البابا تواضروس يضمد جراح الكنيسة
كتب ـ عبدالوهاب شعبان:
واصل قداسة البابا تواضروس الثاني-بابا الإسكندرية-بطريرك الكرازة المرقسية- لملمة الشتات، وتضميد الجراح، عقب واقعة مقتل «الأنبا إبيفانيوس» رئيس دير الأنبا مقار، وتوابعها التى طفت على السطح الكنسى، وتصاعدت معها حالة التراشق اللفظى بين تيارات متباينة.
ومارس البابا مهامه الرعوية التى بلورت «الأبوة» السامية على جدلية الصراعات الدائرة على خلفية الحادث، عبر اتصاله بـ»والدة» أشعياء المقارى، المتهم بـ»قتل» رئيس دير الأنبا مقار، ولقاء شقيقه بـ»دير الأنبا بيشوي» فى سياق طمأنة الأسرة على عدم المساس بها، وحرص الكنيسة على رعاية أفرادها.
وأعرب القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة عن إعجابه بـ»تصرف البطريرك» مع أسرة «اشعياء»، لافتًا إلى أن المسئولية البابوية دفعته إلى الاطمئنان على أبنائه، ومراعاة حالتهم النفسية فى الفترة الراهنة.
وقال فى تصريح لـ»الوفد» أن لقاء شقيق «أشعياء» بـ»دير الأنبا بيشوي» يعد لقاءً»رعويًا»، مؤكدًا أن البابا لم يحدد بعد أجندة لقاءاته المقبلة فى سياق ترتيب البيت الكنسي.
ورحب الراهب باسيليوس المقاري-أحد رهبان دير الأنبا مقار- بمبادرة «البابا» للإطمئنان على أسرة «اشعياء»، واصفًا لقاء شقيقه بأنه»خطوة جيدة».
وقال لـ«الوفد»: أن رهبان الدير لم يتفقوا حتى الآن على رئيس جديد لـ»الدير» خلفًا لـ»الراحل» الأنبا ابيفانيوس، مشيرًا إلى أن الرهبان أبلغوا «البابا تواضروس» برؤيتهم، وكانت ردوده جيدة.
وأردف قائلًا: «لا استطيع الإعلان عن توصيات قداسة البابا الآن، وسننتظر لحين إتمام لقائه المرتقب مع الرهبان».
وقال كمال زاخر منسق التيار العلماني: أن البابا تواضروس الثانى ضرب مثلًا لـ»المزايدين»، ومروجى الشائعات،
وأضاف أن البابا مارس جزءًا من مسئولياته الرعوية، وترجم «الأبوة»، لافتًا إلى أن الحدث يرفع الغطاء عن واقع مجتمعى يعانى من أمراض نفسية عديدة، دفع البعض إلى توظيف الحدث لحساب الاحتراب القائم.
وأشار منسق التيار العلمانى القبطى إلى أن لقاء البابا شقيق «اشعياء» يبعث برسالة واضحة لمن يصعدون وتيرة الأحداث تأتى ضمن ضرورة التعامل مع الخلافات الكنسية بآليات غير المسموح بها فى أرضية الخلاف السياسي.
ولفت زاخر إلى أن البابا تواضروس الثانى أعلن عن فتح بابه للجميع، مؤكدًا أنه يناقش أفكار وفقط، بعيدًا عن الأشخاص، واستطرد قائلًا: «كان الهدف الأساسى من لقائى به فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون هو إعلان الدعم الكامل للكنيسة فى محنتها الراهنة»
وأوضح أن البطريرك رحب بعقد لقاء مفتوح لكافة الأطراف داخل الوسط الكنسى، عقب انتهاء التزاماته التى تمتد لفترة شهرين، وتبدأ بـ»مؤتمر شباب كنائس العالم» الذى يبدأ فى الأسبوع الأخير من أغسطس.