بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الانقلاب المناخي‮ ‬يهدد الدلتا بالغرق‮!‬

إن كانت مصر تعاني‮ ‬من الاحتباس الحراري،‮ ‬والتغيرات المناخية،‮ ‬التي‮ ‬أدت إلي‮ ‬امتداد فصل الصيف أغلب شهور السنة،‮ ‬وشبه اختفاء لفصل الشتاء،‮ ‬ فإن هذه المشكلة صارت هاجس دول العالم،‮ ‬المتقدم قبل النامي،‮ ‬ومع أن هذا العالم المتقدم،‮ ‬السبب الأساسي‮ ‬في‮ ‬هذا التغير،‮ ‬غير أن مصر لم تبادر بحلول عملية سريعة للحد من هذه المخاطر المناخية،‮ ‬خاصة علي‮ ‬الدول النامية التي‮ ‬لا تملك من الأموال والإمكانيات،‮ ‬ما‮ ‬يساعدها علي‮ ‬المواجهة‮.‬

وفي‮ ‬بلدنا مصر،‮ ‬المشكلة معقدة ومخيفة،‮ ‬ليس علي‮ ‬المواطنين فقط،‮ ‬مما سيعانون من أمراض وخلافه نتيجة التغيرات المفاجئة في‮ ‬درجات الحرارة،‮ ‬بل أيضا علي‮ ‬التنمية بشكل عام،‮ ‬حيث لا تنحصر المشكلة فيما‮ ‬يحدث فجأة من سيول وأمطار مرة أو مرتين في‮ ‬العام،‮ ‬أو في‮ ‬درجات الحرارة المرتفعة معظم شهور السنة،‮ ‬إنما‮ - ‬وهذا هو الأهم‮ - ‬تؤكده الدراسات العلمية من احتمال‮ ‬غرق الدلتا وتشريد سكانها وانتشار الأوبئة،‮ ‬ودمار شامل لزراعات استراتيجية وملوحة الأراضي‮.‬

ولعل كلام رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف منذ أشهر من أن أولوية الحكومة هي‮ ‬زراعة المحاصيل الاستراتيجية،‮ ‬بغرض مواجهة أزمة الغلاء،‮ ‬تكون حلاً‮ ‬لهذه الكارثة المحتملة‮.‬

ورغم ان العالم كله‮ ‬يعاني‮ ‬الآن من تداعيات التغيرات المناخية متمثلة في‮ ‬صورة كوارث طبيعية في‮ ‬كثير إلا أن مؤتمر‮ »‬كوبنهاجن‮« ‬الذي‮ ‬عقد العام الماضي،‮ ‬مؤتمر‮ »‬كانكون‮« ‬بالمكسيك وانتهي‮ ‬الشهر الماضي،‮ ‬لم‮ ‬يلزم أية من الدول الكبري‮ ‬لخفض الانبعاثات بمنح معونات مالية لمواجهة آثار التغيرات المناخية‮. ‬

وفيما تتجه بعض الآراء للحد من تهويل تأثيرات التغيير المناخي‮ ‬علي‮ ‬مصر تحديداً‮. ‬يحذر بعض الخبراء المتخصصين من وقوع العديد من الكوارث مثل تآكل شواطئ الدلتا والشواطئ الساحلية،‮ ‬وغرق المدن الساحلية وضعف الإنتاج الزراعي‮ ‬وتمليح التربة وتشريد الملايين من السكان وتهجيرهم،‮ ‬وتفشي‮ ‬الأوبئة وارتفاع درجة الحرارة وتعالت الأصوات في‮ ‬مصر تطالب بدق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان لمجابهة الآثار الناجمة عن التغييرات المناخية‮.‬

