خبراء يرفضون مقترح استبدال زراعة القطن المصري بالأمريكي

في الآونة الأخيرة تدهورت زراعة القطن المصري على الرغم من المزايا التي يتميز بها داخل الأسواق العالمية؛ وذلك من كونه طويل التيلة وذا جودة جيدة، ولكن على الرغم من ذلك يلجأ المستوردون إلى الأقطان الخارجية قصيرة التيلة مما يكلفهم كثيرا من المبالغ.

وقامت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتقديم مقترح لحل تلك الأزمة وهو استبدال زراعة القطن الأمريكي بالقطن المصري حتي تتمكن من حل هذه الأزمة.

وفي هذا الصدد رفض عدد من الخبراء هذا المقترح وذلك لما ينتج عنه من آثار سلبية على سمعة القطن المصري في ظل سعي الدولة لعودة ريادته عالميًا علاوًة على تأثيره على الاقتصاد، مشيرين إلى وجود حلول أخرى يُمكن من خلالها حل هذا الأزمات وهي تغير منظومة الصناعة كي تتقبل القطن طويل التيلة.

وكشف حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، عن السبب وراء هذا مقترح هو مصانع الغزل والنسيج وخاصًة المستوردين، لافتًا إلى أن ماكينات هذه المصانع تعتمد على القطن قصير التيلة وهذا لا يتوفر في القطن المصري.

وأوضح"أبو صدام"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن مصانع الغزل والنسيج تستورد القطن قصير التيلة من الخارج مما يكلفهم كثيرا من المبالغ، مشيرًا إلى أن مطلبهم يرجع إلى المكاسب المادية التي تجعلهم يوفرون الكثير من المال بعد تحويل زراعة القطن المصري إلى القطن الأمريكي.

وأضاف نقيب عام الفلاحين، أن تطبيق هذا القرار سوف يؤثر على سمعة القطن المصري عالميًا، علاوًة على أنه يسبب خلط في البذور بين طويل التيلة وقصير التيلة فينتج عنها انتكاسة في القطن وهذا ينعكس على جودة القطن بكافًة الأوضاع.

وتابع:" الهدف من هذا القرار هو إرضاء المستوردين، ولكن يجب وضع خطط بديلة تتفق مع

خطة الدولة نحو عودة انتعاش القطن المصري لريادته عالميًا كما كان من قبل".

وأكد على أهمية القطن طويل التيلة الذي يتميز على مستوي العالم بجودته العالية وكفاءته الممتازة في التصنيع، مشيرًا إلى أن القطن قصير التيلة جودته أقل ولكن سعره منخفض وهذا ما يفرق بين القطن المصري والقطن الأمريكي من حيث الجودة والأسعار.

ومن جانبه، رفض النائب رائف تمراز، عضو لجنة الزرعة بالبرلمان، هذا المقترح المقدم من وزارة الزراعة، معلقًا" لن أسمح بتنفيذ هذا القرار الذي يجعل مصر تخرج من حيز المنافسة العالمية للأقطان". 

وأوضح"تمراز"، أن استبدال زراعة القطن الأمريكي بالقطن المصري يساعد في تدني مستوي القطن المصري عالميًا، قائلًا "أنه ينتهي بالقطن المصري طويل التيلة نهاية مأساوية" .

وأضاف عضو لجنة الزراعة بالبرلمان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يسعي إلى انتعاش القطن المصري عالميًا  وزيادة المساحة المزوعة منه، لافتًا إلى أن هذا القرار ينعكس مع سير الدولة نحو تحقيق هذا الهدف ويؤثر بالسلب على الاقتصاد المصري.

وطالب، من وزارة الزراعة تسويق القطن المصري اولًا، مشيرًا إلى الخسائر التي أضرت بالفلاحين بعد رفض الحكومة شراء القطن منهم.