رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: الخطاب الدينى..والوزير مختار جمعة

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

يعجبنى فى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أنه رجل مجدد فى الفكر والرأى، ولا  يتوانى أبداً فى مهمة تجديد مفردات الخطاب الدينى، ولا يقف عند حد النقل فقط، بل يسعى بكل

السبل والطرق لأن يتواكب مع العصر الذى نحياه دونما إخلال بالثوابت الدينية التى لا يجب النقاش فيها.. ومؤخراً قرأت عدة كتب لهذا العالم الجليل،  حول التحديث للغة الخطاب الدينى الذى أصابه الجمود بشكل مخيف. والحقيقة المرة التى لا يمكن للمرء أن يتغافلها أو يجهلها هى أن القائمين على لغة الخطاب الدينى، اعتمدوا فقط على النقل من القدماء الذين لا يمكن إغفال دورهم فى التجديد والتحديث خلال أزمانهم المختلفة.. فالقارئ للعلماء والاجلاء الذين سبقونا بعدة قرون نجد أنهم لم يعتمدوا فقط على النقل ممن سبقوههم، وإنما بدأوا تحديثاً وتطويراً بما يتمشى مع العصور التى عاشوا فيها.

أما نحن وفى عام 2018 الميلادى و1440 الهجرى، أوقفنا عقولنا على ما قام به الأجداد ممن سبقونا، واكتفينا بما قام به هؤلاء العلماء العظام من تجديد وتحديث بما كان يتمشى مع عصورهم التى عاشوها، لا أحد ينكر على الإطلاق أن فى عصرنا الحالى الذى نحيا فيه، وجود علماء أجلاء عظام لهم دور بارز فى مجالات شتى فيما يتعلق بقضايا الفكر والرأى، وفيما يتعلق بمفردات الخطاب الدينى، والجامعات المصرية وعلى رأسها جامعة الأزهر تزخر بالكثير من العلماء، لكن أبحاثهم العلمية حبيسة الأدراج، ولا يتم المجاهرة بها، وتحتاج الى ظهورها فى النور.. فلا تخلو جامعة مصرية من هؤلاء العلماء الذين لهم أبحاث وفيرة فى هذا الشأن ولا يتم استغلالها.

الوزير محمد مختار جمعة أراه الوحيد الذى يجاهر وبشدة فى ضرورة التطوير والتحديث فى مفردات الخطاب الدينى التى باتت الآن لا تناسب عصرنا الحالى.. ونعلم أن كثيرين يخشون الدخول فى هذا المعترك، إما لأنهم لا يؤمنون أصلاً بفكرة التجديد والتحديث، وإما لخشيتهم من نظرة المجتمع، في حين أن المتضرر الوحيد من ذلك

هو المجتمع، والأخطر من ذلك كله الأبحاث العلمية الوفيرة حول الخطاب الدينى الحبيسة الأدراج وأرفف المكتبات داخل الجامعات، ولا أحد يستفيد  منها.

لذلك أدعو الجامعات المصرية وعلى رأسها جامعة الأزهر أن تبدأ على الفور فى إخراج هذه الأبحاث إلى النور، وأذكر فى هذا أن هناك أبحاثاً للعلامة شكيب أرسلان وقد نال عنها لعالم الجليل الأزهرى الدكتور محمد فرهود درجات علمية، هى كلها تتعلق بضرورة تجديد الفكر الدينى، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، وأدعو الوزير مختار جمعة أن يعمم فكره ورأيه بحكم توليه سدة وزارة الأوقاف والذى نجح فى أكبر مهمة له، وهى تخليص المنابر ممن يعتنقون الجمود والاعتماد على النقل الأعمى الذى كان سبباً فى كوارث داخل المجتمع، فالوزير كان موفقاً جداً فى تخليص المنابر من أهل التطرف الذين تحجرت عقولهم عند مسائل خلافية لا فائدة منها على الإطلاق.

ولدىَّ أمل كبير أن يتم السير على نهج الوزير مختار جمعة الذى لديه قناعات واسعة بأن الخطاب الدينى الحالى ومفرداته لم تعد مناسبة للعصر الحالى، وحتى لا يساء الفهم لما نقوله، أننا لا نتحدث عن الثوابت أو العقيدة الدينية، إنما حديثنا يتعلق بالجمود والتحجر والمفردات غير المناسبة التى عفا عليها الزمن، ولم تعد صالحة الآن وتحتاج إلى تطوير وتحديث سريع.

[email protected]