44 عاماً على زيارة "السادات" للقدس
السبت 19 نوفمبر 1977 يوم تاريخى بكل المقاييس فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، إنه اليوم الذى قام به الرئيس الراحل أنور السادات بمبادرته التاريخية بزيارة القدس بعد أن شعر بعبقريته أن مشكلة الشرق الأوسط وصلت لمرحلة الجمود بعد نصر أكتوبر العظيم، فكرة هذه المبادرة اختمرت فى ذهن الرئيس الراحل عقب اجتماعه مع الرئيس الرومانى الراحل شاوشيسكو فى صيف 1977، حيث أكد له أنه اجتمع مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجين 8 ساعات وشعر أنه على استعداد للتفاوض المباشر مع مصر وأطراف الصراع واستقل السادات الطائرة إلى إيران وأثناء ذلك قرر الذهاب للقدس وأوفد سرا حسن التهامى إلى المغرب لاجتماع سرى مع موشى ديان للإعداد لهذه الزيارة.
وفى يوم الأربعاء 9 نوفمبر 1977 أعلن الرئيس الراحل فى مجلس الشعب أنه: على استعداد للذهاب لآخر العالم وستدهش إسرائيل حينما أقول إننى مستعد للذهاب لبيتهم للكنيست ذاته ومناقشتهم، وفى يوم الثلاثاء 15 نوفمبر 1977 وصلت الدعوة للسادات من رئيس وزراء إسرائيل وجاء اليوم الموعود، هبطت طائرة الرئيس السادات للقدس فى 7٫50 السبت 19 نوفمبر 1977 وكان فى استقباله جميع قادة إسرائيل واستقبلوه بحفاوة بالغة
وفى اليوم التالى كان خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى، ونجح ببراعة فى مواجهة إسرائيل وإحراجها أمام العالم ليثبت أنه رجل سلام وحريص على استرداد كافة الأراضى المحتلة وبدون تفاصيل نجحت هذه المبادرة التاريخية فى تحقيق المستحيل بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد سبتمبر 1978 وتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية مارس 1979 وبدأت مصر فى استرداد سيناء حتى اكتمل الانسحاب الكامل فى 15 أبريل 1982 فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، وبفضل هذه الزيارة تحقق لمصر السلام والاستقرار. وتشهد سيناء حالياً حالة من النمو الاقتصادى بعد نجاح مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى دحر الإرهاب بشكل كبير.
رحم الله الزعيم الراحل سابق عصره محمد أنور السادات.