حصاد 2019.. أبرز محطات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

"اننا نشهد اليوم مناسبة غير مسبوقة في التاريخ"، هكذا افتتح قداسة البابا تواضروس  بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الساعات الأولى من عام 2019، في احتفالية أعياد رأس السنة التي شهدت افتتاح مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

شهد عام 2019، أعمال رعوية وأنشطة كنيسة عظيمة لتضاف إلى التراث القبطي في المستقبل وليحفظ أبناء الأجيال القادمة كيف صنع الآباء في عهودهم، فمن المتوقع أن تحفظ كتب التراث القبطي و السنكسار الذي يدون أعمال وخدمات الآباء  المعتلين كرسى البطريركية.

 

تقدم "بوابة الوفد" حصاد 2019 للملف القبطي وأبرز أنشطة ومحطات الكنيسة الأرثوذكسية خلال العام .

 

بدأت الكنيسة عامها باحتفال رأس السنة الذي شهد إفتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية الجديدة، ووسط احتفال مهيب وبحضور رئيس الجمهورية عبر البابا عن إمتلاك القبطي والتراث المصري المسيحي العديد من الكنوز المتمثله في مباني معمارية تاريخية وكنائس و دور عبادة ومعابد وأديرة أضافت إلى السياحة الدينية في مصر ما يجذب العديد من المسيحين الارثوذكس حول العالم.

 

لقاءات البابا تواضروس

وتخلل الشهر الأول من العام مناسبات  وعدد من اللقاءات الرعوية وتقدسيم العظات التعليمية التي عقدت اسبوعيًا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ومنها العظة التعليمية التي جمعت قداسة البابا بالبطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر بلاد المشرق السريان الأرثوذكس، بكنيسة الأنبا أنطونيوس بزهراء المعادي والذي عبر خلالها عن صلوات الكنيسة الدائمة من أجل أن يعم السلام على مصر وسوريا.

 

صلاة تجمع الكنائس المصرية

وفي شهر فبراير من ذات العام، ترأس البابا تواضروس العديد من اللقاءات والزيارات والصلوات ولعل أبرزها هو مشاركة لفيف من آباء الكنائس المتنوعة في ما يعرف بـ" أسبوع الصلاة من أجل الوحدة" المنعقد الاثنين 11 فبراير2019، والتي حرص خلالها على تأكيد بعض المعاني والمبادئ المسيحية التي تسعى الكنائس بمختلف طوائفها تحقيقها، كما عبر في كلمته التعليمية بالعظة الأسبوعية آنذاك بدير الأنبا بيشوي العامر في وادي النطرون،  أعتبر أسبوع الصلاة من أجل الوحده إحدى وجوه التعاون المشترك بين الطوائف المسيحية الموجوده في مصر منذ آلاف السنين وهم "الطافئة الارثوذكسية، الكاثوليكية، الإنجيلية (البروتستانت)، الأسقفية، السريان الارثوذكس، الروم الارثوذكس"، ويُعرف هذا الجمع بـ" مجلس كنائس مصر".

اقرأ أيضًا..

حصاد 2019.. 10 أحداث شهدتها مصر أبرزها إطلاق القمر الصناعي والتعديلات الدستورية

 

عظات ودروس البابا تواضروس خلال العام

كما ترأس بابا الكرازة المرقسية، خلال شهر مارس عدد من الدروس التعليمية بالكنائس المصرية وجاءت أبرز العظات في هذا الشهر 16من مارس والتي عقدت عقب قداس الذكرى السنوية لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث أحد رموز و إنارات الكنيسة القبطية، كما تضمن الشهر ذاته إحتفالية الكنيسة القبطية  بعيد الأم 20 مارس 2019، بكنيسة  الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتخللت عد من الفقرات ،والصلوات، والعظات الروحية بمشاركة  لفيف من الآباء المطارنة والكهنة وأساقفة العقيدة الارثوذكسية، واختتم الشهر بترأس أحاد  السامرية.

