عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسيرة من التوازن والاستقرار والإنجازات وعلاقات راسخة فى ظل قيادة حكيمة

تعيش دولة الكويت هذه الأيام احتفالاتها بالعيد الوطنى التاسع والخمسين، وعيد التحرير التاسع والعشرين، فى ظل القيادة الحكيمة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وولى العهد الشيخ نواف الأحمد،  والشيخ صباح الخالد صباح رئيس مجلس الوزراء، الذى تولى رئاسة الوزراء قبل شهرين خلفًا للشيخ جابر المبارك، وفى ظل التفاف الشعب حول هذه القيادة الحكيمة لتمضى بسفينة هذا البلد نحو شاطئ الأمان والاستقرار والازدهار.

مكانة دولية

وللشيخ صباح الأحمد الحاكم الـ15 لدولة الكويت مكانة خاصة جداً فى جميع المحافل الخليجية والعربية والإقليمية والدولية لما له من بصمات واضحة، وجهود بارزة، ومشاركات إيجابية فى جميع القضايا التى تواجه الأمتان العربية والإسلامية. كما أن له دوراً كبيراً فى خدمة القضايا الإنسانية وحل الخلافات بين الأشقاء. والمتابع لدور الكويت السياسى إقليميًا وعالميًا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، نجاح سياسة الشيخ صباح الأحمد، الدبلوماسية فى نصرة القضايا العادلة للشعوب وحماية الدولة من أى تأثير، يهدد كيانها والوصول بها إلى بر الأمان فى ظل محيط مضطرب بالمشاكل والتهديدات. وقد حظى الشيخ صباح الاحمد بعد وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، بتأييد شعبى ورسمى كبير وتمت مبايعته بالإجماع من قبل أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية فى 29 يناير 2006 ليصبح أول أمير منذ عام 1965 يؤدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة.

تاريخ

ويعد يوم 19 يونيو عام 1961 التاريخ الحقيقى لاستقلال الكويت عن الاحتلال البريطانى حين وقع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الـ 11 للكويت وثيقة الاستقلال مع المندوب السامى البريطانى فى الخليج العربى السير جورج ميدلتن نيابة عن حكومة بلاده وألغى الاتفاقية التى وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا فى 23 يناير عام 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية. وفى 18 مايو عام 1964 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير الذى يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح رحمه الله تكريمًا له ولدوره المشهود فى استقلال الكويت وتكريس ديموقراطيتها ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها فى 25 فبراير من كل عام.

مجلس تأسيسى

وبدأت الكويت منذ عام 1962 بتدعيم نظامها السياسى بإنشاء مجلس تأسيسى مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها، ومن أبرز ما أنجزه المجلس مشروع الدستور الذى صادق عليه الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح فى نوفمبر 1962 لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية حيث جرت أول انتخابات تشريعية فى 23 يناير عام 1963.

توازن

ومنذ استقلال الكويت وهى تسعى الى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادى لشعبها هدفا فى إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورفاه ورقى الشعوب كافة. واستطاعت الكويت أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك كما كان لها دور مميز فى تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعم جهود المجتمع الدولى نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الاقليمى والدولى من خلال هيئة الامم المتحدة ومنظماتها التابعة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى ومنظمة دول عدم الانحياز.

انسانية

كما حرصت الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية حتى بات العمل الإنسانى سمة من سماتها وتم منح أمير البلاد لقب (قائد للعمل الإنساني) فى سبتمبر 2014. وتستمر مسيرة العطاء لأمير البلاد إذ يعمل جاهدا لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعا للديمقراطية حيث أقر خطة التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بالكويت وتحولها الى مركز مالى وتجارى عالمى جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق. وأولى الشيخ صباح الاحمد اهتمامًا كبيرًا بالوحدة الوطنية وحرص على التأكيد على تكاتف وتعاون أهل الكويت فيما بينهم ونبذ الخلافات والمشاكل والسعى نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح. 

