عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«مصر تضحك أخيراً» فى معركة الإعلام العالمى

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن التعامل مع الإعلام العالمى فى مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو المجيدة مهمة سهلة على الإطلاق بالنسبة للحكومة المصرية.

وتعود صعوبة المهمة لعنصرين رئيسيين، الأول يتمثل فى ضبابية المشهد بالنسبة لبعض وسائل الإعلام الدولية، والثانى فى ظل الانحياز الواضح لبعض تلك الوسائل لجماعة الإخوان الإرهابية، التى نجحت فى اختراق العديد منها، وتمويل البعض الآخر، عبر التنظيم الدولى للجماعة.
وكان هناك تناقض واضح بين التناول الإعلامى الدولى بشكل عام لما حدث فى 25 يناير، ونفس الأحداث التى شهدتها ثورة 30 يونيو.
ففى المرتين، خرج المصريون إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام، الأول نظام الرئيس الراحل حسنى مبارك، والثانى نظام الإخوان الذى وضع محمد مرسى على كرسى الرئاسة بالتهديد والوعيد بإحراق مصر، إذا لم يتم إعلان فوزه فى الانتخابات الرئاسية، عقب خوضه لجولة ثانية أمام الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق.
وفى 25 يناير، التى أدت إلى تنحى مبارك يوم 11 فبراير 2011، أشاد الإعلام العالمى بما قام به المصريون، الذين أسقطوا النظام، ولكن الرؤية اختلفت فى 30 يونيو، رغم أن أعداد من شاركوا فى الثورة الثانية كانت أضعاف الأولى.
ومن هذا المنطلق، اعتبرت الكثير من وسائل الإعلام العالمية، سواء عن عمد أو جهل، ما قام به الجيش المصرى الوطنى من الاستجابة لمطالب الملايين، وعزل مرسى، بأنه «انقلاب عسكري»، رغم أنه لم يكن كذلك، وكان رد فعل لرغبة قطاع عريض من المصريين، وحماية للوطن من جماعة إرهابية استباحت سيادة مصر، وأصدر ممثلها فى قصر الرئاسة إعلاناً دستورياً نصّب نفسه به فوق الدستور والقانون.
وفى ظل هذا المشهد الضبابى، فقد كانت هناك بعض الأصوات التى أشارت بشكل فيه جزء من الحيادية إلى ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013، وكان على رأسهم الكاتب البريطانى الراحل روبرت فيسك، فى صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
ووصف روبرت فيسك ما حدث فى 30 يونيو، وما أعقبها من الإطاحة بمرسى وجماعته فى الثالث من يوليو، بقوله: «عندما لا يكون الانقلاب انقلاباً»، «حدث ذلك فى مصر»، فى إشارة إلى أن استجابة الجيش لرغبة قطاع عريض من المصريين لم تكن انقلاباً عسكرياً بالمعنى المتداول فى الغرب.
وفى نفس السياق، فقد كشف «فيسك» نفسه، وربما كان الوحيد الذى أشار إلى ذلك صراحة فى الإعلام الغربى، حقيقة تسليح الإخوان فى اعتصام رابعة العدوية.
وكتب فيسك مقالاً، بعد زيارته للاعتصام، وقال: «عندما حاولت زيارة قادة اعتصام رابعة فى مصر، الذى تقول جماعة الإخوان إنه اعتصام سلمى، فإن الحارس الذى قادنى إلى قيادات الإخوان كان يحمل فى يديه بندقية كلاشينكوف».
وفى سياق متصل، فقد وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية المظاهرات التى شهدتها مصر فى 30 يونيو بأنها لحظة الحقيقة التى يجب على جماعة الإخوان أن تدركها جيداً.
وفى نهاية عام 2013، فاز الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان وزيراً للدفاع وقتها، بلقب رجل العام فى استفتاء مجلة تايم الأمريكية، متفوقاً على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وبعد تولى الرئيس السيسى منصب رئيس الجمهورية فى عام 2014، كانت هناك محاولات مكثفة من أجل صد الحملات الإخوانية الممولة ضد مصر فى العديد من وسائل الإعلام العالمية.
وأجرى الرئيس السيسى عدة مقابلات مع وسائل إعلام دولية، بالإضافة إلى زياراته المتنوعة إلى العديد من دول العالم، التى حاول خلالها شرح حقيقة الموقف فى مصر.
وربما تكون المقابلة التى أجراها «السيسى» مع قناة «سى بى إس» الإخبارية الأمريكية، الأكثر صعوبة بالنسبة للرئيس المصرى، حيث حاول مذيع القناة الأمريكية وضع الرئيس فى موقف الدفاع كثيراً، من خلال توزيع الاتهامات على النظام المصرى، ولكن الرئيس قلب الطاولة على تلك المحاولات فى كثير من الأحيان.
وأكد «السيسى» فى المقابلة أنه لا يوجد فى مصر معتقلين سياسيين، فى الوقت الذى زعم فيه المذيع أن عدد المعتقلين السياسيين فى مصر يصل إلى 60 ألف شخص، وفقاً لما

