رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على "فوه".. مدينة المساجد التي لا يعرفها المصريون

مساجد مدينة فوة
مساجد مدينة فوة

تشتهر مصر بين مختلف دول العالم بآثارها المتنوعة التي جعلتها تستحوذ على ثلث آثار العالم، ولذلك يتوافد عليها عدد كبير من مواطني دول العالم أجمع؛ للاستمتاع بالمعالم الآثارية الفريدة التي لن يروها إلا بداخل أرض الكنانة.

 

ومن العجيب أن تتواجد مدينة أثرية تحتل المرتبة الرابعة عالميًا والثالثة محليًا بآثارها ولا يعرف المصريون عنها أي معلومة، فمدينة "فوه" هي أحد مدن محافظة كفر الشيخ التي تحتوي على العديد من الآثار الإسلامية والتي تم بناؤها في عصري المماليك والعثمانيين، حيث تحتوي على أكثر من 365 مسجدًا، مما جعلها تُلقب ب"مدينة المساجد".

 

وفي هذا التقرير ترصد "بوابة الوفد" أبرز المعلومات عن المدينة وتحصر أكبر عدد من آثارها المتنوعة

معلومات عن المدينة

مدينة فوه أو كما تُلقب ب"مدينة المساجد"، هي إحدى أهم المناطق السياحية الموجودة بمحافظة كفر الشيخ، والتى تحظى بشهرة عالمية، حيث إنها تحمل اسم أحد أحفاد سيدنا يعقوب -عليه السلام-، وتحتوي على ما يقرب من 365 مسجدًا، وتتمتع بمظهر رائع وغلاب اكتسبته من مكانها المميز على ضفاف نهر النيل، بالإضافة إلى وجود كوبرى "فوه" العلوى الذي جعل لها إطلالة خاصة على مياه النيل من مختلف الجوانب.

ومنذ العصور القديمة حظيت المدينة باهتمام كبير من جانب الحكام الذين توالوا على حكم مصر، وكان من بينهم  محمد على، حيث كانت قلعة الصناعة فى عهده،  ومنذ ذلك الحين برزت أهمية هذه المدينة والتي أصبحت ناقلة للجمال وعاكسة للروح الإسلامية بآثارها التي جعلتها تضع قدمًا في مصاف التصنيف العالمي، واحتلت المركز الثالث بين جميع المدن المصرية في احتوائها على الآثار الإسلامية من مساجد ومنازل وقباب بُنيت على الطراز الإسلامي الفريد من نوعه.

موقعها

تقع مدينة فوه أقصى شمال مصر، وتتبع محافظة كفر الشيخ إدراياً، وتطل على فرع رشيد أحد فرعي نهر النيل، و تبتعد عن القاهرة بمسافة تصل إلى 181 كيلو مترًا، ويفصل بينها وبين ترعة المحمودية كوبرى فوه العلوى.

أصل تسميتها

تعددت أسباب تسمية المدينة التي وضعها المؤرخون لكن الظن الراجح أن سبب تسميتها يعود إلى اسم أحد أحفاد سيدنا يعقوب -عليه السلام-، وهو مدون في الكتاب المقدس حتى الآن.

وكانت "فوه" عاصمة إحدى مدن مملكة الشمال والتي كانت تسمى حينئذاك باسم "واع إمنتى" ، وكانت المدينة  تسمى فى العصر الفرعونى باسم "متليس"،  وفى العصر اليونانى والرومانى اتخذت اسم  "بوى" والتي تعني مدينة الأجانب، ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى إنها كانت مقرًا للقناصل التجارية الأجنبية، حيث كانت ميناء هامة على فرع رشيد.

المنتجات التي تتميز بها المدينة

تشتهر مدينة فوه بالعديد من الحرف والزراعات التي جعلتها تتميز عن غيرها من الدول، حيث تشتهر "فوه"، بالزراعات التقليدية مثل: كالقطن والأرز والقمح.

وإلى جانب هذه الزراعات تتميز "فوه" بالنشاطات الحرفية والصناعية، حيث لها شهرة كبيرة في صناعة السجاد والكليم والجوبلان، الذي تهتم به كل من أمريكًا ودول أوروبا الغربية؛ لجودته العالية التي لا يوجد لها مثيل في هذه البلاد.

