رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجيب باشا محفوظ.. رائد علم النساء والتوليد بمصر وصاحب المتحف الأوحد بالشرق الأوسط

نجيب باشا محفوظ ارشيفية
نجيب باشا محفوظ ارشيفية

"متحف نجيب باشا محفوظ للنساء والتوليد"، هو المتحف الوحيد من نوعه بالشرق الأوسط وأفريقيا؛ حيث يحتوي على حوالي 1300 عينة لأطفال بهم تشوهات من أندر العينات بالعالم، افتتحه الدكتور نجيب باشا محفوظ مؤسس علم النساء والتوليد بمصر في عام 1929، حيث عمل منذ عام 1905 على جمع تلك العينات النادرة.

وعملت كلية طب قصر العيني على إعادة تطوير المتحف وتحديثه في مدة لم تتجاوز الـ60 يومًا تحول فيها من مجرد مخزن إلى متحف طبي يضاهي غيره من المتاحف العالمية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويقع داخل قسم النساء والتوليد بالكلية، وافتتحته بالأمس بعد تجهيز حوالي 300 عينة للعرض بالمتحف.

وفي هذا التقرير رصدت "بوابة الوفد" حياة الدكتور نجيب باشا محفوظ وأبرز المحطات التي مر بها.

ولد "نجيب ميخائيل محفوظ" بالمنصورة في 5 يناير 1882، وبدأت حياته بمعجزة ربما تكون هي السبب في حبه وشغفه لعلم النساء والتوليد وإنقاذ حياة الأطفال؛ فعند ولادته كانت حالته الصحية سيئة حيث كان يعاني من الأسفكسيا البيضاء وهي أسوأ حالات الاختناق لدرجة أن أهله اعتقدوا أنه فارق الحياة، ولكن بعد دقائق لاحظوا أن الطفل يتنفس ببطء وهنا بذلك الحكيمة جهدًا كبيرًا لإنقاذ حياته.

كان نجيب باشا منذ طفولته عاشقًا للقراءة والاطلاع على المقالات العلمية، حتى ألتحق بمدرسة الطب عام 1898، وظهرت كفاءته عندما تفشى بمصر مرض الكوليرا فأختار نقل خدمته إلى قرية موشا بأسيوط وهي أشد مناطق الوباء، وهنا تجلت أولى بطولاته الطبية فقد فعل ما لم يفعله أحدًا قبله؛ حيث تمكن من اكتشاف بؤرة الوباء وهو بئر مياه ملوث بالوباء وتم غلقه.

وتخرج نجيب محفوظ في عام 1902، وعين طبيبًا للتخدير بالقصر العيني، ولكنه كرس حياته للتخصص في حالات الولادة المتعثرة، حتى افتتح عيادة خارجية للنساء والتوليد في عام 1904، وفي عام 1919 أسس عيادة لمتابعة النساء في فترات حملهم. وعرف نجيب باشا بالطبيب الملكي؛ لأن الملك فؤاد كان يستدعيه دائمًا ليحضر ولادة الملكة نازلي.

وقد أجرى العديد من عمليات الولادة المتعثرة، أشهرها في عام 1911 وكأن الطبيب كان على موعد من القدر، وهي عملية ولادة الأديب نجيب محفوظ الذي أطلقت والدته عليه أسم الطبيب عرفانًا بالجميل لدوره في إنقاذ حياته، وهنا تأتي القدرة الإلهية حتى يخلد اسم نجيب محفوظ في

الطب والأدب؛ فهو الطبيب الذي أسس علم النساء والتوليد وأول من أسس قسم متخصص له بالقصر العيني، وهو أيضًا الأديب العالمي الذي حصل على جائزة نوبل.

وفي عام 1942 وصل الدكتور نجيب باشا محفوظ لسن التقاعد، ولكن تم مدة خدمته لمدة 5 سنوات بناءًا على طلب زملاءه وتلاميذه، ولكنه خلال هذه الفترة أبى أن يشارك في العمليات واكتفى بالأشراف والمتابعة عليهم فقط حتى يفسح المجال لغيره.

ونشر حوالي 33 بحثا باللغتين الإنجليزية والفرنسية في خلال الفترة 1908 إلى1940، من أهمها الموسوعة العلمية في أمراض النساء والتوليد التي نشرت عام 1949، ووصفها السير ايردلي هولند رئيس الكلية الملكية لطب أمراض النساء والولادة في المملكة المتحدة بأنها أفضل كتاب عن طب أمراض النساء والولادة على الإطلاق، وتم تجميعها وطباعتها في أطلس مكون من ثلاثة مجلدات، طبعه على نفقته الخاصة ببريطانيا وتبرع به للجامعة.

كما حاز نجيب باشا على العديد من الجوائز والأوسمة منها (وسام النيل عام 1919، وفي 1937 اختير عضوا شرفيا في الكلية الملكية للأطباء بإنجلترا وفي الأكاديمية الطبية بنيويورك، وحصل على لقب "باشا" بمصر، وجائزة الملك فاروق للعلوم الطبية عام 1951، وعام 1960 كرمه الرئيس جمال عبدالناصر بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في العلوم، وتم أيضا تكريمه في عهد الرئيس أنور السادات).

وتوفي الدكتور نجيب باشا محفوظ في 25 يوليو 1974، عن عمر يناهز الـ92 عام، تاركًا إرثًا عظيمًا من العلم للأجيال اللاحقة من أطباء النساء والتوليد.