رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : الوفد ماضى المصريين ومستقبلهم أيضا

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

ماذا يتبادر لأذهان المصريين كلما ذكرت كلمة الوفد؟ ما هو أول ما يزور الرأس من شعور كلما قرأ البعض الاسم خماسى الأحرف؟

بالطبع تخطر فى البال قيم ومفاهيم عديدة، ربما كتبنا من قبل عن بعضها مثل الاستقلال الوطني، الثورة الشعبية، الوحدة الوطنية، حقوق المواطنة، رفض الاستبداد، العدالة الاجتماعية، احترام الدستور وسيادة القانون، واحترام حقوق المرأة، وغيرها من القيم الأصيلة فى الوفد المصري.

وربما تمر أيضا بالذاكرة مراحل متعاقبة من التاريخ الوطنى والبطولات العظيمة والمواقف المشرفة التى شهدت التحامًا حقيقيًّا مع الشارع واحتماء بالشعب ضد الطغيان، وتتوالى صور شخوص عظام، طلبوا الحق، وأفنوا أعمارهم فى سبيل الحرية خدمة للوطن، وفداءً للأمة المصرية الخالدة. ويبقى الرواد العظام عظامًا بأعمالهم الخالدة بدءًا من سعد زغلول، ومصطفى النحاس وحتى فؤاد سراج الدين، وغيرهم من الوفديين المخلصين الذين بنوا بنيانًا مازال مبهرًا ومضيئًا للعالمين.

كل ذلك صحيح، وعظيم، ويدعو للفخر، لكن ثمة شعورا آخر ماضويا يتسرب إلى الصورة الذهنية السائدة للوفد لدى غير الوفديين كلما نطقت كلمة «وفد»؛ هناك إطلال عاصف لعلم التاريخ كلما ذكرت الكلمة، وهو بلا شك تاريخ عظيم، شهد ميلاد ثوابت وقيم فاعلة مازالت غاية لأى بوادر إصلاحية فى بلادنا.

لكن من واجبي، ومن باب نقد الذات، أن أقول فى الوقت نفسه إنه لا ينبغى للوفد أن يبقى مرتبطًا بالتاريخ وحده، وإنه آن الأوان أن يتم تحديث ذلك التاريخ بما يساير الحاضر، وبما يتواءم مع المستقبل. فالوفد تاريخ من القيم، لكنه ليس تاريخًا مُغلقًا وجامدًا، وإنما هو تاريخ مرن وممتد إلى الزمن الآنى والمستقبل.

إن القيم الأصيلة التى غرسها الرواد تذبل أحيانا لكنها لا تموت، تُنسى فى بعض الأحيان لكنها لا تُمحى، تخفت فى ظروف بعينها، لكنها لا تنطفئ، ويمكن إعادة بثها وإظهارها لتنمو وتترعرع بما يتفق مع عالم حديث يتطور سريعا تكنولوجيًّا وعلميًّا وفكريًّا ويشهد كل يوم خطوات أوسع فى سبيل إسعاد البشرية وتحديث الإنسان.

الثوابت لا تتغير وقيم الوفد لا تتبدل، لكن الخطاب العام لكيان يحمل اسم الوفد نراه كما كتبنا مرارًا أنه أعظم من حزب

سياسى وأبقى من تاريخ مدون يجب تطويره بما يتلاءم مع الشارع ليركز على هموم الناس الحياتية ومشكلاتهم الآنية وكيفية التصدى لها من خلال مشروعات وبرامج متنوعة تتفق مع روح العصر.

أتصور، ورأيى صواب يحتمل الخطأ، أن برنامج الوفد يحتاج تحديثًا وتطويرًا لأن هناك مشكلات عدة نمت واتسع تأثيرها فى السنوات الأخيرة منذ آخر تحديث لبرنامج الوفد، وأتصور أيضا أن الوفد بما يمتلك من كوادر مهنية وعقلية وفنية بارزة وعظيمة التأثير قادر على تجديد خطابه، ليصبح مصنعًا للفكر والرأى الإصلاحي، رافدًا للشعب المصرى لطرح البدائل والحلول، معينًا للدولة المصرية فى مواجهة الأخطار المحدقة وعبور التحديات الصعبة. الوفد لُحمة من لُحم الوطن، سواعد داعمة، عقول راشدة، كيان حاضن للمواطنة المصرية فى أنضر صورها.

الوفد هو ما يحتاجه الناس فى المرحلة القادمة، هو ما تستند عليه الدولة الوطنية فى ظل الاستقطاب العقائدى البغيض، ما يوازن بين الحرية الاقتصادية وتشجيع الاستثمار من جانب، وبين العدالة الاجتماعية الحقة من جانب آخر.

من هنا أدعو زملائى أعضاء الوفد، شبابه وشيوخه وجيل الوسط، كوادره، محبيه، أنصاره، من خلال اللجان النوعية والعامة، والمؤمنين بمبادئه إلى تحديث رؤاهم وتصوراتهم ومقترحاتهم للإصلاح سواء السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى خلال الفترة القادمة بما يحقق رفعة مصرنا الحبيبة.

أدعوهم وأدعو نفسى أن نتكاتف ونبنى ونفكر ونقترح ونُحدث خطابنا انطلاقا من ثوابت الوفد العظيمة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.