 

وجاء شهر إبريل ليشهد عدد من الدروس الحياتية والروحية التي قدمها البابا لأبناء الكنيسة ولعل أبرز هذه الدروس "أحد التناصر، أتريد أن تبرأ، كنت أعمى والأن أبصر"، واستمرت تعاليم البابا وتفسيره وشرحه لمزامير و أسفار الكتاب المقدس و سير القديسين والمناسبات الكنيسة حت  حلول قداس عيد القيامة المجيد 27 ابريل بالكاتدرائية المرقسية بحضور رموز المجتمع الفنية والسياسية والثقافية، و بمشاركة لفيف من خورس الشمامسة والآباء كهنة وأساقفة الإيبارشيات والمطرانيات المصرية المختلفة، وتقدم خلال كلمته الاحتفالية في هذه المناسبة بالتعازى و الصلوات لشهداء وأبناء الوطن، كما صلى من أجل مصر و حمايتها، كما استهل البابا شهر مايو بلقاء رعوي يحمل عنوان "المحبة" ولعل لهذا اللقاء المردود القوي في نفس أبناء الكنيسة إلا ان بهدوء الأب وحكمة الراعي استطاع قداسته مواجهة هذا التشتت بكلمات المحبة  التي أوصى بها المسيح.

اقرأ أيضًا..

حصاد 2019.. انضمام السياحة المصرية لقائمة أفضل الوجهات العالمية

وترأس قداسة البابا عدد من اصلوات وقداسات الإحتفالية جاء أبرزها  5مايو 2019م، قداس عشية عيد القديس مارمرقس بالكنيسة المرقسية الكبرى بالاسكندرية، وهى إحدى أبرز المناسبات الخاصة بالكنيسة المصرية إذ يعد هذا القديس هو مبشر الإيمان المسيحي بأفريقيا ومؤسس الكرازة المرقسية في مصر.

 

تدشين كنائس قبطية جديدة بأوروبا

كما شهد الشهر ذاته قداس تدشين خمسة كنائس من بينهم  كنيسة العذارء مريم بمدينة بدوسلدورف بألمانيا خلال جولته الرعوية في منتصف العام، و اختتم هذا الشهر بإقامة عدد من اللقاءات الرعوي لأقباط المهجر ورؤساء الدول والرموز الثقافية و السياحية من بلدان مختلفة وجاءت زيارة الوفد الشباب من كنائس نيوجيرسي لدير الانبا بيشوي بوادي النطرون إحدى اللقاءات الهامة السياحية والتي تناول خلالها البابا تاريخ الكنيسة المصرية والفكر الرهباني العائد إلى القديس الأنبا أنطونيوس الكبير ناشر الفكر الرهباني والمعروف كنسيًا بـ"أب الرهبان" ومؤسس الحياة الديرية وناشرها في أفريقا والعالم.

 

كما شهد الاثنين 29 يوليو 2019، صلوات قداس الذكرى الأولي لرحيل رئيس دير أبو مقار بوادي النطرون، والذي ترأسه قداسة البابا وعبر خلال كلمته في هذه المناسبة أن الأنبا إبيقانيوس الطبيب الذي حزن له الجميع ورحل في ظروف يشوبها الريبة، واستمرت الكنيسة القبطية الارثوذكسية في عقد العظات والندوات وصوات عشية وإحتفالات نهضة السيدة العذارء مريم في أغسطس  الماضي، كما تضمن الشهر عقد الاجتماعات الرعوية مع الآباء الكهنة والرهبان بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والأنبا بيشوي بمنطقة كينج مريوط  بالاسكندرية، بالإضافة إلى الزيارات التي لم تتوانى والذي أصبحت تعد من أبرز أنشطة الكنيسة الخدمية للمجتمع السياسي وليس الديني فقط فقد استقبل البابا عدد من الوزراء والرؤساء والوفود الكنسية ومنها ستاكيو نسينج إيسونو سفير جمهورية غينيا الاستوائية

بالقاهرة.

 

البابا تواضروس أب يرعى ويكافئ أبناء الكنيسة القبطية

واستمر البابا في خدمته الرعوية يحنو بقلبة على أبناء الكنائس الارثوذكسية من خلال دروسة التعليمية التي تضفي في حياتهم المعاني الراقية والمبادئ الإنجيلية التي تساعد على رفعت الإنسان و نمو مشاعر المحبة في قلبة، وفي شهر سبتمبر الماضي ومع استمرار الدور الروحاني التي جلس من أجله على كرسي البطريركية المرقسية، لم يكتف هذا الأب  بهذا الدور فحسب فشهد هذا الشهر تكريم أبناء الكنائس في مختلف المجالات منها تكريم طالبة كلية الصيدلة "ميرنا فخري" الفائزة بجائزة الأولى في مسابقة عالمية في العلوم، ولعل لهذا الدور ما يميز فتره البابا تواضروس الذي مازال يعمل من أجل شعب الكنائس وسيحفر التاريخ تلك الاعمال كما صعت الآباء القدامي في تاريخ الكنيسة القبطية العريقة.