بالتكاتف بين جميع الجهات المختصة في‮ ‬الحكومة،‮ ‬لخفض الخسائر المتوقعة‮. ‬فقطاع الزراعة مثلاً،‮ ‬تحذر أصوات الخبراء والدراسات العلمية،‮ ‬من انخفاض إنتاجية معظم المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والذرة والقطن وقصب السكر،‮ ‬كما سيؤدي‮ ‬ارتفاع مستوي‮ ‬مياه سطح البحر،‮ ‬إلي‮ ‬غرق أجزاء من الدلتا والمدن الساحلية كما ستغرق حوالي‮ ‬30٪‮ ‬من أراضي‮ ‬الإسكندرية تحت مستوي‮ ‬سطح البحر‮.‬

وكذلك ستغرق المنطقة الصناعية ببورسعيد نظراً‮ ‬لارتفاع مستوي‮ ‬سطح البحر،‮ ‬مما‮ ‬يؤدي‮ ‬أيضا الي‮ ‬زيادة معدلات الملوحة في‮ ‬الأراضي،‮ ‬كما تتأثر منطقة البحر الأحمر وما فيها من شعب مرجانية بارتفاع درجة الحرارة وستتأثر الطحالب التي‮ ‬تمدها بالغذاء وبالألوان ما‮ ‬يدمر التنوع البيولوجي‮ ‬الجذاب وبالتالي‮ ‬تأثر بعض الأنشطة السياحية‮.‬

مياه النيل

وأن مصر تعتمد علي‮ ‬نهر النيل،‮ ‬بحصة الـ‮ ‬55‮ ‬مليار متر مكعب من المياه سنويا سوف تتأثر هذه الحصة وغيرها من مصادر المياه بالتغيرات المناخية،‮ ‬كما ستؤثر هذه التغيرات علي‮ ‬الصحة العامة وما‮ ‬ينجم عن ذلك من اضطرابات فسيولوجية وارتفاع لضغط الدم وانتشار بعض أمراض الحساسية والفيروسية والميكروبية والفطرية،‮ ‬وأمراض جديدة تأتي‮ ‬مصاحبة لانبعاثات‮ ‬غازات الاحتباس الحراري‮ ‬ملوثة للهواء،‮ ‬مثل ثاني‮ ‬أكسيد الكربون وغيره‮.‬

وحول التغيرات المناخية وتأثيرها علي‮ ‬مصر،‮ ‬طالب الدكتور فاروق الباز،‮ ‬مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية كثيراً‮ ‬بإنشاء طريق في‮ ‬صحراء مصر الغربية‮ ‬يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالاً‮ ‬حتي‮ ‬بحيرة ناصر جنوباً،‮ ‬مما‮ ‬يفتح آفاقاً‮ ‬جديدة للامتداد العمراني‮ ‬والزراعي‮ ‬والصناعي‮ ‬والتجاري‮ ‬والسياحي،‮ ‬وضرورة إيجاد دور فعال للإنسان المصري‮ ‬للتصدي‮ ‬لظاهرة الاحتباس الحراري‮ ‬وحماية المجتمعات الإنسانية من آثارها السلبية وأهمها‮ ‬غرق القري‮ ‬والمدن الساحلية وخاصة‮ ‬غرق سواحل الدلتا وأراضيها بسبب الحرارة العالية وذوبان جبال الجليد في‮ ‬القطب الشمالي‮ ‬مما‮ ‬يستلزم الاهتمام بالبحث العلمي‮ ‬لإيجاد حلول عملية مع هذه الكوارث المتوقعة‮.‬

خسائر متوقعة

في‮ ‬مناقشات لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل بمركز بحوث الصحراء،‮ ‬تمت الإشارة الي‮ ‬فقدان مصر مليوني‮ ‬فدان في‮ ‬شمال الدلتا بسبب ملوحة المياه والأمراض نظراً‮ ‬لارتفاع درجة الحرارة الناجم من التغير المناخي‮.‬

