بعد السيطرة على الموجة الأولى.. كيف استعدت مصر للمرحلة الثانية من كورونا ؟

اتخذت مصر أعلى الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد منذ بداية ظهوره، وتمكنت من احتواءه بمساعد أجهزتها المعنية ومؤسساتها بشكل ناجح، وتحديداً وزارة الصحة التي سيطرت على الوباء الذي انتشر بشكل كبير بين دول العالم، وتستعد حاليا لمواجهة الموجة الثانية من كورونا.

 

الموجة الأولى
في مارس 2020 أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في مؤتمر صحفي، أن الدولة تواجه تفشي فيروس كورونا، وهذا يتطلب مجموعة إجراءات احترازية منها تعليق حركة الطيران في كافة المطارات من 31 مارس، والسماح للمنشآت السياحية بتعقيم وتطهير الفنادق، مؤكدا أنه فيما يتعلق بالاحتياطيات من السلع الاستراتيجية فأنها تكفي لشهور ولا داعي للتكالب على الشراء.

 

حظر الشيشة وغلق المطاعم
صدر قرار بغلق الأسواق الشعبية والحدائق والمطاعم والمقاهي وحظر الشيشة، ووجه اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية المحافظين، بشن حملات مكثفة ومتابعة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أعلنت عنها الحكومة وبيانات منظمة الصحة العالمية، خاصة البيان الذي أصدرته وحذرت فيه من مخاطر تداول "الشيشة" في المقاهي والمطاعم والكافيهات.

ولفت شعراوي أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن تدخين "الشيشة" لا ينقل فيروس كورونا فقط بل إن التبغ أيضا يؤثر على المناعة وصحة الجسم بشكل عام، ما يجعله أكثر ضعفاً في مقاومة الفيروس، لذا تتطلب المصلحة العامة للمواطنين وفى إطار الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمنع انتشار أو نقل فيروس كورونا أن يتم منع "الشيشة".
وشنت حملات على مستوى المحافظات للتأكد من تطبيق القرارات التي أعلنتها الحكومة فيما يتعلق بالشيشية ومصادرتها من المقاهي المخالفة، كما تم شن حملات على أسواق المطهرات والمنظفات لمنع التلاعب ورفع الأسعار، ودفعت القوات المسلحة بعربات تابعة لها لبيع المواد المطهرة والكمامات بأسعار مخفضة للموطنين من اجل حمايتهم من جشع التجار.

 

تطهير الشوارع والمؤسسات

قامت الإدارات التخصصية للقوات المسلحة المعنية بعمليات التطهير والتعقيم الوقائى لموقفى النقل الجماعى والميادين والشوارع الرئيسية والقطارات والمرافق الخدمية المحيطة بها، تنفيذاً لخطة القيادة العامة للقوات المسلحة للحد من إنتشار فيروس كورونا، وتم الدفع بأطقم التطهير للقيام بأعمال التعقيم الوقائى لتلك المرافق الحيوية، والتى تشهد فى الحالة الطبيعة تردد أعداد كثيفة من المواطنين عليها بإعتبارها من أهم مواقف النقل الجماعى التى تخدم عدد كبير من سكان محافظات الدلتا وأقليم القناة والصعيد، كما قامت المنطقة الجنوبية العسكرية بتنفيذ عمليات التطهير والتعقيم الوقائي بالمحافظات، حيث قامت بتطهير ديوان عام محافظة أسيوط ومحطة السكك الحديدية وجامعة أسيوط وعدد من الشوارع والميادين الرئيسية وعدد من البنوك ذات الاقبال الجماهيري الكبير، فضلا عن تطهير محطة قطار سوهاج وعدد من الشوارع والميادين الرئيسية، وديوان عام المحافظة ومحطة قطار قنا ومحطة قطار الاقصر، وتنفيذ أعمال التعقيم لجامعة أسوان ومحطة السكة الحديد وعدد من الشوارع والميادين ذات الكثافة السكانية، والشوارع الرئيسية بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر.
استخدمت القوات المسلحة في عمليات التطهير أحدث وسائل ومعدات التعقيم ذات المعايير العالمية، لضمان تنفيذ كافة أعمال التطهير بأعلى جودة وأكبر مساحة ممكنة، وفى أوقات فرض حظر التجوال لضمان عدم تعطل حركة سفر المواطنين، وتنفيذ أكبر قدر ممكن من أعمال التطهير الوقائى بتلك الأماكن أثناء خلوها من المواطنين المترددين فى ذلك الوقت.

 

وزارة الصحة واجهت كورونا بتطبيق ذكي
أطلقت وزارة الصحة والسكان المصرية، تحديثات جديدة بتطبيق "صحة مصر" على الهواتف المحمولة، يوم 14 أبريل 2020، في ظل مواجهة البلاد لذروة تفشي فيروس كورونا المستجد ، وذلك في إطار الحرص على التيسير على المواطنين وتقديم أفضل خدمة طبية في حال الاشتباه بالإصابة بفيروس كورونا وإرشادات التوعية بشأن الوقاية من الفيروس..
وصرحت وزيرة الصحة هالة زايد، أنه تم تحديث بعض الخدمات بتطبيق "صحة مصر"، منها إضافة خدمة الإبلاغ عن الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والذي يمكن لأي شخص من خلالها الإبلاغ عن حالته أو عن حالة شخص آخر مشتبه في إصابته بفيروس كورونا، وذلك عن طريق الضغط على شاشة "إبلاغ" الموجودة بالتطبيق، وتسجيل بيانات المريض.
كما يمكن لمستخدم التطبيق التواصل مع وزارة الصحة المصرية عن طريق تطبيق "الواتساب"، حيث يسمح البرنامج بتحويل المستخدم مباشرة للرقم الخاص بالوزارة على "واتساب"، ويعرض البرنامج كافة الأرقام والروابط التي تُمكن المستخدم من التواصل مع وزارة الصحة والسكان بكافة وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي المتاحة.