أداء متوازن

وتعد الكويت أحد أعمدة استقرار الخليج والمنطقة، نظرًا لاستقرارها الداخلى من جهة، ولانفتاحها على العالم ومواقف قيادتها الحكيمة والمتوازنة من جهة أخرى، وهو ما أهلّها لتكون مصدر ثقة للجميع ومحور الوساطات والمصالحات العربية، ولعل من أبرز النماذج لهذا الدور ما قام به الشيخ صباح الأحمد فى الأزمة الأخيرة التى شهدتها المنطقة بين قطر وعدد من الدول العربية، التى لا تزال الجهود قائمة لاحتوائها والوصول لصيغة توافقية تحقق مصلحة الجميع فى ظل الثوابت والقيم المشتركة.

مؤسسات راسخة

وتؤكد التقارير أن دولة الكويت تمتلك مؤسسات سياسية قوية فى كثير من النواحى، ما يجعلها مستعدة لمواجهة العديد من التحديات التى تفشل دول أخرى فى مواجهتها، وفى مقدمتها مجلس الأمة أو البرلمان الذى يتمتع بسلطات قوية فى الرقابة والتشريع وفقًا للدستور، إذ يتيح المجلس  للمواطنين فرصة الاطلاع على كيفية تعاطى الحكومة مع التطورات  السياسية والاقتصادية، كما أن وجود مجلس برلمانى قوى ومسئول من شأنه تقوية الدولة، لاسيما فى التصدى للمخاطر الخارجية والداخلية على حد سواء، ولعل ذلك هو ما أتاح للكويت تجاوز عدد من المحن والتطورات التى شهدتها المنطقة فى العقود الأخيرة، وأبرزها محنة الغزو الغاشم عام 1990 وما سمى حالة الربيع العربى الذى أدى إلى معاناة عدد من الدول العربية، ونجت الكويت من آثاره بسبب رسوخ مؤسساتها الديمقراطية، ووعى مواطنيها سواء بسواء.

تنمية

وتسعى دولة الكويت الى تحقيق ركائز خطة التنمية على أرض الواقع، وتسير فى اتجاه إصلاح الممارسات الإدارية لتعزيز معايير الشفافية والمساءلة الرقابية، وفاعلية الجهاز الحكومى تحقيقاً لركيزة الادارة الحكومية الفاعلة والعمل على تطوير اقتصاد مزدهر ومتنوع، وذلك للحد من اعتماد الدولة الرئيسى على العائدات من صادرات النفط وتنويع مصادر الدخل، لتحقيق ركيزة الاقتصاد المتنوع المستدام عصب كل تنمية. ويهدف مشروع كويت جديدة 2035 الى التأكيد والتركيز على

ان الكويت هى قاعدة اقتصادية وممر دولى للتجارة والمال، فضلاً عن أهمية دور القطاع الخاص كشريك للدولة فى تنفيذ خطة التنمية.

دعم إعلامى

ويعتبر مشروع الدعم الاعلامى لخطة التنمية للتعريف بمشروع كويت جديدة 2035 جزءاً لا يتجزأ من الخطة الانمائية الثانية، وتم تفعيل هذا المشروع بانطلاقة فعلية بمشاركة عدد كبير من الوزراء منذ عام 2017، حيث تم خلال كل هذه اللقاءات التى تؤكد شفافية الحكومة استعراض جميع المشاريع التنموية ومراحل تنفيذها وتوقيتات إنجازها ونسب الإنفاق والإنجاز فيها لاطلاع المواطن والمجتمع على كل بنود خطط التنمية ورؤية الكويت الجديدة.

مركز مالى

وتهدف رؤية الكويت جديدة 2035 الى تحويل الكويت الى مركز مالى وتجارى عالمى لتعود الى دورها الريادى وأن تتحول الحكومة من الدور المشغل الى الدور المنظم والمراقب، فضلاً عن منح القطاع الخاص الفرصة لقيادة التنمية التى ترتكز على سبع ركائز تتعلق برأس المال البشرى الإبداعى والإدارة الحكومية الفاعلة والاقتصاد المتنوع المستدام، فضلاً عن ثلاث ركائز اخرى داعمة للرعاية الصحية والبنية التحتية المتطورة والبيئة المعيشية المستدامة بالإضافة الى ركيزة هامة تتعلق بالمكانة الدولية المتميزة للكويت والتى ستجعلها فى مصاف الدول المتقدمة.

