبر أن الاستثمارات غير المباشرة، مؤشر جيد لاستقطاب الاستثمارات المباشرة خلال الفترة القادمة، لكن على رجال الاعمال المحليين العمل لصالح الاقتصاد الوطنى، وليس لمصلحة تحقيق مكاسب فردية، فلا يزال أمامهم فرصة كبيرة لدعم الاقتصاد.

صفحات أجندته تحمل ذكريات محملاً بالخبرة التى منحته قدرة على تحليل المشهد فى السياسة المالية بدقة، باعتبارها تقوم على الإيرادات، والتى لن تتحقق بصورة جيدة، إلا من خلال القطاع غير الرسمى، بمنحه تسهيلات ومحفزات تسهم فى ضم هذا القطاع الذى يستحوذ على النصيب الأكبر من المساهمة فى الاقتصاد، وقد يتحقق ذلك من خلال الشمول المالى.

مراحل مر بها، ومنعطفات أسهمت فى صقله، لذلك حينما يتحدث عن ملف الاستثمار، يصمت لحظات، قبل استكمال حديثه.. يقول إن «قانون الاستثمار أسهم وبصورة كبيرة على تذليل العقبات، أمام المستثمرين الراغبين فى

عملية الاستثمار، من خلال تفعيل نظام الشباك الواحد، وسرعة الإجراءات، التى سوف تسهم فى جذب الاستثمارات الأجنبية».

يظل الرجل داعماً لقطاع الغزل والنسيج، لكونه القطاع الأوحد القادر على المشاركة فى قيادة النمو الاقتصاد، إلا أن الاهتمام بقطاع الغزل والنتيجة، باعتباره من القطاعات المهمة، تحتاج إلى تخفيض لأسعار الطاقة، والكهرباء، من أجل دعم القطاع، وكذلك قطاع النقل البحرى، المتوقع أن يشهد طفرة قوية خلال السنوات القادمة، بعد الاهتمام بتنمية مشروع محور قناة السويس.

لا يزال القطاع الخاص يمثل أزمة فى تحليل العديد من الخبراء، ولكن الرجل يقول إن «القطاع الخاص لا يزال فى احتياج لاستكمال دوره فى معظم الأنشطة، والدخول فى المشروعات الخاصة بالنقل، للاحتياج لمثل هذه المشروعات، وقدرته على تشغيل أكبر عدد من الشباب».

للرجل مقترحات فى ملف الطروحات، تقوم على الاهتمام به، لقدرته على استقطاب، الاستثمارات الأجنبية، لكن على الحكومة أن تظل محتفظة بالحصة الأكبر، والسهم الذهبى فى مثل هذه الطروحات الحكومية.

تحمسه لصناعته التى يعمل بها فى مجال الغزل والنسيج، جعله يحدد استراتيجية، قادرة على تحويل شركته إلى نموذج يحتذى به فى الإدارة، حيث وضع كل خبرات الأعوام الماضية، وكان أولها إعادة الهيكلة فى إدارات الشركة، والاهتمام بالعامل البشرى فى المنظمة، بالتدريب والتطوير.

ليس ذلك فقط فى جعبة «عسل» من استراتيجية طموحة، بل نجح فى عودة الروح إلى الشركة بعد توقف السنوات الماضية، لتتحول الشركة إلى خلية نحل، وإعادة الشركة، بمعالجة نقاط الضعف، واستغلال نقاط القوة، والسمعة بالسوق.

الرجل من مدرسة التفكير والابتكار، لذا انتهج أسلوباً جديداً، بحيث باتت نسبة العاملين داخل الشركة العاملين بقطاع الإنتاج، 85%، و15% للعمل الإدارى.

ليس هذا فحسب بل العمل خلال الفترة القادمة على استكمال استراتيجية الشركة، بالتوسع فى الأنشطة، والعمل على خطوط تشغيلية جديدة، واستحداث خط جديد لإنتاج الطرف المفتوح للغزول، والعمل على فتح أسواق جديدة، بخلاف الأسواق الحالية، تركيا، الجزائر، والبرازيل.

«عسل» يسعى إلى الوصول بشركته، إلى الوصول إلى المقدمة، والريادة، خاصة أن مؤشرات الشركة تساعدها على ذلك، بمحفظة أراض كبيرة، وأصول تصل قيمتها إلى 2 مليار جنيه، والعمل على حل مشاكلها مع التأمينات الاجتماعية.

للرجل متعة لا يجدها سوى فى قراءة الشعر ومؤلفات اقتصادية وأدبية وسياسية، وتظل سياسته متعلقة بالشركة والعمل بالوصول بها إلى المقدمة.. فهل ينجح فى ذلك؟