رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل ان تنزلق الدراما التليفزيونية فى رمضان الى مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات

بوابة الوفد الإلكترونية


مع اقتراب شهر رمضان الكريم ينتظر ملايين المشاهدين فى مصر والشرق الاوسط الوجبة الدسمة من الدراما التليفزيونية المعتادة والتى يتنافس فيها عدد كبير من النجوم على الفوز بأكبر عدد من المتابعين.
لكن للاسف فى كل عام تنزلق اغلب هذه الاعمال الى مشاهد كثيرة للتدخين وتعاطى المخدرات والخمور بلا مبرر درامى مقنع ودون مراعاة لحرمة الشهر الكريم ،وبالمخالفة لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ.
هذه المشاهد وان كانت صادمة للمشاهدين فى هذا الشهر فإنها تمثل ايضا خطرا على الاطفال والشباب الذين يتاثرون سلبا بهذه النماذج التى تقدم فى قالب درامى ويحاولون تقليد نجومهم المفضلين فى تدخين السجائر او تعاطى المخدرات، فعندما يشاهد الأطفال والشباب هذه الأعمال  على شاشة التليفزين يتسرب اليه بشكل غير مباشر أن التدخين سلوك عادى.
ويغيب عن صناع الدراما فى اغلب الاعمال عمل التوازن المطلوب والتناول الرشيد لمشكلة التدخين ،فلا يتسم طرح هذه المشاهد بالموائمة بين متطلبات حرية الابداع والضرورة الدرامية وغالبا مايربط صناع الدراما مابين التعاطى وخفة الدم من خلال مشاهد كوميدية تسهم فى ترسيخ هذه المفاهيم الخاطئة.


وعلى سبيل المثال رصد  صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعى فى رمضان العام الماضى  ان أكثر مشاهد التدخين كانت بمسلسل "100 وش" بطولة آسر ياسين ورغم انه كان من انجح المسلسلات جماهيريا الا انه احتوى على مشاهد تدخين وتعاطى خمور ومخدرات وصلت إلى 5 ساعات و25 دقيقة خلال جميع الحلقات والمؤسف ان اغلب المتابعين لهذا المسلسل كانوا من فئة الشباب والاطفال.
وكشفت نتائج المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان من خلال تحليل 24عملا دراميا ان المساحة الزمنية لمشاهد التدخين انخفضت الى  4% من إجمالي المساحات الزمنية للأعمال الدرامية  فى رمضان الماضى 2020 بعدما كانت 13% عام 2017 وبمتوسط 7.6% في الثلاثة سنوات السابقة فى الفترة من 2017 حتى 2019.


واشار تقرير المرصد الى ان  أبرز أنواع التدخين التي ظهرت في دراما رمضان الماضى كانت السجائر بنسبة 60% والشيشة 38% والسيجار 18% والتدخين إلكتروني 1% والبايب 1% حيث قد يتضمن المشهد الواحد على أكثر من منتج.
فى حين اشاد المرصد بالأعمال التى ظهرت خالية من مشاهد تعاطي المخدرات وهي: مسلسلات "قمر آخر الدنيا "و"رجالة البيت ،" فرصة ثانية "، ولاد إمبابة" وكذلك الأعمال الخالية من مشاهد التدخين والتعاطي معا وهى "الاختيار" و"حب عمري".
وفى رمضان قبل الماضى أشاد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بأحمد السقا، وقال رغم أن السقا جسد شخصية تاجر المخدرات فى مسلسل «ولد الغلابة»، إلا أنه لم يمسك بسيجارة واحدة طوال الحلقات

كما اشاد أيضا  بالفنان ياسر جلال فى مسلسل «لمس أكتاف» و بمسلسل «قابيل» بطولة محمد ممدوح وامينة خليل كما تم الإشادة بمسلسل «بدل الحدوتة ثلاثة» لدنيا سمير غانم.


وتمثل هذه النتائج التى رصدها الصندوق تراجعا ملحوظا واستجابة لجهود جهات عديدة تعمل على مكافحة التدخين والادمان منها منظمة الصحة العالمية ووزارتى الصحة والتضامن الاجتماعى والجمعية المصرية لمكافحة التدخين.
ومن جانبها دعت منظمة الصحة العالمية صناع الدراما والمشاركين فيها تحمل المسئولية المجتمعية والابتعاد عن التحريض على استهلاك التبغ بكافة انواعه مطالبة اياهم بالتوقف الكامل عن إدراج مشاهد استعمال التبغ في الأعمال الدرامية رغم ما هو معلوم عن تسببه  فى الاصابة بسرطان الرئة، والانسداد الرئوي المزمن، الذي يتسبب في تورم الحويصلات الهوائية في الرئتين وتمزُّقها، والاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وطالبت المنظمة صناع الدراما بتطبيق حلول مبتكرة في أعمالهم لحماية الناس وخاصة الاطفال والشباب من الآثار السلبية لمشاهد التدخين مثل وضع تحذيرات صحية تظهر كشريط إخباري أثناء عرض مشاهد التبغ، وإلي تطبيق نُظُم التصنيف العمري للمشاهدين إذا ما تضمَّن العمل الدرامي مشاهد لاستهلاك التبغ.


وتَنُص المادة 13 من الاتفاقية الإطارية صراحةً على التزام كل طرف من أطراف الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ، بالحظر الشامل على "الإعلان عن التبغ والترويج له" و"رعايته"، والتأكيد على أن هاتين العبارتين لا تقتصران على الأعمال التي هدفها الترويج فحَسْب، ولكنهما تشملان كذلك الأعمال التي لها، أو يحتمل أن يكون لها، تأثير على الترويج ولا يقتصر ذلك على الترويج المباشر بل يشمل أيضاً الترويج غير المباشر. وعلى هذا فإن ممارسات الدراما التلفزيونية تعتبر خرقاً صريحاً للاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ ومن ثمَّ فإن جميع أطراف الاتفاقية مطالبين بالالتزام بالتطبيق الجاد لهذه النصوص.