 

أنشطة الكنيسة القبطية الارثوذكسية

كما اجتمع البابا مع أعضاء مجلس معهد الدراسات القبطية من أجل تقديم خدمات علمية و كنسية متطوره، كما ترأس القداسات والصلوات وإحتفالا أعياد النيروز، وفي الاربعاء 9أكتوبر الماضي، قام البابا بعدد من الجولايات الرعوية  والخدمية، بزيارة إلى  إيبارشية باريس وشمال فرنسا  بمشاركة  كل من الأنبا لوقا نيافة اسقف الايبارشية،والأنبا اثناسيوس مطران مارسيليا وطولون، ونيافة الأنبا دانيال اسقف المعادي و سكرتير المجمع المقدس ونيافة الأنبا مارك اسقف شمال فرنسا ولفيف من الآباء الكهنة والشعب القبطي.

والتقى بشعب الإيبارشية وأطفالها، كما دشن كنيسة قبطية جديدة، وقام بعدة زيارات تفقدية منها جولته الرعوية  بفرنسا والتي توجهه بعدها إلى النمسا لتلقي الفحصوات الطبية الدورية، كما زار بلجيكا ودشن كنيستين بهما، كما تخللت هذه الجولة  ترأس  قداس  الثاني من شهر بابة (أكتوبر) القبطي ذلك بكنيسة السيدة العذارء مريم والشهيد مارمينا التابعة لإيبارشية جنوب فرنسا والقطاع الفرنسي من سويسرا للأقباط الارثوذكس بمدينة مارسيليا الفرنسي، اللقاء بإهداء السفير هشام ماهر القنصل المصري العام بجنوب فرنسا أيقونة قبطية عريقة، ثم التقاط الصور التذكارية التدوينية لهذه الجولة الرعوية، وزار البابا خلالها القنصلية المصرية بمدينة مارسليا وجاء اللقاء ضمن الدور الوطني البارز لقداسة البابا ممثل الاقباط والكنيسة المصرية في جميع أقطار العالم.

 

واحتفلت الكنيسة القبطية يوم الاثنين 4 نوفمبر الماضي بعيد تجليس قداسة البابا تواضروس الثاني في الذكرى السابعة بالكاتدرائية المرقسية، واستمر خلال هذا الشهر في إقامة العظات الروحية بين الكنائس المصرية، وجاءت أبرزها خلال سيمنار المجمع المقدس بعنوان "الأسقف والكاهن..أبوة وبنوة"، وشهد نوفمبر الماضي، إفتتاح مركز لوجوس بدير الأنبا بيشوي العامر بوادي النطرون بحضور عدد من أساقفة المجمع المقدس، كما دشن كنيسة العذارء والقديس يوسف النجار بعزبة النخل.

 

واحتفل البابا في ديسمبر الجاري بعدد من المناسبات وعلى رأسها  احتفالية  عيد رهبنة نيافة الأنبا صرابامون  أسقف عام ورئيس دير الانبا بيشوي  الـ60، ولا تزال الكنيسة تستقبل أبنائها يوميًا بمختلف الإيبارشيات وبرعاية و صلوات البابا تقيم القداسات التذكارية اليومية والصلوات و العظات، والخدمات الرعوية المتنوعة من أجل حماية الكنيسة و شعبها.

 

صلوات شهر الكيهك واستعدادت عيد الميلاد

وتشهد حاليًا الكنيسة الارثوذكسية صوم الميلاد المتزامن مع بدية شهر الكيهك الخاص بتسبيحات الميلاد والتقاليدة المريمية والمعروفة كنسيًا بـ" التسبحة الكيهكية" بالإضافة إلى ذكرى شهداء كنيسة البطرسية، كما تستعد هذه الأيام لإستقبال إحتفالات رأس السنه الميلادية، وأعياد الميلاد، بالتزامن مع اللقاءات ولعل آخر اللقاءت أمس الجمعة 13 ديسمبر الجاري، الذي جمع البابا تواضروس مع أسرة "القلب الفرحان" لذوي القدرات الخاصة التابعة لإيبارشية المنصورة بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية الارثوذكسية. 

 

تعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية هى إحدى أركان الكنوز المصرية وثروة تاريخية و سياحية تضفى على مصر مكانة خاصة تجعلها قبلة يقصدها المسيحين من مختلف العالم لتمر بما مرت به العائلة المقدسة التي مكثت في مصر وكرمتها بذكرها داخل آيات الكتاب المقدس.