رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في اليوم الطفل.. براءه وطفولة تحت سطو وستارة التعليم

العنف ضد الطفل
العنف ضد الطفل

يحتفل العالم في 20 نوفمبر من كل عام بـ يوم الطفل، وذلك لتعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاتهم، ويوافق تاريخ ذات اليوم عام 1959 إعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان عن اتفاقية حقوق الطفل.

وقد شهدت مصر في الأعوام القليلة الماضية أغرب حالات العنف المدرسي ضد الأطفال، تتمثل في ايذائهم جسديًا ونفسيًا عن طريق الضرب بالأيدي والعصى، وحلق الشعر والتوبيخ، بل وتخطى الأمر كل هذا العنف حتى وصل للقتل داخل الفصول التعليمية.

 

ومن المتعارف عليه أن التعليم لا يلقن بالعنف أو الضرب، ولم يؤت الضرب ثماره على مر العصور، ورغم ذلك فإن ما يحدث من تجاوزات ضد الأطفال بالمدارس ليس هدفه الضرب من أجل التعليم أو تلقين الطفل الدروس، ولكن هو ضرب بلا سبب، أو ضرب من أجل الضرب.

 

وبمناسبة حلول اليوم العالمي للطفل  نستعرض  أبرز عمليات العنف التي تعرض لها الأطفال داخل المدارس والفصول التعليمية بمختلف محافظات مصر.

 

قص شعر طالبة:

فعل غريب قام به معلم وهو من المفترض أنه قدوة لتلاميذه وأن يتحلى بالطيبة والرفق مع هؤلاء الأطفال، حيث قام معلم ابتدائي "مدرس التربية الدينية" بالتعدي بالضرب على التلميذة "نورا نبيل إسماعيل" بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة قصر بياض الابتدائية بـ الفيوم، وقص شعرها لعدم ارتدائها  الحجاب، وعلى الفور قررت السلطات المصرية إيقافه والتحقيق معه في تلك الواقعة الغير سوية من شخص في مكانته التعليمية.

 

وهناك وقائع مشابهة، فواقعة تلميذة الفيوم لم تكن الأولى في مصر بل سبقتها وقائع أخرى،  فقد شهدت محافظة الأقصر جنوب واقعة مماثلة منذ عدة سنوات حيث قامت معلمة وتدعى "إيمان أبو بكر الكيلاني" بقص شعر تلميذتين بمدرسة الحدادين المشتركة أمام التلاميذ بسبب عدم ارتدائهما الحجاب، وتمت إحالة المعلمة للتحقيق أيضًا، حيث قضت محكمة جنح الأقصر بحبسها 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ.

 

وفي الجيزة أحالت مديرية التربية والتعليم في مارس من العام 2013 جمال متولي رئيس قسم التعليم الابتدائي إلى التحقيق لمطالبته التلاميذ بمدرسة ابن خلدون بمنطقة العجوزة قص شعرهم دون وجه حق.

 

اعتداء مديرة مدرسة على طالب بسبب قصة شعر رونالدو:

الطالب "مازن" هو  ضحية قص الشعر بمدرسة 25 يناير بأسيوط، فقد أجبرته المديرة على قص شعره بشكل عنيف، قائلة له: "أنت قليل الأدب"، نظرًا لمخالفته للائحة الانضباط المدرسي، وتصفيف شعره مثل "رونالدو" لاعب كرة القدم الأجنبي.

 

الضرب وسيلة أخرى لتعذيب الأطفال بالمدارس:

وفي العام الماضي تعدت معلمة بمدرسة صلاح الدين الأيوبي بشبرا الخيمة، بالضرب على طفل خلال الفسحة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق وقتها، دون رأفة منها بعمر الطفل الصغير.

 

كما تعرض الطفل  أشرف أدهم، صاحب  7 سنوات، وهو تلميذ فى مدرسة النزهة للغات، لعنف شديد من قبل مشرفة فصله المعلمة سارة، حيث أمسكت بيده وضربته بعنف على يده الصغيره  وكأنه شاب كبير سوف يتحمل ضرباتها المؤلمة الأمر الذي أدى لكسرها، ولم تكتف بذلك وأمسكت بإصبعه، وقامت بثني إصبعه للخلف بقوة، وتركته يتألم دون شفقة أو رحمة، فلا يوجد مبرر لفعلتها الغير سوية مع تلميذ في ذلك العمر الصغير.

