خبراء يطالبون وسائل الإعلام بتناول قضية الفقر من زاوية أكبر

يصادف اليوم 17 أكتوبر، اليوم العالمي للقضاء على الفقر، ويرجع تاريخ الاحتفال به لعام 1987، حيث إن في هذا اليوم اجتمع ما يزيد على مائة ألف شخص تكريمًا لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقِّع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.

 

وأعلنوا أن الفقر يُشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان وأكدوا أن هناك حاجة لتضافر  الجهود بغية كفالة احترام تلك الحقوق، ونُقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذي رُفع عنه الستار ذلك اليوم.

 

أشاد عدد من خبراء الاقتصاد بالجهود التي تقوم بها الدولة في الآونة الأخير لمواجهة الفقر، عن طريق تفعيل الكثير من الخدمات، ومحاولة التغلب على العشوائيات، بالإضافة إلى أنها تعمل على تقليل الفجوة الموجودة بين أصحاب الثروات والفقراء والتفاوت بين مستويات الدخل.

وطالب الخبراء وسائل الإعلام أن تتناول قضية الفقر من زاوية أكبر، للمساهمة في إيجاد حلول مجدية للقضاء على تلك الظاهرة، والتي طالما عانى الشعب المصري على مدى عصور من الزمان.

 

أشاد الدكتور صلاح الدين فهمي، الخبير الاقتصادي، وأستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، بجهود الدولة في الآونة الأخير لمواجهة الفقر، عن طريق تفعيل الكثير من الخدمات، مثل حملات علاج " فيروس سي" ومحاولة التغلب على العشوائيات، وبرامج الدولة لتنميه التعليم، مؤكدًا أن رفع كفاءة العنصر البشري، هو أحد العوامل الأساسية التي يمكنها القضاء على الفقر في أي دولة.

 

وأضاف فهمي، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن تطبيق بنود الشريعة الإسلامية الصحيحة في الزكاة، من خلال  تحصيل أموال الزكاة كاملة، ستؤدي  إلى القضاء على مشكلة الفقر بشكل كبير، فضلًا عن أنها تقلل الفجوة الموجودة بين أصحاب الثروات والفقراء والتفاوت بين مستويات الدخل، من زيادة مشكلة الفقر.

 

وطالب الخبير الاقتصادي، بتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع للتخلص من هذه الظاهرة، من خلال تطبيق ضرائب على الأغنياء ومنح أموالها للفقراء عن طريق تقديم خدمات اجتماعية متنوعة، تساعدهم على نيل حياة اجتماعية كريمة، وتخفيف الكثير من ضغوط الاجتماعية، مثل الحد من البطالة وتنمية التعليم والصحة.

 

من جانبه قال الدكتور سعيد الفقي، الخبير الاقتصادي، إن انتشار الفقر في أي مجتمع يكون نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية، وأنه يجب على الدولة تدعيم فئة الشعب بأكمله للقضاء علي الفقر، والمساهمة في تكوين طبقات منتجه ومثمرة، عن طريق دعم الشباب وتقديم برامج لتوعيتهم للفكر الاستثماري ودفعهم إلى العمل

والبناء.

 

وأكد الفقي، في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن الحلول ستكون من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مطالبًا بتنفيذها بدون ضمانات أو بضمان شخصي فقط؛ لتيسير الحصول على فرص عمل لفئة غير القادرين من الشباب، وللقضاء على انتشار البطالة.

 

وطالب الخبير الاقتصادي، بتحصيل الضرائب من الطبقات العالية أكثر من الطبقات المتوسطة والفقيرة، لتخفيف العبء عليهم، بالإضافة إلى تطبيق العدالة الاجتماعية، عن طريق توظيف الدعم، بتوجيهه للمستحقين فقط وبطريقة سليمة.

 

وقال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، ورئيس مركز العاصمة للبحوث والدراسات الاقتصادية، إن الفقر يعد من أكثر المخاطر التي تواجه المجتمع المصري، لافتا إلى أن نسبة الفقر في مصر تتجاوز 29% من تعداد السكان.

 

وأضاف الشافعي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن نسبة الفقر تتمركز أكثر في محافظات الصعيد، مؤكدًا على أن  الدولة تخطوا خطوات كبيرة من خلال إنشاء بنية تحتية قوية ومثمرة من أجل القضاء على الفقر، فضلًا عن اهتمامها الكبير بتدشين المشروعات الكبيرة المنتجة التي تساعد وتساهم في القضاء على البطالة.

 

وناشد الخبير الاقتصادي،  وسائل الإعلام أن تتناول قضية الفقر من زاوية أكبر، لكي تقدر على المساهمة في إيجاد حلول مجدية للقضاء على تلك الظاهرة، والتي طالما عانى الشعب المصري منها متمنيًا ذلك قبل عام 2020.

 

ولفت رئيس مركز العاصمة للبحوث والدراسات الاقتصادية، إلى أن القضاء على ظاهرة الفقر سيخلص مصر من عواقب كبيرة تقف أمام التنمية، مؤكدًا على أن اهتمام الدولة بالمشروعات الصغيرة يزيد من الإنتاج المحلي ويوفر عائد كبير للتصدير، والذي بدوره يقضي على الفقر في المجتمع بأكمله.