خبراء: زيارة السيسي لرومانيا لإحياء الصداقة بين الجانبين

زيارة جديدة تأتي ضمن سلسلة من الزيارات التاريخية التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لدول العالم، فقد تعددت زيارات الرئيس ما بين الشرق والغرب، وذلك في إطار نهج الدبلوماسية الرئاسية الذي دشنه منذ توليه حكم البلاد في يونيو 2014م، لتوطيد علاقات مصر بدول الخارج في المجالات كافة.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى دولة رومانيا اليوم في إطار جولته الأوروبية التي قام بها منذ أول أمس الاثنين شملت دولة بيلاروسيا استغرقت ثلاثة أيام واتفقا فيها السيسي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو على إقامة آلية على المستوي الوزاري للحفاظ على الحوار السياسى الثنائى، وتعزيز التعاون في المجال الأمني.

ورومانيا دولة أوروبية تقع جنوب شرق أوروبا في شبه جزيرة البلقان عاصمتها مدينة بوخارست، تحدها من الشمال أوكرانيا، ومن الشرق البحر الأسود، ومن الجنوب بلغاريا ومن الغرب صربيا والمجر، فضًلا عن أنها تعد عضوًا في الاتحاد الأوروبي.

وترتبط كلا من مصر ورومانيا بعلاقات تاريخية تمتد لأكثر من مائة عام، حيث تجمعهما روابط سياسية واقتصادية ودينية ودبلوماسية منذ قرون عديدة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الهدف من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دولة رومانيا هي إحياء الصداقة والعلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانب المصري والروماني.

وأضاف غباشي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن الدولتين تجمعهما صداقة تقليدية وقديمة منذ قرون عديدة ولاسيما في عهد الرئيس الراحل أنور السادات حيث إنها لعبت دور الوساطة بين مصر وإسرائيل، مشيرًا إلى أنها دائمًا ما تساند الحق العربي، مؤكدًا أن الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات السياسية وإبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين.

وأكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن من أهم الملفات المطروحة على طاولة الرئيس السيسي ونظيره الروماني كلاوس يوهانيس هي مناقشة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والاطلاع على آخر التطورات في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وغيرها، وملف محاربة الإرهاب حيث إن رومانيا من الممكن أن تساهم في نقل وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمنع الإرهابيين، فضًلا عن مناقشة قضية العرب "فلسطين".

ورأى الدكتور صلاح الدين فهمي، الخبير الاقتصادي، أن من أهم الملفات التي ستطرح بين الرئيس السيسي ونظيره كلاوس يوهانيس برومانيا هي ملف التعليم نظرًا

لأنها دولة متقدمة في هذا المجال ويمكن الاستفادة من خبراتها لإصلاح منظومة التعليم بمصر، مؤكدًا أن الزيارة مهمة لنقل الخبرات بين البلدين، فضًلا عن مناقشة قضايا التعاون الثنائي بينهما.

وتابع فهمي، حديثه قائلًا "أن الهدف من الزيارة تعظيم المشاركة الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين القاهرة وبوخارست، ونقل خبرات رجال الأعمال الرومانيين في مجال الصناعات الثقيلة مثل النقل وغيرها، مؤكدًا أن مصر تتصدر لرومانيا الخضراوات والفاكهة، وبالتالي فإن رومانيا تعد شريكًا أساسيًّا لمصر في كافة المجالات.

ورأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى رومانيا تأتي في إطار العلاقات الجيدة التي تربط بين البلدين منذ عقود عديدة، مؤكدًا أنها تأتي بالتزامن مع مرور 113 عامًا على العلاقات بين مصر ورومانيا.

وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن رومانيا لعبت دورًا كبيرًا في إتمام عملية السلام بين مصر وإسرائيل، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، مؤكدًا أن الزيارة تهدف تعظيم الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وبوخارست، فضًلا عن أنها تعد فرصة جيدة لدعم تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وذكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن من أهم الملفات المطروحة خلال هذه الزيارة هى ملف مكافحة الإرهاب، وقضايا سوريا وليبيا والعراق، فضًلا عن تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، ودعم الشركات الرومانية وضخ استثمارات بمصر، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى مليار دولار العام الماضي، على حد تعبيره.