عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أم العواجز ومقام سره باتع وأم الكرامات.. معتقدات خاطئة تسيطر على زوار آل البيت

زوار السيدة نفسية
زوار السيدة نفسية يتمسحون بالضريح لقضاء حوائجهم

 

"أم العواجز"، "مقام سره باتع"، "أم الكرامات"، "جابرة المظلومين"، عبارات ومعتقدات خاطئة تسيطر على أذهان مئات المواطنين البسطاء الذين يلجئون إلى زيارة مقام السيدة نفيسة بمسجدها الشهير بالقاهرة؛ إذ يتردد على المقام أعداد هائلة من الزوار ليشكوا همومهم لأم العواجز اعتقادًا منهم أن الله سيفرج همهم ببركة وشفاعة السيدة نفيسة.

فمنهم من يقوم بكتابة الرسائل التي يبوحون فيها بمشاكلهم ويلقونها داخل أسوار المقام وآخرون يلقون بصور بناتهم وأبنائهم حتى يرزقوا بالزواج ومنهم من يتمسحون بجدرانه للحصول على بركتها، علاوة على الذين يقصدون المسجد باحثين عن شيوخ لفك السحر.

وفي أثناء جولة داخل مقام السيدة نفيسة رصدت "بوابة الوفد" حكايات عدد من زواره.

امرأة تحمل طفلًا صغيرًا على ذراعها واقفة أمام المقام وبدأت في التمسح به ومن ثم المسح على رأس طفلها، وهنا بدأت في تبادل الحديث معها لمعرفة سبب ما تفعله، فقالت إن ابنها مصاب بارتجاج في المخ وأتت به لأم الضعفاء السيدة نفيسة حتى يشفيه الله ببركتها.

وبدأت أصوات بكاء تتعالى في المكان وإذا بامرأة تبلغ الخمسين من عمرها انفجرت بالبكاء وهي تتوسل للسيدة حتى يبرد قلبها المشتعل على ابنها الذي توفى في حادث سيارة.

وهناك رجل قرأ الفاتحة ثم ألقى السلام على المقام لينصرف ولكنه خشي أن يدير وجهه للمقام وفضل أن يخرج وهو يمشي بظهره؛ نوعًا من التأدب وأنه لا يصح أن يعطي ظهره لمقام السيدة.

وقالت الحجة إحسان إنها مصابة بآلام في يدها وجاءت لزيارة المقام للتبرك، فضلًا عن توسلها لأحد شيوخ المسجد حتى يصف لها العلاج.

وأضافت فتاة عمرها 21 عامًا تدعى مي منصور، أنها قصدت المسجد لمقابلة أحد شيوخه، موضحة مشكلتها قائلة "معمولي سحر بوقف الحال وعدم الزواج".

وكانت تجلس في أحد زوايا المقام امرأة تبكي وممسكة بيدها قلم وورقة تكتب بها مشكلتها؛ متزوجة منذ 17 عاما ولم تنجب وزوجها تركها وتعرف على فتاة عبر "الفيس بوك"، وعندما انتهت من الكتابة ألقت الورقة داخل المقام معتقدة أن بهذه الطريقة سيعود زوجها لها.

ودخلت من باب المقام امرأة تبلغ الثلاثين من عمرها تركض إلى المقام وأجهشت بالبكاء، ومسحت يدها بالمقام ثم المسح على بطنها؛ ومشكلتها تكمن في أنها متزوجة منذ عشر سنوات ولم تنجب وأجرت العديد من عمليات الحقن المجهري ولكن لم ترزق بالطفل الذي تتمناه، ولفتت أنها جاءت لأم العواجز حتى تحل البركة على بطنها التي تأبى في حمل الطفل الذي يغنيها عن نعيم الدنيا وذلك على حد قولها.

"ابني محسود والعين صابته حصل في الإعدادية على مجموع 50 من 150" هكذا قالت أم حسام التي جلبت ابنها لمقابلة شيخ المسجد حتى يرقيه ظنًا منها أن رسوب ابنها في الامتحانات بسبب الحسد، رافضة تمامًا تقبل فكرة

 

أن ابنها قصر في المذاكرة.

وفي هذا السياق أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، ورئيس لجنة الصحة النفسية بالمجلس المصري لحقوق الإنسان، أن زيارة أولياء الله الصالحين عادة متأصلة في المنطقة العربية وتوجد عند أصحاب الديانات الأخرى وليس المسلمين فحسب، ضاربًا المثل باليهود الذين يأتون خصيصًا لزيارة مقام أبو حصيرة الواقع في مدينة دمنهور.

وأشار إلى أن هذه المعتقدات خاطئة وتوارثتها الأجيال عن آبائهم وأجدادهم، موضحًا أنها ازدادت نتيجة اندثار الثقافة والوعي الديني وهنا يأتي دور رجال الدين في التوعية والتوضيح بأنه لا يوجد وسيط بين العبد وربه. 

ومن جانبه قال الشيخ إسلام النواوي أحد علماء الأزهر الشريف ومقدم برنامج الموعظة الحسنة، إن المصريين اشتهروا بحب آل البيت واتضح ذلك جليًا في استقبالهم للسيدة زينب التي ردت إليهم الجميل بعد فتنة مقتل إخوتها وقالت لهم "يا أهل مصر أويتمونا أواكم الله، وأكرمتمونا أكرمكم الله، ونصرتمونا نصركم الله، وجعل لكم من كل ضيقًا مخرجا، ومن كل همًا فرجا".

وأضاف النواوي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" أن حب آل البيت من متممات الإيمان، مستشهدًا بقول رسول الله (ص) " أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي".

واستطرد أن مصر مليئة بمقامات آل البيت والصالحين وأهلها يعشقون الهوى الصوفي الذي لا شطط فيه، ولكن هناك بعض البسطاء يفعلون بعض المخالفات بطيب نيه ولا نستطيع أن نقول كما يقول البعض إن هذا شرك بقدر ما هو بساطة في التفكير وزيادة حب.

وأكد النواوي على حرص المؤسسات الدينية وأفراد الدعوة لتوضيح حقيقة حب آل البيت ولكن مع عدم الانسياق في ركب الذين يريدون إنكار كرامات الصالحين، لافتًا إلى أن حب الأولياء ليس بدعة أو شرك وأيضًا لابد من تنقية هذا الحب من أية شيء يشوبه.