قالته منظمة «هيومان رايتس ووتش».
وشدد «السيسى» على أن تلك الأرقام غير حقيقية، وأنه لا يوجد فى مصر معتقلين بسبب آرائهم السياسية، وأشار أيضاً إلى أن الإسلاميين ليسوا هدفاً للاعتقال، وإنما يتم القبض على هؤلاء الذين يحملون السلاح ضد الدولة، وآخرين يحاولون تدمير الاقتصاد المصرى.
ورداً على سؤال آخر حول السبب الذى يمنع الجيش المصرى من القضاء على الإرهابيين فى سيناء، رغم لمعونة العسكرية الأمريكية البالغ قيمتها مليار دولار سنوياً، قال «السيسى»: «ولماذا لم تنجح الولايات المتحدة فى القضاء على الإرهابيين فى أفغانستان، رغم مرور ما يقرب من عقدين على الحرب هناك، وإنفاق أكثر من تريليون دولار؟».
ومن ناحية أخرى، فقد حاولت الحكومة المصرية التصدى للقنوات الإخوانية المنتشرة فى تركيا، وعلى رأسها الشرق ومكملين، بالإضافة إلى قناة الجزيرة القطرية، فى معركة «النفس الطويل»، التى انتصرت فيها الدولة المصرية فى النهاية.
فمنذ أشهر قليلة، وبعد محاولات النظام التركى للتقارب مع مصر، أغلقت أنقرة باب الانتقادات ضد مصر عبر القنوات التى تتخذ من تركيا مقراً لها، كما توقف مذيعون مثل معتز مطر عن تقديم برامجهم التحريضية، ورحلوا إلى غير رجعة.
وبعد القمة الخليجية الأخيرة فى «العلا» بالسعودية، تراجع الموقف القطرى المناهض لمصر كثيراً، خاصة فى قناة الجزيرة، التى أجرت مؤخراً مقابلة مع وزير الخارجية سامح شكرى، إبان زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة.
كما كان للحكومة المصرية دور بارز فى التصدى للشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، التى لعبت دوراً محورياً فى دحض مؤامرات الإخوان عبر الكتائب الإلكترونية الممولة.
وفيما يتعلق بالوضع فى سيناء، فإن العديد من التقارير الإعلامية الدولية لجأت إلى تزييف الأوضاع هناك، والإشارة إلى أن الجيش المصرى يعتدى على مدنيين، وتغاضت بعضها عن الإشارة إلى أن ما تشهده سيناء هى عمليات إرهابية تستهدف الجيش والشرطة والمدنيين المصريين، فى محاولة لزعزعة أمن واستقرار البلاد.
وكثيراً ما يتداول الإعلام العالمى هؤلاء الإرهابيين بمسميات مثل «الجهاديين»، أو «المتمردين»، رغم أن أحداثاً مماثلة، وربما تكون على نطاق أقل اتساعاً مما شهدته مصر، تقع فى أوروبا والولايات المتحدة وغيرها، ويتم التعامل معها على أنها هجمات إرهابية.
وفى الوقت الذى استعان فيه بعض المغرضين بمزاعم انتهاك حقوق الإنسان، كانت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماى تتحدث فى اتجاه آخر مناقض تماماً.
وقالت «تيريزا ماى» أمام مجلس العموم البريطانى، فى يونيو 2017، إنها «ستمزق» قوانين حقوق الإنسان فى بلادها من أجل محاربة الإرهاب، بما يسهل ترحيل أو فرض قيود على حركة من يشتبه بأنهم متشددون، ممن لا تتوافر أدلة كافية لمحاكمتهم.