رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى وفاتها.. مي زيادة "الآنسة" التي وقعت في غرام جبران

مي زيادة
مي زيادة

تحل اليوم الذكرى الـ 77 على وفاة الأديبة العربية التي كانت تتجنب الحب قدر المستطاع وتخافه وتخشاه، لكنها وقعت فيه، وأحبت من قلبها بعدما اطمأنت ونمى الحب في أعماقها، إنها مي زيادة، التي توفيت في مثل هذا اليوم 17 أكتوبر من العام1941.

مي زيادة اسمها الحقيقي ماري، وتعتبر ابنة الوطن العربي كله فعلًا وليس مجازًا، فقد ولدت في 1886 في الناصرة الفلسطينية، لأب لبناني وأم سورية، وعاشت فترة من طفولتها في فلسطين ثم انتقلت للعيش في لبنان، بينما تعليمها الجامعي كان في كلية الآداب بالقاهرة.

وقالت زيادة عن انتقالها من بلد لبلد: «ولدت في بلد، وأبي من بلد، وأمي من بلد، وسكني في بلد، وأشباح نفسي تنتقل من بلد إلى بلد، فلأيّ هذه البلاد أنتمي، إنّما أريد وطنًا لأموت من أجله أو لأحيا به»، واتقنت عدة لغات إلى جانب العربية منها الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، اللاتينية، اليونانية، السريانية.

ورغم مخاوفها الشديدة من الحب، إلا أنه نشبت قصة حب كبيرة بينها وبين الشاعر اللبناني الكبير جبران خليل جبران، وكانت بداية الحكاية اعجابها وولعها بشعره، فأرسلت له في 1912، كتبت له رسالة تعرّفه فيها بنفسها وبنشاطها الأدبي، وبعد فترة تلقت جوابًا منه، وكان يعيش هو في مدينة بوسطن الأمريكية.

واستمرت قصة حبهما لأكثر من 20 عامًا، ولم يلتقيا خلالها ولو مرة واحدة، وظلا يتبادلان الرسائل فيما بينهما فقط، ولم تعترف مي بحبها لجبران إلا بعد نحو ١٣ عاما من بدء المراسلات في عام ١٩٢٤.

ووقتها أرسلت إليه مي «أحبك قليلا، كثيرا، بحنو، بشغف، بجنون، لا أحبك»، « ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير، الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النذر اليسير، كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري، الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كنت الآن حاضرًا بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمنًا طويلًا».

وكتبت كذلك :"حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.. أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.. وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى

فإني أثق بك.. وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك، وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك ويحنو عليك.. غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟".

ورد عليها جبران خليل جبران :" تقولين لي أنك تخافين الحب. لماذا تخافين يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مد البحر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لماذا يا ترى تخافين الحب؟".

وحاول طمأنتها فكتب :" أنا أعلم أن القليل من الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كلَ شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري إن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله، فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله".

لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة".

وفي 1931، توفي جبران خليل جبران قبل أن تراه ورفضت الزواج من غيره، حتى أصبح لقب آنسة ملاصقًا لها دائمًا حتى وفاتها، وفي 17 أكتوبر 1941 كان موعد رحيلها في مثل هذا اليوم،  رحلت عن عمر ناهز 55 عامًا، وكُتب على قبرها :"هذا قبر فتاة لم ير الناس منها غير اللطف والبسمات، وفي قلبها الآلام والغصات، قد عاشت وأحبت وتعذبت وجاهدت، ثم قضت".