رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"ابن رشد" يقدم هدية فلسفية فى ذكرى ميلاده

بوابة الوفد الإلكترونية

"التجارة بالأديان هى التجارة الرائجة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل، إذا أردت أن تتحكم فى جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى".. تلك العبارة التى تلخص الوضع الحالى فى المجتمع العربى برغم أنها قيلت منذ القرون من الأعوام على لسان الفيلسوف الراحل "ابن رشد"، لذا فكانت من أعظم الهدايا التى يقدمها لنا الفيلسوف كعظة فى الذكرى الـ 888 لميلاده.

فكم نحن بحاجة إلى مثل هذا الرجل  الذى دعا إلى استخدام العقل واتباع المنطق فى إطار الشرع خاصة فى تلك الأيام التى ساد فيها الجهل وقل فيها المنطق، وتم تغليف السياسة بالدين من أجل إقناع الشعب بالباطل، العالم الذى دعا إلى التفكير وترك التبعية وعمل على نشر دور المرأة وإعادة صياغة المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، حيث أرجع أسباب انتهاء حضارة المسلمين فى الأندلس إلى تراجع دور المرأة آنذاك.
إنه محمد وليد أحمد بن رشد الأندلسى البربرى أبو الوليد ولد فى قرطبة بالأندلس يوم الرابع عشر من أبريل 1126 بقرطبة، وتوفى فى العاشر من ديسمير 1198، العالم المسلم الذى يعد ظاهرة علمية مسلمة متعددة التخصصات، فهو فقيه مالكي، وهو قاضى القضاة فى زمانه، وهو ذاته طبيب نطاسى تفوق على أساتذته –حسبما أفادنا به العلماء فى ذلك الوقت- وهو أهم فلاسفة الإسلام.
فهذا العالم الذى رد اعتبار الفلسفة بعد أن أصابها الشيخ محمد الغزالى فى كتابه "تهافت الفلاسفة" وذلك بعد أن ربطها بالدين الإسلامى وأكد من القرآن ما يدل على قيمة الفلسفة والتفكير والمنطق، فاستشهد بعدد من الآيات التى

تشير إلى اعتبار الموجودات بالعقل ومنها: "فاعتبروا يا أولى الأبصار"، و"أولم ينظروا فى ملكوت السماوات والأرض"، و"ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض".
وتنوعت دراسة الفيلسوف فى مختلف العلوم من الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات والفلك والفلسفة، وتم تعينه طبيبا ثم قاضيا فى قرطبة، وتولّى منصب القضاء فى أشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدى أبى يعقوب يوسف، قرطبة حيث تولى منصب قاضى القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات التحق بالبلاط المراكشى كطبيب الخليفة الخاص، حتى تعرض لسخط الحركة السلفية التى قامت بتكفيره ومحاربته حتى تم حبسه، إلا أنه لم يطل حبسه حيث انتقل إلى مراكش لتصعد روحه إلى بارئها هناك.
ومن أهم أقواله وحكمه التى سعى إلى نشرها: " مِنَ العدل أن يأتى الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتى به لنفسه"، و" العلم فى الغربة وطن والجهل فى الوطن غربة"، "اللحية لا تصنع الفيلسوف"، و"الله لايمكن أن يعطينا عقولا ويعطينا شرائع مخالفة لها"، و"أكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس".