وجدى زين الدين يكتب: الحدث الرياضى الكبير
اليوم يبدأ الحدث الرياضى الكبير فى مصر، حيث تنطلق بطولة الأمم الأفريقية، وحيث تتوجّه كل أنظار العالم إلى القاهرة لمتابعة المباريات الأفريقية التى تحتضنها البلاد، اختيار مصر لانطلاق البطولة على أراضيها، يأتى فى إطار عودة الدور المصرى فى أفريقيا، بعد سنوات عجاف طويلة، كانت البلاد قد أدارت ظهرها لأفريقيا، وخلاف هذه العقود الزمنية، تراجع الدور المصرى بشكل يدعو إلى الحسرة والخجل، وازداد الطين بلة فى فترة حكم الجماعة الإرهابية، وجاءت ثورة 30 يونيو بمشروعها الوطنى الجديد، ليعيد لمصر مكانتها وريادتها الأفريقية بشكل يجعل الرأس مرفوعاً.
الحدث الرياضى الكبير الذى ينطلق اليوم، يؤكد بما لا يدع أدنى مجال لشك، أن مصر السلام التى احتضنت الأمة العربية، تحتضن الآن القارة الأفريقية، وتظل مصر هى القلب الكبير ليس للعرب وأفريقيا فحسب، وإنما على المستوى الإقليمى أيضًا وإذا كانت مخططات التآمر الخارجى ضد البلاد لإسقاطها تزداد ضراوة، بالتعاون مع خونة من جماعات الإرهاب والتطرف فى الداخل، فإن ذلك يزيد المصريين عزيمة وصلابة وإيمانًا بوطنهم، ورغم كل هذه الحروب التى تخوضها مصر، فإنها تفتح ذراعيها للجميع، ولا تتأخر لحظة عن الأشقاء العرب فى آسيا والقارة الأفريقية. ومن هنا جاء الدور الفاعل الذى لعبه المشروع الوطنى الجديد الرامى إلى تأسيس الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة.
الحدث الرياضى الكبير فى مصر الآن ترعاه مؤسسات الدولة المصرية بحكمة وحنكة بالغة، تدل على أن المصريين شعب عظيم واع لديه القدرة الفائقة على صنع المعجزات، وعندما تقام هذه البطولة الأفريقية فى مصر، فهناك شهادة عالمية بأن الأمن والأمان يسود ربوع البلاد، ويعنى أيضًا أن المصريين على قدر كبير وواسع من المسئولية، ولديهم القدرة الفائقة على تنظيم مثل هذه
ولا أحد ينكر أبدًا الدور البارع الذى تلعبه الدولة المصرية لضمان نجاح هذه البطولة، وتصدير مشهد وصورة رائعة عن مصر الجديدة التى بدأت خطوات ثابتة ورصينة فى مشوار تأسيس الدولة العصرية الحديثة، ولا أحد ينكر أيضًا الأدوار الرائعة التى تقوم بها قواتنا المسلحة الباسلة والشرطة المدنية فى عمليات التأمين والتنظيم لهذه البطولة، والشىء بالشىء يذكر، لا بد من التنويه بالدور الكبير الذى تم بشأن حجز التذاكر للمباريات التى تقام على ملاعب مدن الإسكندرية، والسويس، والإسماعيلية، والقاهرة، وهذا النظام الجديد له عدة فوائد مهمة، أولها هو حسن التنظيم، وثانيها القضاء على السوق السوداء التى كانت تسود فى مثل هذه الأمور، وثالثها القضاء على المحتكرين الذين كانوا يحصلون على أموال كثيرة ورابعها نظام «تذكرتى» هو نموذج رائع يمنع اندساس المتجاوزين أو المخربين من دخول الاستادات المختلفة التى تقام عليها المباريات فى البطولة.
ولدىّ قناعة كاملة أن المصريين سيضربون أروع المشاهد خلال أيام البطولة التى تستمر قرابة شهر، ويصدرون للدنيا صورة مصر الحديثة التى تتحلى باللياقة والمثل الأعلى وكرم الضيافة وخلافه من كل أوصاف الفضيلة.
[email protected] com