»تلبس معارضة«؟.. وظائف برلمانية تفصيل؟!
وجد النظام نفسه أمام إشكالية معقدة حين اكتسح حزبه بالتزوير الفج كل فصائل المعارضة وأجلس مرشحيه علي مقاعد مجلس مطعون في دستوريته.. مجلس بدون معارضة تراقب عمل الحكومة وتسائلها والحل أن يلبس البعض معارضة فيصبح »زيتنا في دقيقنا« لكي يستمر العرض و»تتسلي« المعارضة بالفرجة.
بداية أرجو أن أصحح معلومة أوردها الدكتور يحيي الرخاوي الأسبوع قبل الماضي حين تحدث عن فرقة البلدية التي أحيت حفل زفافه أيام الزمن الجميل.. وأظن أنه قد خلط بين فرقة البلدية التي كانت تعزف في أكشاك خشبية أنيقة بالمتنزهات العامة في الإجازات والعطلات الرسمية لكي تكتمل بهجة الناس، وبين فرقة »حسب الله« التي كان صاحبها ومؤسسها يحيي الأفراح بل ويشيع الجنازات بعازفين ويحاسب زبائنه طبقاً لعدد العازفين وترتفع الأجرة كلما زاد عددهم وهم في كل الأحوال قلة يعزف كل علي آلته بينما باقي الفرقة من عازفين »يلبسون مزيكة« ويتظاهرون بالعزف.. فرقة البلدية كانت فرقة حكومية أفرادها جنوداً مدربين في سلاح خاص وتتبع المديريات التي هي المحافظات الآن، أما فرقة حسب الله فقد نشأت بشارع محمد علي العريق ويتبع أفرادها مؤسس الفرقة وصاحبها والعازف الأول بها وأحياناً المايسترو الذي يضبط الإيقاع الذي لا وجود له أصلاً.
أعد المسرح إذن ووزعت الأدوار واستعد اللاعبون لتقمص الأدوار المرسومة لهم لكي يكون لدي مصر برلمان يستوفي كل صفات البرلمان وتشتعل فيه المناقشات وتقدم فيه الأسئلة وطلبات الإحاطة بكل أسلحة الرقابة وتلتقط الصور لزوم »تسويد« صفحات الجرائد القومية مع فارق واحد أن الرصاصات »فشنك« والسيوف المشرعة خشبية.. شمل تسويد البطاقات وتزوير إرادة الناخبين بعض مرشحي المعارضة من الذين فضلوا الكرسي علي الالتزام الحزبي والحصانة علي رفض المشاركة في سرقة مصر.. وحين يسدل الستار كل ليلة يجتمع شمل الممثلين يسترجعون أدوارهم ويستعدون للعرض التالي علي ضوء توجيهات المخرج لتحسين الأداء.. ولست أدري هل تكتمل الحبكة الدرامية لتشمل تقديم الاستجوابات أم أن الأمر قد لا يكون مقنعاً فتنقلب التراجيديا إلي كوميديا فيسود القاعة الضحك بدلاً من البكاء ويصبح المشهد كله كوميديا سوداء تضحك وتبكي في نفس الوقت؟
أخطر ما حدث أن الحزب الحاكم بما حدث في الانتخابات قد أضفي نوعاً من الشرعية علي نوع جديد من البلطجة السياسية تحميها قوة