وتشهد المدينة أيضًا إزدهارًا تجاريًا كبيرًا، حيث أدى موقعها المتميز إلى جعلها تكون علاقات متميزة بالمراكز والمدن المجاورة، وهذا التمييز التجاري لم يكن فقط على المستوى المحلي فحسب بل انتقل إلى العالمية، حيث كانت مآذن مساجدها تستخدم كمنارات للسفن القادمة بالبضائع من دول البحر المتوسط، ويدل على ذلك المنشآت التجارية الباقية حتى الآن مثل ربع الخطايبة الذي كان يستخدم لإقامة التجار القادمين.

ويُعتبر "ربع الخطابية"، من أشهر الأماكن بالمنطقة، حيث بها أماكن للحفاظ على بضائع التجار ومجموعة من الوكالات التي كانت تستخدم لعرض البضائع.

من أهم الصناعات التي تشتهر بها المدينة الكتان والطرابيش والنحاس، وهذه الصناعات كانت مزدهرة في عصر محمد علي باشا وكانت تفي باحتياجات الجيش والمواطنين حينئذاك.

العادات والتقاليد "فوه تحب الغريب"

يتميز أهل مدينة فوه بالطيبة المعروفة عن الشعب المصري منذ القديم، بالإضافة إلى حسن الضيافة الذي يبرزه المثل الفوى: "فوه تحب الغريب".

وتتميز "فوه" بالعديد من الأطعمة المميزة والتي من أشهرها:

 الفسيخ الفوى: حيث تتميز فوه بصناعة الفسيخ بطريقة صحية وشهية وللفسيخ الفوى شهرة كبيرة في مصر.

 الكبابى: وهي مشهورة عملها في المواسم والأعياد ولا يخلو منها منزل في هذه المناسبات، وتطهى من الأرز المطحون مع اللحم المفروم والتوابل والخضرة وتسلق وتحمر بعد ذلك.

الدس: وتُعد في أبرمة فخار، حيث تحتوى علي الأرز المدسوس باللحم أو الطيور واللبن والسمن وتوليفة خاصة من التوابل وتطهى بالفرن.

ورقه اللحم: وتعد من قطع معينة من اللحم والبطاطس والبصل والبهارات وتطهى بطريقه خاصه.

من عادات "فوه" أيضًا الاحتفالات بالمواسم والأعياد وبالأخص مولد محمد ، يوم عاشورء وليلة النصف من شعبان وشهر رمضان وليلة القدر وعيد الفطر وعيد الأضحي. حيث يتم عمل الأكلات المشهورة وعمل الحلوى وتقام الزينات والمواكب واحتفالات بهذه المناسبة الدينية. كذلك يهتم شعب فوه بإقامة الحفلات مثل حفلة الطهور (ختان الذكور) حيث يقام شادر كبير وتدعى فيه الضيوف وتوزع الحلوى والشموع وسط الأغاني.

أهم المساجد بالمدينة

تم اختيار مدينة "فوه"، ضمن منظمة متاحف بلا حدود واختارتها هيئة اليونسكو لتكون محمية طبيعية باعتبارها ثالث المدن الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، حيث يوجد بها 365 مسجد أثري وقبة ومزار، ومن أهم المساجد بها:

1- مسجد الكورانية :-

ينسب المسجد إلى الشيخ أحمد محي الدين الكوراني المدفون بمقصورة خشبية بالجدار الجنوبي الغربي من المسجد وقد أنشئ المسجد سنة 1139هــ / 1726.

2- مسجد القنائي :-

ويعد هذا المسجد من المساجد المعلقة وبه أروع منابر مساجد فوه علي الإطلاق وأقيم المسجد مكان الخلوة التي أقام بها الشيخ عبد الرحيم

القنائي أحد مشاهير الصوفية المصرية في العصر المملوكي أثناء زيارته للعالم سالم أبو النجا بفوه.

3- مسجد السادات السباع (السبعة):-

أنشئ هذا المسجد سنة 1144 هــ / 1731م والضريح مدفون به سبعة من الصوفية.

4-مسجد الدوبي:-

هذا المسجد يتميز أنه ليس له مأذنه وأنشئ منبر هذا المسجد سنة 1156 هـ / 1743 م

5- مسجد أبو عيسى :-

أنشئ هذا المسجد سنة 1176هــ / 1762 م وقد استغرق في إعداد منبر هذا المسجد عام كامل.