 

الكمامة وعقوبة عدم ارتدائها
أصدرالدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء،‪ قراراً بتاريخ 27 يونيو، بعدد من الإجراءات التي سيبدأ العمل بأحكامها مع خضوع جميع الإجراءات الواردة فيه للمتابعة لتقدير الموقف، حيث نصت المادة الثالثة عشرة من القرار لتشدد على أن يلتزم المواطنون بارتداء الكمامات الواقية خلال تواجدهم بجميع وسائل النقل الجماعية، سواء العامة أو الخاصة، وأثناء ترددهم على جميع المنشآت الحكومية أو الخاصة أو البنوك أو دور العبادة. 
‎كما نصت المادة الرابعة عشرة على أن يعاقب كل من يخالف حكم عدم ارتداء الكمامة الواقية في الأماكن المحددة،

بغرامة لا تجاوز 4 آلاف جنيه، ويعاقب كل من يخالف باقي أحكام هذا القرار بالحبس وبغرامة لا تجاوز 4 آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، ونصت المادة الخامسة عشرة، على أن تُغلق إدارياً المحال والمنشآت التي تخالف حكم المادتين الثالثة والرابعة من هذا القرار المنظمة لعمل المطاعم والمقاهي والكافيهات والمحال التجارية والحرفية والمولات.

 

مستشفيات ميدانية لمواجهة كورونا
في إطار إجراءات الحكومة لمواجهة فيروس كورونا تم إنشاء مستشفى ميداني بجامعة عين شمس، حيث ساهم صندوق تحيا مصر فى إقامته، وتم توفير 15 جهازاً للتنفس الصناعى، و1000 بدلة عزل للاطقم الطبية، إلى جانب 10 آلاف كمامة عادية، و500 كمامة “KN”، ونحو 500 كمامة “N95″، فضلاً عن كميات من المطهرات اللازم لعمليات التعقيم، تصل إلى نحو 510 عبوات مطهرات، فضلا عن تجهيزات القوات المسلحة والتي تحتوي على مستشفيات ميدانية وقاعات عزل بأرض المعارض، بقوة اجمالية 4000 سرير وسيارات إسعاف مجهزة وطائرات الإسعاف الطبي الطائر، وكل ذلك تم إقامته في 15 يوم.

 

الاستعداد للموجة الثانية
"تصنيع وتجميع مشتقات البلازما فى مصر"
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الثلاثاء، بريمون جريفولز والسيد فيكتور جريفولز، رئيسى مجلس إدارة شركة جريفولز الإسبانية، لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ووجه الرئيس خلال الاجتماع بضغط الجدول التنفيذى للمشروع، الذى يمثل إضافة ضخمة لسلسلة المشروعات القومية التى تعتنى بصحة المواطنين، بتوطين تكنولوجيا تصنيع وتجميع البلازما فى مصر، وأن يتم وفق أعلى المواصفات القياسية العالمية، ونقل خبرة الشركة فيما يتعلق بإدارة المراكز واللوجستيات الخاصة بالبلازما بدءاً من مرحلة تجميعها وحتى الإنتاج، بما يساهم فى امتلاك القدرة فى هذا المجال الحيوي.

وزارة الصحة تستعد للموجة الثانية
استعرضت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، آخر مستجدات الوضع الوبائي في مصر مقارنة بدول العالم والإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية، خلال مشاركتها لليوم الثاني على التوالي بورشة عمل للعاملين بالقطاع الطبي، بالتعاون مع كلية طب جامعة هارڤارد الأمريكية للتعريف بأحدث التطورات حول فيروس كورونا المستجد ( كوفيد-19)، من حيث التشخيص والعلاج واللقاحات، مؤكدة استعداد الدولة لمواجهة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، وأن هناك مخزون استراتيجي كافٍ من الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى زيادة عدد مقاعد الخط الساخن (105) إلى 800 مقعد باللغتين العربية والإنجليزية بهدف سرعة الرد على استفسارات المواطنين. 
وأكدت الوزيرة، أنه تم التنسيق والتعاون مع عدة منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية والتحالف الدولي للقاح والتطعيم “GAVI” على مرحلتين، مرحلة ما قبل جائحة كورونا وتتمثل في إرسال بعثات تقصٍّ من منظمة الصحة العالمية، لتقييم سيرالعمل بالمبادرات الرئاسية والتفاوض مع التحالف الدولي للقاح والتطعيم “GAVI” لتوفير العقار الخاص بفيروس سي بأقل سعر، والمشروع القومي لتصنيع وتجميع مشتقات البلازما، وإرسال البعثات الطبية للخارج لكسب الخبرات تمهيداً للتصنيع.

وعن المرحلة الثانية لفت الوزيرة أنه منذ بداية جائحة فيروس كورونا تتمثل في إجراء التجارب الإكلينيكية، وزيارة وفد من منظمة الصحة العالمية لمصنع 60 بفاكسيرا للوقوف على جاهزية المصنع لتصنيع اللقاح، والتعاون مع منظمة جافي لتوفير 20 مليون جرعة من لقاح ضد فيروس كورونا المستجد فور ثبوت فاعليته، فضلاً عن التعاون مع شركتي سينوفارم وسينوفاك لإنتاج اللقاح فور ثبوت فاعليته.