عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وفاة حسني مبارك.. كيف تولى عرش مصر.. وطموحه كان سفيرًا في لندن؟

حسني مبارك
حسني مبارك

 في السادس من أكتوبر 1981، اُغتيل الرئيس السادات خلال عرض عسكري، وكان حسني مبارك جالسًا إلى جوار الرئيس السادات خلال العرض العسكري، حين تعرضت المنصة الرئيسية للهجوم الذي قتل فيه السادات، بينما نجا حسني مبارك، وبعد ذلك تم اختيار مبارك رئيسًا للجمهورية، فى 14 أكتوبر 1981 وبعد استفتاء شعبى حظى بنتيجة تأييد 98.46%، ليقف مبارك مرفوع الرأس، وعن يمينه الرئيس السودانى جعفر نميرى، ويساره الدكتور صوفى أبو طالب، رئيس مجلس الشعب، وتلا اليمين الدستورية لتبدأ فترته الرئاسية الأولى.

 

30 عامًا جعلت الرئيس حسني مبارك يصبح الأطول في فترة الحكم بين ملوك مصر ورؤسائها منذ عهد محمد علي باشا عام 1805، كما تعتبر فترة حكم مبارك رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية، من الذين هم على قيد الحياة حاليًا، بعد الرئيس الليبي معمر القذافي، والسلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح.

 

  لم يتوقع الرئيس الأسبق أن يقع الاختيار عليه ليكون نائبًا للسادات، وقتها كان يحلم ويطمح إلى أن يكون سفيرًا لبلاده في لندن، وكان مبارك ذكر ذلك فعليًا في حوار سابق له أنه كان لا يسعى أن يصبح رئيسًا للجمهورية، وأن كل أمانيه أن يعيش في لندن كـ"إكسلانس".

 

حادث المنصة:

 أجرى السادات اتصالات مع ابنه جمال فى أمريكا، ومع صديقيه عثمان أحمد عثمان وسيد مرعى، ومدير المخابرات العامة ونائبه، ووزير الداخلية، وأمين عام الحزب الوطنى، وارتدى ملابسه ونزل ليجد نائبه مبارك ووزير دفاعه محمد عبدالحليم أبو غزالة فى انتظاره ليتوجهوا بوضع إكليل الزهور على قبر الجندى المجهول.

 

 اتجه الجميع للعرض العسكرى، وأثناء العرض العسكرى تحدث السادات مع مبارك على يمينه، وأبو غزالة على يساره، عن تنظيم احتفالات ضخمة فى 25 أبريل 1982، اليوم المقرر لاستعادة سيناء، لكن بعد لحظات أثناء عرض للطيران تحولت المنصة لمرمى لنيران خالد الإسلامبولى وزملائه، سقط على إثرها الرئيس السادات مضرجًا فى دمائه.

 

رحيل السادات:

 على الفور أقلعت طائرة هليكوبتر من أمام المنصة تحمل الرئيس أنور السادات إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وانطلقت سيارة عسكرية تحمل نائب الرئيس إلى المستشفى، مبارك شاهد السادات مسجى وقد فارق الحياة.. طلبت جيهان السادات رؤية مبارك.. وقالت له: "مصر هى الأبقى.. أرجو أن تلتفت إلى مصر.. وتجمع وزراءك وتدير شؤون الدولة.. أرجوك".. قال لها "متقوليش كده".

 

 عاد مبارك مسرعًا لمنزله فى مصر الجديدة وضُمِدَت يده، وبدّل ملابسه العسكرية، وارتدى بدلة داكنة، وسارع لحضور جلسة طارئة للحكومة لم تتجاوز نصف الساعة، وأيد الوزراء ترشيح مبارك رئيسًا للجمهورية.

 

 بعد ساعات نعى مبارك الرئيس السادات: "يعجز لسانى وقد اختنق بما تموج به مشاعرى، أن أنعى إلى الأمة المصرية والشعوب العربية والإسلامية والعالم كله الزعيم المناضل البطل أنور السادات".

 

مبارك على أعتاب حكم مصر:

 كانت المادة 76 من الدستور فى ذلك التوقيت تحدد عملية اختيار الرئيس عن طريق تسمية مجلس الشعب لاسم من الأسماء وطرحه للاستفتاء على الشعب، وهي الطريقة التي انتقلت بها السلطة من عبدالناصر إلى السادات، ومن السادات إلى نائبه، حيث تولى الحكم فعليًا قبل نهاية عام 1981، حيث قال في ذلك الوقت إنه لن يبقى في الحكم أكثر من فترتين مدة كل منهما ست سنوات، لكن مبارك استمر في رئاسة مصر خمس دورات متتالية، حيث أعيد الاستفتاء عليه رئيسًا للجمهورية أعوام 1987 و1993 و1999 و2005، وهذه الانتخابات الأخيرة جرت، للمرة الأولى، بناءً على تعديل دستوري اقترحه مبارك نفسه، بسبب ما قال مراقبون إنه للضغوط الغربية لفرض الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط، بمناسبة غزو القوات الدولية للعراق.

