رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في ذكرى وفاة المشرحجي.. مصطفى محمود.. حاكمه عبد الناصر وأنصفه السادات

مصطفى محمود
مصطفى محمود

 كانت طفولته لا يقضيها في لعب الكرة، أو تناول الحلوى، بل كان له معمل مخصص له في المنزل للبحث والاختراع، عاش فترة طويلة في البحث والصراع مع الذات، والوجودية وعلاقته مع الله.

 

 تحل اليوم 30 أكتوبر ذكرى وفاة العالم الجليل مصطفى محمود الذي كان طبيبًا ماهرًا وصحفيًا بارعًا وفيلسوفًا وصوفيًا مستنيرًا، قدم للبشرية الكثير من الإنجازات وتنازل عن عضوية نقابة الأطباء في مقابل الصحافة.

 

 

المشرحجي:

‏ كان ليس مثله من الأطفال، حيث أنشأ وهو صغير في منزل والده، معملًا صغيراً، وكان يقوم بصنع الصابون والمبيدات الحشرية؛ ليقتل بها الحشرات، ومن ثم تشريحها.

 وعندما التحق بكلية الطب عُرِف بين الجميع بـ"المشرحجي"، وذلك لأنه كان يمكث  فترات طويلة في المشرحة مع جثث الموتى، الأمر الذي كان له بصمة واسعة في أفكاره ووجدانه حول عملية وخروج الروح من الجسد الميت.

 وتضم محافظة الجيزة له ميدانًا باسمه، ومسجدًا من إنشائه يحمل اسمه، وكذا مركز طبي لعلاج غير القادرين، ومرصد‏ ‏فلكي‏، ‏ومتحف ‏للجيولوجيا، وما زالت تلك الأمكان باقية حتى يومنا هذا لخدمة الفقراء والمحتاجين.

 

فترة الستينات:

 في الستينات كان ولع مصطفى محمود بالكتابة ونشر مقالات عدة في مجلة "روزاليوسف" قبل إنهاء دراسته في الجامعة، ما جعله يترك الطب من أجلها، وفقًا لقرار‏ ‏الرئيس الراحل جمال‏ ‏عبد‏‏الناصر، الذي نص على ‏منع‏ ‏الجمع‏ ‏بين‏ ‏وظيفتين‏، فقرر مصطفى‏ محمود، الذي كان ‏‏يجمع‏ ‏بين عضوية‏ ‏نقابتي‏ ‏الأطباء‏ ‏والصحفيين‏، ‏‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏عضوية‏ ‏نقابة‏ ‏الأطباء‏ والعمل بالصحافة.

تقديمه للمحاكمة:

 كان كتابه "الله والإنسان" سببًا في تقديمه للمحاكمة، واعتبروها قضية كفر بأمر من الزعيم الراحل عبدالناصر، حيث اكتفت المحكمة بمصادرة الكتاب ومن دون إبداء أسباب للحكم.

 

 وعندما تولى الرئيس الراحل أنور السادات خلفًا لعبدالناصر أعرب عن إعجابه بالكتاب، وتم إعادة طبع الكتاب مرة أخرى، بعنوان "حوار مع صديقي المُلحد"، وتجددت الأقوال حوله مرة أخرى واتهامه بالإلحاد.

 وقال عنه إنه يحب الرئيس الراحل محمد أنور السادات لأنه يتمتع بدهاء عالٍ وخفة دم وحنكة سياسية، وكانت هناك صداقة قوية تجمع بينه وبين إحسان عبدالقدوس والشيخ متولي الشعراوي، والموسيقار محمد عبدالوهاب، ولكن الحب

البالغ والأكمل في حياته كان من نصيب "زكية" شقيقته الكبرى، التي تولت رعايته منذ الصغر.

 رفض تشكيل الوزارة:

 ذات يوم عرض الرئيس السادات على الدكتور مصطفى محمود تشكيل الوزارة، ولكنه رفض قائلًا": "لقد ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏إدارة‏ ‏أصغر‏ ‏مؤسسة‏ ‏وهي‏ الأسرة، وقمت بتطليق زوجتي، فكيف أنجح في إدارة وزارة كاملة".

 قدم مصطفى محمود للمكتبة العربية نحو 80 كتابًا في كل من الأدب والسياسة والفلسفة والعلوم، إضافة للقصص القصيرة والمسرحيات، أشهرها: "تأملات في دنيا الله"، و"الإسلام في خندق"، و"زيارة للجنة والنار"، و"عظماء الدنيا وعظماء الآخرة"، و"عنبر ٧"، و"شلة الأنس"، و"المستحيل"، و"رجل تحت الصفر" و"حوار مع صديقي الملحد"، و"العنكبوت"، و"رائحة الدم"، و"ألاعيب السيرك السياسي"، و"إسرائيل البداية والنهاية"، و"أكل عيش".

 

 كما حاز برنامجه العلم والإيمان، الذي قدم منه على شاشة التلفزيون المصري 400 حلقة شهرة ونجاحًا واسعًا في قاعدة جماهيرية عريضة.

 

 

 ماذا قال عن الخمر؟

 كان من ضمن اعترفات المفكر الراحل في مذكراته عن تناوله الخمر، قائلًا إنه فعل ذلك مع أصدقائه على سبيل التجربة، لأنه كان في ذلك الوقت في مرحلة الشك، وتجربة الأشياء، وشعر بعد تناول الخمر أنها ليس لها طعم أو مذاق، بل كانت تثقل جسده، ومنذ هذه اللحظة لم يعد الكّرة مطلقًا.

 توفى في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009 بعد رحلة علاج استمرت شهورًا عدة عن عمر ناهز 88 عامًا.