مصيبة «شرف» و«موسي»
إذا كان هناك شخص وراء أزمة إضراب المعلمين عن الدراسة احتجاجاً علي عدم الاستجابة لمطالبهم المطروحة والمعلنة للقاصي والداني، قبل بداية العام الدراسي الجديد، فليكن هو كل من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم
.. ترك رئيس الوزراء العصيان المدني بالمدارس يعصف بتلاميذ مصر ويروع أولياء الأمور، وتوجه بالتحية إلي جماهير النادي الأهلي لأنها كانت منضبطة في التشجيع، وعلي مستوي المسئولية في مباراة الأهلي والترجي.. وأما المصيبة الواقعة في المدارس لا تعني رئيس الوزراء، وما يحدث لا يرتقي إلي مستوي الحدث الجلل الذي ينبغي أن يتدخل فيه رجل بقامة رئيس الوزراء، كي يتوجه بنفس الحديث إلي معلمي مصر، ليثنيهم عن إضرابهم، والعودة إلي فصولهم حفاظاً علي انتظام الدراسة.. وأدار وزير التربية والتعليم هو الآخر ظهره للازمة، واحتفل مع عدد قليل من التلاميذ السوبر الذين يعدون علي أصابع اليد بقدوم مولوده الجديد الذي سيحمل اسمه وهو مدرسة المتفوقين التي تبدأ الدراسة بها لأول مرة هذا العام وتنال اهتماماً كبيراً من الوزير.. وترك الوزير الملايين من تلاميذ المدارس يجلسون هم والمقاعد قطعة واحدة داخل الفصول المكدسة، التي تصل فيها الكثافة لأكثر من 70 تلميذاً بدون مدرسين وبدون حياة وبدون نور العلم الذي أطفئ شعاعه مع بداية العام الدراسي.. وتسبب الوزير بإدارة ظهره للأزمة وعدم وضع حلول للمشكلة قبل بداية الدراسة بوقت كاف في اغتيال فرحة الصغار بالذهاب إلي المدارس وبث الرعب في نفوس الأطفال الذين يبدأون الخطوة الأولي في مشوار التعليم بتخويفهم من المدرسة بدلاً من حبهم لها.. لانهم وجدوا أنفسهم أمام أشخاص ليسوا بمعلمين يحرمونهم من دخول المدارس بدلاً من الترحيب بهم لتحقيق مصالحهم الخاصة علي حساب الأبرياء.. واعتبر الوزير أن بعض مطالب المعلمين تتجاوز قدرته كوزير وهذا يعني أنه غير قادر علي احتواء الأزمة وكان يجب عليه
zakysadany@yahoo.com