 

 وتقضي تلك المادة الدستورية (رقم 76) بأن يكون اختيار رئيس الجمهورية من بين أكثر من مرشح في انتخابات تعددية عامة، لكن هذا التعديل شهد انقسامات حادة بين فقهاء الدستور بسبب العراقيل التي تضمنها أمام حق الترشح والمنافسة من أي شخصيات مستقلة، واعتبر معارضون التعديل تمهيدًا لتمرير سيناريو التوريث لصالح نجله جمال مبارك، وفاز مبارك في انتخابات 2005 بفارق كبير عن أقرب منافسيه، الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد المعارض.

 

مبارك رئيسًا للجمهورية:

 الأربعاء 14 أكتوبر 1981، وبعد استفتاء شعبى حظى مبارك بنتيجة تأييد 98.46%، لاختيار محمد حسنى مبارك رئيسًا للجمهورية، ليقف مبارك مرفوع الرأس وعن يمينه الرئيس السودانى جعفر نميرى، ويساره الدكتور صوفى أبو طالب، رئيس مجلس الشعب، وتلا اليمين الدستورية لتبدأ فترته الرئاسية الأولى.

 

 بدأ عهد مبارك، الذى لم يكن يتوقع أحد أن يستمر 30 عامًا وينتهى نهاية نادرة، وفى يوم الجمعة 11 فبراير 2011 كان نائب الرئيس عمر سليمان يعلن تنحى مبارك عن منصبه، وأنه فوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.

 

 فى عام 1982، نصب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رئيسًا لجمهورية مصر العربية، خلفًا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي أغتيل في أحد احتفالات نصر أكتوبر المجيدة، وهو حادث الاغتيال الأشهر في مصر.

 

 تولى مبارك رئاسة الجمهورية في ذلك التوقيت نتيجة استفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له، عندما كان صوفي أبو طالب، رئيس مجلس الشعب في ذلك الوقت، الرئيس المؤقت لمصر بعد اغتيال السادات.

 

 وفي 5 أكتوبر 1987 أُعيد الاستفتاء عليه رئيسًا للجمهورية لفترة رئاسية ثانية، كما أُعيد الاستفتاء عليه رئيسًا للجمهورية لفترة رئاسية ثالثة في 1993، وهو ما تكرر في 26 سبتمبر 1999، حيث أُعيد الاستفتاء عليه رئيسًا للجمهورية لفترة رئاسية رابعة.

 

 كما تم انتخابه لفترة ولاية جديدة عام 2005 في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر عقب إجراء تعديل دستوري في ظل انتخابات شهدت أعمال عنف، وتنحى مبارك من الحكم ليلة 11 فبراير 2011 وسلمه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ثورة 25 يناير 2011 وحتى رحيله في هذا اليوم.

 

أول خطاب لمبارك:

 أثناء تنصيب مبارك للمرة الأولى في 14 أكتوبر 1982، حلف محمد حسنى مبارك اليمين كرئيس للجمهورية أمام مجلس الشعب، برئاسة الدكتور صوفى أبو طالب، وأقسم مبارك نائب أنور السادات على مدى خمس سنوات اليمين الدستورية وفقًا للمادة 78 من الدستور قائلًا: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصلحة الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على سلامة البلد واستقرار أراضيه".

 

 وبعد حلفه اليمين، ألقى الرئيس الجديد خطابًا أمام النواب قال فيه: "تعالوا نوحد كلمتنا ونضم صفوفنا، ولنبنى مصر بالحب والأمل والعمل، بالدم والعرق والصلابة والصمود، سنعطى الحياة لكل مبادئ القائد الراحل أنور السادات، المسئولية مسئوليتنا جميعًا، لا فرق بين كبير وصغير، أو مسلم

أو مسيحى، أو مؤيد ومعارض".

 

قرارات مبارك:

 منذ بداية توليه مهامه كرئيس للجمهورية، اتبع مبارك سياسة خارجية، فقد قام بتوطيد علاقات مصر مع غالبية دول العالم من دون الاحتكاك بالأزمات الكبرى، أو الصدام مع القوى العظمى، مما خلق توافقًا في الرؤى فيما يتعلق بالكثير من القضايا الدولية

 

 لعب مبارك دورًا كبيرًا في قضية الشرق الأوسط؛ فقد واصل مفاوضات السلام التي بدأها أنور السادات مع إسرائيل في كامب ديفيد، استمرت عملية السلام بين مصر وإسرائيل حتى تم استرجاع أغلب شبه جزيرة سيناء من إسرائيل، حتى لجأت مصر إلى التحكيم الدولي لاسترجاع منطقة طابا من الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن فازت مصر وتم استرجاع طابا عام .1989

 

 فيما حرص على استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر والدول العربية، بعد أن كانت تأزمت في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979، وفي عام 1990 استعادت مصر أيضًا عضويتها في الجامعة العربية، وعاد مقر الجامعة إلى القاهرة. وعرف بموقفه الداعم للمفاوضات السلمية الفلسطينية – الإسرائيلية.

