رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. وجدى زين الدين يكتب : أسبوع القاهرة للمياه

د. وجدى زين الدين
د. وجدى زين الدين

المصريون يتابعون عن كثب التطورات الخاصة بملف السد الأثيوبى، والجميع لديه قلق زائد بشأن هذا السد الذى يمثل نهضة وتنمية لأثيوبيا فى حين أن مياه النيل تمثل حياة أو موتًا للمصريين. ومن هنا جاء الاهتمام الكبير للمصريين، وقلنا من قبل فى هذا المكان إن المرء لا يقلق أبدًا لأن المفاوض المصرى يتمتع بذكاء وفطنة وكياسة ووطنية عالية جدًا، وفى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه، أكد أن مصر تتطلع للتوصل فى أقرب وقت وبلا مزيد من الإبطاء لاتفاقية متوازنة وملزمة قانونًا بشأن السد الاثيوبى واتساقًا مع البيان الرئاسى الذى أصدره مجلس الأمن فى سبتمبر الماضى.
ولذلك فإن الاطمئنان نابع من كل ما يتم فى هذا الشأن، والرئيس عبدالفتاح السيسى الأحرص على مصلحة البلاد، لن يضع الأمور تمر دون أن تحصل مصر على حقوقها كاملة ودون نقصان. وكلنا يعلم أن مصر هى من أكثر الدول جفافًا فى العالم بأقل معدل لهطول الأمطار، مما يؤدى إلى الاعتماد بشكل شبه حصرى على مياه نهر النيل، وبالتالى لن يكون هناك تفريط فى نقطة مياه واحدة تستحقها مصر. وهذه قاعدة أساسية وثابتة، وبالتالى ليس من حق أى مواطن أن يقلق فيما يتعلق بهذا الشأن وبالتالى فإن الجميع لابد أن يطمئنوا تمام الاطمئنان للمفاوض المصرى الذى يضع نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن فوق أى اعتبار.
فى أسبوع المياه الذى ترعاه مصر بتخطيط من الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية، شدد الرئيس السيسى على أن مصر وضعت خطة استراتيجية متكاملة لإدارة وتنمية الموارد المائية حتى عام 2037 بتكلفة تقديرية مبدئية 50 مليار دولار، لمواجهة التحديات فى هذا المجال.
وحرص الرئيس السيسى على توضيح قضية بالغة الأهمية فى هذا الشأن وهى التحديات الدولية الملحة بسبب الزيادة السكانية المطردة فى عدد سكان العالم مع ثبات مصادر المياه العذبة، إضافة إلى التدهور البيئى وتغيير المناخ والسلوك البشرى غير الرشيد بسبب انشاء مشروعات مائية غير مدروسة بدون مراعاة لأهمية الحفاظ على سلامة

واستدامة الموارد المائية الدولية. ولذلك فإن كل هذه العوامل تسهم فى تفاقم الأزمة وتؤثر على قدرة الدول فى الوفاء باحتياجات شعوبها من المياه كما قال الرئيس السيسى، ولذلك فإن مسألة إدارة الموارد المائية تعد تحديًا يمس أمن وسلامة الدول والشعوب والتأثير على استقرار أقاليم بأسرها.
أسبوع القاهرة للمياه كما يرى الرئيس السيسى هو مناسبة مهمة جدًا فى دورته الحالية والمقبلة، لفتح نقاش موسع شامل بين مختلف أصحاب المصلحة من الحكومة والمجتمع المدنى والخبراء والأكاديميين والشباب والمرأة، بهدف دفع الجهود الدولية لمواجهة التحديات المائية خاصة فيما يتعلق بندرة المياه وتعزيز التعاون العابر للحدود بهدف التكامل وترسيخ الاستقرار الاقليمى على أسس المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة. ولذلك فإن كلمة الرئيس السيسى كانت واضحة وصريحة لأهمية التعاون بين الدول لتجاوز هذا التحدى الخطير خاصة فى ظل أمرين خطيرين هما ثبات حجم المياه، والزيادة السكانية البشعة التى فاقت الحدود والتصورات. وهذا ما يدفع مصر إلى الاصرار على حتمية التعاون الدولى، وهذا ما جعلها تشارك فى مسار عقد المياه للأمم المتحدة 2018 وحتى 2028.
رسالة الرئيس السيسى واضحة جدًا وهى أن مصر لن تدخر جهدًا فى دفع أجندة المياه بالأمم المتحدة والمحافل متعددة الأطراف وتأمين حصولها على الاهتمام اللازم الذى يتسق مع قيمة المياه التى لا تقدر بثمن وترتبط ببقاء الانسان وحياة الشعوب.

 

[email protected]