مصر الكنانة والمكانة

وتعتبر العلاقات المصرية الكويتية نموذجا ومثالا يحتذى به فى العلاقات العربية العربية ولمصر مكانتها المميزة لدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ولدى الكويتيين، وهى المكانة الممتدة عبر العلاقة الوطيدة التى رسخها حكام الكويت بين مصر والكويت، الا أن هذه العلاقة ازدادت رسوخا ومتانة خلال السنوات الاخيرة فى ظل حكم الشيخ صباح الأحمد والذى دعم مصر بكل قوة وعلى كل المستويات وفى مختلف المجالات. وجاءت لغة الجسد فى الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى للكويت خلال شهر أغسطس الماضى لتعبر بصدق شديد عما يكنه الشيخ صباح الأحمد لمصر ولرئيسها. حيث تحدثت تلك اللغة عن الحميمية الكبيرة التى تربط بين الشعبين فى شخص الزعيمين العربيين الشيخ صباح الأحمد والرئيس عبدالفتاح السيسى. وكانت الزيارة الأولى للرئيس السيسى إلى الكويت فى الخامس من يناير2015، بينما كانت زيارته الثانية فى السابع من مايو 2017.

الاستثمارات

وتجاوزت الاستثمارات الكويتية المتراكمة فى القطاعين العام والخاص فى مصر حاجز الـ 15 مليار دولار، إضافة إلى عمل ما يقارب ألف و227 شركة كويتية فى مجال التجارة والاستثمار فى مصر، وهو ما ساهم فى زيادة حركة تنقل الأفراد بين البلدين، بمعدل 64 رحلة جوية أسبوعيا، ونحو 170 ألف زائر كويتى سنويا. وتحتل الكويت المرتبة الخامسة فى قائمة الدول الأجنبية المستثمرة فى مصر، كما بلغ حجم التمويلات المقدمة من الصندوق الكويتى للتنمية لمصر نحو 3.3 مليار دولار. وتجدر الاشارة بالصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية الذى نشأ فى 1961، وبلغ عدد المشروعات الممولة من قبل الصندوق الكويتى نحو 48 مشروعا فى مختلف القطاعات التنموية والحيوية فى مصر. وتجمع البلدين شراكة استراتيجية فى شتى المجالات منذ 1919. وفى إطار التعاون المشترك بين البلدين، وقعا نحو 114 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم خلال الفترة من  1963 وحتى عام 2018.

الدعم السياسى

وتؤكد مصر دائما على وقوفها إلى جانب الكويت على مدار التاريخ، ودائما ما يذكر المسئولون الكويتيون بموقف القيادة المصرية المؤيد والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقى عام 1990. وفى المقابل كانت الكويت أيضاً داعمة لمصر فى أزماتها وحروبها، ويتجلى ذلك حينما دعمت الكويت الوحدة «المصرية - السورية» عام 1958. وكانت الكويت أبرز الداعمين لمصر فى مواجهة العدوان الثلاثي 1967، وفى حرب أكتوبر 1973. وعلى مستوى التعاون فى مجال التعليم، استقبلت مصر فى عام 1939، أول بعثة طلابية من الكويت، والتى أسست «بيت الكويت فى القاهرة»، والذى خرجت منه واحدة من أهم المجلات الثقافية فى تاريخ الكويت الحديث، وهى مجلة «البعثة» برئاسة المفكر والأديب المعروف عبد العزيز حسين. ويبرز الترابط الشعبى بين البلدين فى الجالية المصرية بالكويت والتي  وصل حجمها حاليًا إلى نحو 700 ألف مصرى.