وحذرت المناقشات من فشل مشروعي‮ ‬توشكي‮ ‬وترعة السلام أيضا،‮ ‬نظراً‮ ‬لشدة تأثرها بحركة الكثبان الرملية التي‮ ‬تهدد استقرار هذه المناطق ما جعل الدولة تسعي‮ ‬لزراعة الأفدنة الخضراء حولها‮.‬

ودراسات لمعهد بحوث البيئة أكدت امتداد تأثير التغيرات المناخية لأكثر من‮ ‬3500‮ ‬كيلو متر علي‮ ‬ساحل البحرين المتوسط والأحمر من خلال ارتفاع منسوب مياه البحر،‮ ‬الذي‮ ‬يؤدي‮ ‬بدوره إلي‮ ‬غرق الأراضي‮ ‬الشاطئية وأن أكثر المناطق تأثراً‮ ‬ستكون الإسكندرية ورأس البر وبلطيم وبورسعيد‮.‬

وحددت الدراسات خسائر جسيمة في‮ ‬الناحية الاجتماعية بفقدان الوظائف وغرق المساكن والخسارة الفادحة في‮ ‬الزراعة بتمليح التربة وانخفاض الانتاج الزراعي‮ ‬وزيادة درجة التبخر والتداخل الملحي‮ ‬في‮ ‬الأراضي‮ ‬مما سيؤثر علي‮ ‬نوعية وكمية المياه الجوفية‮.‬

وتوقعت نفس الدراسات اختفاء‮ ‬30٪‮ ‬من أراضي‮ ‬الدلتا وتشريد حوالي‮ ‬مليوني‮ ‬نسمة عن منازلهم وفقدان‮ ‬95‮ ‬ألف وظيفة وخسارة اقتصادية تقدر بنحو‮ ‬35‮ ‬مليار دولار‮.‬

وتوقعت دراسة عام‮ ‬1997،‮ ‬تغير الإنتاج الزراعي‮ ‬لبعض المحاصيل حتي‮ ‬عام‮ ‬2050‮ ‬منها‮ ‬11٪‮ ‬نقصاً‮ ‬في‮ ‬إنتاج الأرز،‮ ‬و28٪‮ ‬نقصا في‮ ‬فول الصويا‮.‬

الزراعة هي‮ ‬الحل

الدكتور محمد عيد بإدارة التسويق التكنولوجي‮ ‬بمركز البحوث الزراعية قال ان الزراعة هي‮ ‬الحل الوحيد والأمثل لمواجهة التغيرات المناخية لأن ارتفاع درجة الحرارة سيؤثر بالسلب علي‮ ‬نمو المحاصيل مما‮ ‬يستلزم معه استنباط أصناف نباتية جديدة،‮ ‬لذلك فإن استراتيجية وزارة الزراعة تعتمد علي‮ ‬استنباط تلك الأنواع لتكون مقاومة للأمراض والحرارة ومبكرة النضج ولها القدرة علي‮ ‬التكيف مع المتغيرات الحرارية،‮ ‬وأولها ارتفاع درجات الحرارة،‮ ‬والتي‮ ‬تزيد من نسبة الإصابة بالأمراض الفطرية،‮ ‬وبالذات في‮ ‬زراعات أراضي‮ ‬شمال الدلتا،‮ ‬ولذلك‮ ‬يعمل مركز البحوث الزراعية علي‮ ‬استباط سلالات جديدة من النباتات،‮ ‬كالقمح والأرز والمحاصيل المقاومة للملوحة والأسمدة،‮ ‬تتناسب مع المتغيرات المناخية‮.‬

وأضاف‮: ‬أن الحيوانات لها معاملة خاصة أيضا لمواجهة التغيرات المناخية،‮ ‬والتي‮ ‬يزداد معها معدلات نمو الحوامل للأمراض الفيروسية التي‮ ‬تصيب الحيوانات ومنها الناموس الوسيط لنقل أخطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان،‮ ‬مثل انفلونزا الطيور والخنازير ما‮ ‬يستلزم معها زيادة التطعيمات وتحصين الحيوانات في‮ ‬المرحلة القادمة ودون انقطاع ولأن حركة المياه سوف تتأثر بالتغيرات المناخية بعد زيادة معدل البخر وسرعة الرياح،‮ ‬فإن مصر مطالبة بتغيير