 

مقتل طفل على يد زميله بمدرسة ابتدائية بالمنوفية:

أثناء لعبهم الكارتيه لقي تلميذ في الصف الخامس الابتدائي مصرعه، على يد زميله بمدرسة بابل الابتدائية مركز تلا بمحافظة المنوفية، بعدما تلقى ضربة قاتلة من زميله التي تربطهم صلة قرابة، نقل على إثرها للمستشفى، وتم أحالت المشرفين والأمن للتحقيق وإحالة الواقعة بأكملها للنيابة في ذلك الحين.

 

الضرب بخرطوم أنبوبة البوتوجاز:

قام معلم الرياضيات بمدرسة عمرو بن العاص بالوادي الجديد بضرب طالب على يديه وظهره بعنف شديد، وذلك بعد رفض الطالب أخذ درس خصوصي لدى المدرس،  أدى إلى إصابته بعجز في الحركة، ولم يكتف المعلم بهذا العنف الذي اتبعه مع الطالب الصغير، بل قام بحبسه في المدرسة والاستيلاء على هاتفه المحمول كي لا

يتصل بأحد، بل وسولت له نفسه الشيطانية القاسية استخدام خرطوم أنبوبة البوتوجاز والاستمرار في ضربه  حتى كاد أن يفقده وعيه، وجاء والديه إلى المدرسة وقاموا بتحرير محضر ضده.

 

ابشع انتهاكات حقوق الطفل .. اغتصاب الأطفال في المدارس:

في محافظة الدقهلية، تعدى معلم لغة انجليزية جنسيًا على طالب لديه في الفصل أكثر من 10 مرات، وبعد شكاوى متعددة من أولياء أمور الطالب قررت النيابة استدعاء الطالب، فسرعان ما اعترف بتعدي المعلم عليه الذي اعترف أمام النيابة بإرتكابه هذا الفعل الفاضح طوال الأوقات الماضية، فلم يقتصر الأمر على اغتصاب الفتيات فقط بل قاموا بالتعدي جنسيًا على الطلاب الذكور، رغم بشاعة وسوء تلك الجريمة على نفسية الضحية.

 

الصفع على الوجه:

تعد من الأدوات العنيفة التي تمارس ضد الأطفال في المدارس وإن كانت اقلها ضرر على الطالب من ناحية الإيذاء الجسدي مقارنة بما سبق ذكره من أساليب عنف جثيمة، فهى تؤثر أكثر على نفسية التلميذ، وقد نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تعدي معلم على طفل صغير بالصفع على وجهة عدة مرات صارخًا في وجهه بصوت عالي كالمجنون الذي فقد عقله وقلبه.

 

نماذج أخرى في الوطن العربي لتعذيب الأطفال في المدارس :

هناك نماذج لا تقل وحشية عما يحدث في مصر من عنف على الأطفال داخل المدارس والفصول التعليمية في دول العالم والوطن العربي بأكمله، بل الأمر يزداد سوءًا ويصل لتكرار جرائم القتل الوحشية ضد التلاميذ الصغار، سواء كانت من قبل معلميهم أم مع بعضهم البعض، فلايزال العنف ضد الأطفال فى المدارس مسلسل مستمر، ربما ينقطع لفترة لكن سرعان ما يطل علينا من جديد بواقعة مؤسفة دون حل لها.

 

من ضمن تلك النماذج إصابة طفل في الصف الثالث ابتدائي بكدمات في الوجه والجسم نتيجة ضرب مبرح من معلمة مدرسة في مدينة حلب شمالي سوريا، فضلًا عن مقتل طفل صاحب 12 عام على يد زميله خنقًا، داخل "باحة" إحدى المدارس في السعودية، وهو الأمر الذي أثار زعر مواقع التواصل الاجتماعي وقتها لبشاعة الواقعة غرابة مكان حدوثها.

 

فلك أن تتخيل طفل صغير، وابتسامه لا تفارق الوجه، فهو في مرحلة البراءة والملائكية، كيف يتعرض هو وذويه لتلك الأساليب الوحشية في التعذيب، مما يؤثر على نفسيتهم في المستقبل ويكونون قنبلة موقوته مليئة بالمشاكل النفسية والعنف والقهر الذي تعرضوا له طوال طفولتهم، قابلة للإنفجار في إي وقت وهدم أوطان بأكملها، في حالة عدم إيجاد حلول سريعة لتلك الظاهرة المخيفة والتي تسير كسرعة البرق في مختلف دول العالم وليس مصر فقط.