6- مسجد الشيخ شعبان :-

ويقع علي شاطئ نهر النيل وقد انشئ المنبر الخاص بهذا المسجد سنة 1180 هــ / 1766م. علي يسار الداخل للمسجد يوجد مقصورة من الخشب مدفون بها الشيخ شعبان ويوجد المنبر علي يمين محراب المسجد ويعلو بابه حشوة كتابية مكتوب عليها " إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ".

7- مسجد النميري :-

ويقع هذا المسجد على شاطئ النيل بفوه وأنشئ سنة 1200 هــ 1785م.

8- مسجد سيدي موسى :- ويقع بالقرب من مسجد النميري على شاطئ النيل وقد أنشئ سنة 1240 هـ / 1824 م.

9 - مسجد أبو المكارم :-

أنشأه الشيخ محمد ظهير الدين أبو المكارم بن السيد أحمد أبو المكارم الذي كان شيخا للأزهر عام 970 هـ وتوفي في مدينة فوه سنة 980 هـ. وقد أنشئ المسجد الحالي عام 1267 هـ/ 1850 في العصر العثماني. وهو مسجد محمد ظهير الدين أبو المكارم ولد عام 930 هــ التحق بالأزهر الشريف وصار شيخا له عام 970 هــ واستقال من الأزهر. وجاء فوه وفتح مشيخة الطريقة الصوفية وتوفي عام 980 هــ بالمسجد خمسة أروقة مقسمة ويتقدم محرابة شخشيخة ويتوسط مجاز القبلة شخشيخة والمحراب معقود بعقد منكسر، وعلي يمين المحراب الرئيسي محربان صغيران والمقصورة التي تتوسط المسجد والمدفون بها الشيخ أبو المكارم، فهي من الخشب الخرط المختلفة الأنواع وعلي المقصورة زخارف نباتية أما المآذنة فتقع على طابق قصير مثمن من أعلى السطح وعلي يمين واجهة المسجد بقايا غرف لإقامة الصوفية أثناء زيارتهم للمسجد.

ويقام له مولد سنوى حول المسجد وعلى طول كورنيش النيل القريب منه.

10- مسجد العمرى (سيدى عبد الله):-

وهو عبد الله البرلسى العمرى وأنشئ هذا المسجد سنة 1271هـ 1854 ومن الملاحظ أن هذا المسجد بلا مأذنة.

11- مسجد داعي الدار (سيدى عيدر):-

أنشأ هذا المسجد الحاج / شحاته محمد الطايفة سنة 1281هــ / 1864م حيث دفن به احمد داعي الدار أحد المتصوفة الذين شبوا علي الطريقة الخلوتية بفوه ودفن بالقرب من التيكة الخلوتية

12- مسجد أبو شعرة :-

أنشئ هذا المسجد سنة 1282 / 1865م ولقد فقد هذا المسجد الكثير من عناصره الآثرية بسبب التعديلات التي أدخلها عليه الأهالي.

13- مسجد الباكي :-

وهو من المساجد المعلقة وأنشئ في القرن 18/19م. والمسجد المعلق هو المسجد المرتفع مدخله عن مستوى أرضية الطريق ويصعد إليه بسلالم. وتوجد اسفله عدة حوانيت موقوفه عليه وبه باب يؤدي إلى قنطرة ينزل منها إلى ميضآة يفصل بينها وبين المسجد شارع صغير. وبالطابق السفلي في الجدار الشمالي الغربي سبيل استغل كمدفن.

14- مسجد العراقي:-

ويقع هذا المسجد على شاطئ النيل بجوار مسجد النميري ويرجع إنشاءوة إلى القرن الـ 19 الميلادي

15-مسجد الشيخ نعيم:-

ويقع هذا المسجد أمام مسجد العراقي ولكن داخل الكتلة السكانية وأنشئ في القرن الـ19 الميلادي.

16- مسجد أبو النجاة :-

وقد أنشئ سنة 8 هـ / 14م ويرجع إلى عصر الناصر محمد بن قلاوون وجدد سنة 1181هـ / م. ولم يتبق من المسجد العثماني سوى القبة وأعيد بناءة علي النظم المعمارية الحديثة. وهو يقع في مدخل مدينة فوه علي شاطئ النيل.