نظام الري‮ ‬في‮ ‬الدلتا وبالفعل الدولة انتهجت هذا النظام حاليا بتحويل نظام الري‮ ‬بالغمر الي‮ ‬الري‮ ‬الحديث بالتنقيط واستنباط أصناف نباتية كالقمح،‮ ‬تحتاج كميات أقل من مياه الري‮.‬

آثار فقيرة

الدكتور أشرف هشام برقاوي‮ ‬نائب رئيس هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد والاستاذ بزراعة القاهرة أكد أن الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية علي‮ ‬مصر ستكون خطيرة جداً،‮ ‬ولذلك‮ ‬غير مقبول من‮ ‬يشكك في‮ ‬تلك المخاطر أو‮ ‬يقلل من حجمها،‮ ‬وانما‮ ‬يجب العمل من الآن وبجدية وتكاتف من جميع الوزارات والجهات علي‮ ‬التخطيط العلمي‮ ‬لمواجهة تلك الكارثة،‮ ‬فتغير طبيعة الجو ستغير من طبيعة سقوط الأمطار،‮ ‬ومن ثم انخفاض الموارد المائية،‮ ‬كما سيحدث لا محالة،‮ ‬غرق لأراضي‮ ‬الدلتا وعجز في‮ ‬الناتج الإجمالي‮ ‬المصري‮ ‬الغذائي،‮ ‬كذلك هجرة السكان داخل الجمهورية عندما تغرق المنطقة الغربية بالكامل بمياه البحر،‮ ‬ومع انتشار الأوبئة والأمراض المتوطنة سيزداد الوضع سوءاً‮ ‬عندما‮ ‬يؤدي‮ ‬التغير المناخي‮ ‬وارتفاع درجات الحرارة لظهور حشرات وطفيليات وفيروسات وبكتيريا جديدة تؤدي‮ ‬إلي‮ ‬انتشار سريع لأمراض نباتية حديثة وقديمة ما سيزيد من استخدامات المبيدات،‮ ‬مما‮ ‬يؤثر علي‮ ‬سلامة البيئة ككل،‮ ‬علي‮ ‬الإنسان والحيوان كذلك،‮ ‬ومن ثم هناك ضرورة للاهتمام بالبحث العلمي،‮ ‬وتوجيهه إلي‮ ‬إنتاج مزروعات جديدة ومقاومة للحرارة والملوحة والأمراض فيما‮ ‬يتعلق بمحاصيل مصر الاستراتيجية،‮ ‬كالقمح والذرة،‮ ‬وخاصة مع انخفاض مستوي‮ ‬المياه القادمة من هضبة الحبشة عبر نهر النيل وهناك ضرورة أيضا لوضع خريطة مستقبلية لإعادة توزيع السكان وتهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لمواجهة تلك التغييرات المناخية من خلال التوزيع الديموجرافي‮ ‬للسكان وما‮ ‬يتطلبه ذلك من صرف صحي‮ ‬وري‮ ‬وصحة وتعليم وطرق وكافة الخدمات المساعدة‮.‬

وبالنسبة للثروة الحيوانية،‮ ‬مصدر البروتين في‮ ‬مصر،‮ ‬مطلوب خطة لانتخاب سلالات بديلة تتحمل الحرارة،‮ ‬ونحافظ بذلك علي‮ ‬إنتاج اللحوم والألبان والصوف ومن ثم استحداث سبل مقاومة لأمراض المناطق الحارة التي‮ ‬ستظهر علي‮ ‬خريطة الصحة السكانية،‮ ‬وتواكب التغيرات المناخية،‮ ‬وكذلك ضرورة وجود خطة تهجير وإخلاء للمناطق المهددة بالغرق وتحديد لأولويات الإخلاء ومنعاً‮ ‬لتعرضها لمخاطر المياه والتي‮ ‬قد تصل إلي‮ ‬حد الغرق‮.‬