 

 استطاع مبارك، بسياسته الخارجية الهادئة، الابتعاد بمصر عن أجواء التوتر والحروب، وكان من المعارضين للحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق عام 2003 وحذر من تحول الوضع إلى كارثة وفوضى. وفي أزمة غزة الأخيرة وعلى رغم مهاجمة بعض الدول العربية له بسبب عدم فتحه الحدود مع غزة، فإن قرار مبارك بعدم فتح الحدود كان قرارًا ذا طابع حكيم لحماية الأراضي المصرية من الفوضى والعناصر الإرهابية، لكن تم السماح بالمساعدات الطبية والأغذية بالنفاذ من معبر رفح، وتم استقبال المئات من الفلسطينيين في المستشفيات المصرية.

 

 تميزت بداية عصر مبارك بعدد من الإصلاحات السياسية، كان أولها بعد توليه السلطة بأسبوعين حين أمر بإطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين واستقبلهم في مكتبه، وتضمنت الإصلاحات السياسية الأخرى زيادة مساحة حرية الصحافة وإنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان كمجلس مستقل يروج لثقافة وممارسة حقوق الإنسان في مصر، لكنه واجه انتقادات حادة في السنوات الأخيرة تتعلق بسيطرته على الحكم ومحاولة تدمير كل قوى المعارضة وتزوير الانتخابات البرلمانية، وطرحه لتعديلات دستورية تكرس سيطرة الحزب الوطني على السلطة.. كما أنه منذ توليه الرئاسة ظل تطبيق قوانين الطوارئ ساريًا إلى الآن.

 

 من الناحية الاقتصادية يعتقد البعض أن مبارك لم يستطع أن يحقق ما كان يعد به دائمًا من تحقيق الاستقرار الاقتصادي وحماية محدودي الدخل، بل ظل الاقتصاد يعاني حتى الآن مشكلات كبيرة، خصوصًا بعد تبنيه عمليات الخصخصة التي أثير حولها الكثير من الشكوك والمشكلات من حيث عدم جدواها وإهدارها للمال العام، وأنها كانت في صالح المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال فقط، كما أنه لم يستطع تحقيق معدلات معقولة من نسبة البطالة للبلد، ويرجع هذا السبب إلى السبب الأولي بجانب تحكم عدد قليل من أصحاب رؤوس الأموال في مقدرات البلد.

 

 على رغم هذا فقد احتلت مصر مركزًا متقدمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جذب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار المباشر. وفي عصره تزايد عدد الفقراء، حيث أشار تقرير نشر في فبراير 2008 إلى أن "11 مليون مواطن يعيشون في 961 منطقة عشوائية"، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية إثر بعض السياسات الاقتصادية، ويتحكم 2% من المصريين في 40% من جملة الدخل القومي، وقد اتخذت الأزمة الاقتصادية في عهده منعطفًا خطيرًا بعد عام 1998؛ إذ زادت معدلات التضخم بصورة ضخمة في هذا العام وتضاعفت الأسعار بسبب قرار اتخذه رئيس الوزراء وقتها عاطف عبيد بتحرير سعر الدولار.

 

 وعلى رغم أن مصر تغيرت إلى الأفضل على المستويين الاجتماعي والاقتصادي على مدار الثلاثة العقود الماضية، فإن هذا التطور لم ينعكس بشكل كامل على حياة المصريين الذين يشعرون بأن الوضع سيئ ولا يبشر بخير، فالحزب الوطني الحاكم يطبق سياسات لا تحمل وراءها أي أهداف سوى إضفاء الطابع المؤسسي على الحزب الحاكم، وتكرس سيطرة رجال الأعمال.

 

 تزوج مبارك من سوزان صالح ثابت، الشهيرة بسوزان مبارك، ولهما ولدان هما علاء وجمال، وله حفيدان من ابنه علاء هما محمد وعمر، وقد توفى حفيده محمد في 18 مايو 2009 عن عمر 12 سنة، عقب أزمة صحية حادة، وله حفيدة من ابنه جمال، وهي فريدة، ولدت في 23 مارس 2010 في لندن.

 

وفاة مبارك:

 رحل حسني مبارك، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 91 عامًا داخل مستشفى المعادى العسكري.