التغيير والفقراء

الدكتور صلاح الدين الدسوقي‮ ‬رئيس المركز العربي‮ ‬للدراسات التنموية والإدارية أكد علي‮ ‬ضرورة البدء في‮ ‬اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية،‮ ‬والذي‮ ‬أصبح حقيقة ثابتة علمياً،‮ ‬خاصة ونحن في‮ ‬مصر نعيش في‮ ‬مجتمع‮ ‬يتسم بالتفاوت ويختلف فيه نصيب الأفراد من الدخل والثروة‮. ‬والتغير المناخي‮ ‬يمثل تهديداً‮ ‬للتنمية البشرية،‮ ‬ويعيق بالفعل جهود أي‮ ‬مجتمع للحد من الفقر المدقع،‮ ‬كما تستمر الصراعات مع نقص الموارد،‮ ‬ونقص التنسيق والسياسات الضعيفة في‮ ‬إبطاء مسيرة تقوم التنمية وخاصة في‮ ‬الدول النامية وفي‮ ‬مقدمتها مصر مع تفاقم أعداد الفقراء والمعدمين‮.‬

وطالب باتخاذ الاحتياطات اللازمة،‮ ‬ووضع خطط لمواجهة التغير المناخي‮ ‬بجدية وتكامل وتكاتف جهود جميع الجهات في‮ ‬مواجهة أمر الكوارث وعدم التهاون معها والبعد تماما عن الفشل في‮ ‬تلك المواجهة،‮ ‬لأن الفشل في‮ ‬مجابهة تغير المناخ لن‮ ‬يمثل فقط فشلاً‮ ‬في‮ ‬الرؤية والقيادة والسياسة فحسب وإنما فشلاً‮ ‬أكبر علي‮ ‬نطاق لا مثيل له في‮ ‬تاريخ مصر والبشرية‮.‬

إجراءات قصوي

الدكتور حمدي‮ ‬السيد نقيب الأطباء طالب بإنشاء هيئة علمية أولاً‮ ‬ثم هيئة تنفيذية تخطط للمستقبل،‮ ‬من خلال تفكير علمي‮ ‬داخل كل وزارة‮ ‬يوضع في‮ ‬خطط واحتياجات التنمية لمواجهة الآثار السلبية التي‮ ‬سوف تنجم عن التغير المناخي‮ ‬وخاصة المناطق التي‮ ‬حذرت التقارير والدراسات الدولية من تعرضها لهذه المخاطر،‮ ‬وعلي‮ ‬الدولة وضع سبل مكافحة ارتفاع درجة الحرارة وجفاف المناطق وملوحة المياه والأراضي،‮ ‬ضمن خطط التنمية في‮ ‬مصر،‮ ‬وبناء المجتمعات العمرانية الجديدة بالداخل وبعيدة تماماً‮ ‬عن الشواطئ والسواحل كنوع من الإجراءات الاحترازية والاتجاه للاستثمار في‮ ‬الصعيد،‮ ‬ضماناً‮ ‬لتدفق رؤوس الأموال،‮ ‬مهما كانت التغيرات المناخية المتوقعة،‮ ‬ومن ثم ضرورة التكاتف الفعلي‮ ‬بين جميع الوزارات،‮ ‬فالصحة والسياحة والزراعة جميعها ستتأثر بتلك الظاهرة المناخية،‮ ‬فنجد الصحة مثلاً،‮ ‬سيقع عليها عبء ظهور أمراض جديدة وقديمة اختفت كالملاريا والناموس وما‮ ‬ينقله من أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان،‮ ‬ما‮ ‬يستلزم تعاون وزارات الزراعة والصحة والبيئة معاً‮ ‬لمجابهة تلك المخاطر من الآن‮.‬