بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الدول الهلامية وأنصاف المواقف

لم يفاجئني الموقف الباكستاني بعدم المشاركة في عاصفة الحزم ، فهذه هي باكستان ، صديقة عندما تكون بحاجة إليك ، اعتادت على المواقف المتناقضة ، وعرفناها بوجوه متعددة ، وكان من الخطأ التعويل عليها في قضية خطيرة وحساسة مثل القضية اليمنية .

هناك دول "هلامية" لا تستطيع الإمساك بها ، تسيح وتذوب عندما يكون مطلوباً منها تحديد موقفها ، هي معك وضدك في نفس الوقت ، وهي مدرسة في التبرير واختلاق الأعذار ، ومثل هذه الدول بحاجة إلى وقفة جادة منا ، خاصة في هذه الظروف المصيرية التي نمر بها ، فان كنا قد عرفنا أعداءنا واتخذنا قراراً بمواجهتهم ، علينا أيضاً أن نحدد الأصدقاء المتخاذلين والمتحولين ، أولئك الذين لا يقبل منهم الحياد في وقت الشدائد ، لأنهم غير صادقين ، وغير أوفياء ، فهم الذين يتراكضون إلينا عندما تحل بهم المصائب ، وكانت أيدينا مبسوطة لهم كل البسط ، ولم نطلب مقابلاً في يوم من الأيام ، بل تركناهم للزمن ، لساعة تنكشف فيها الحقيقة ، فإذا بهم يتراجعون إلى الخلف ، ويتخلون عن أبسط الالتزامات المترتبة عليهم .

ليست باكستان وحدها الهلامية ، بل هناك غيرها ، وقد كشفتهم عاصفة الحزم ، وعرتهم أمام شعوبهم وشعوبنا ، وهذه حسنة من حسنات أحداث اليمن ، والتي يبدو أنها ستغير

كثيراً في أسلوب عمل دولنا في المستقبل ، إنها عملية فرز ، فليست كل البلاد يحكمها رجال موثوق فيهم ، رجال يحافظون على عهودهم ووعودهم ، وليس كل الرجال رجال عندما يطلبون .

انتهى زمن "أنصاف المواقف" ، وسنتجاوز زمن "أنصاف الرجال" ، ولن نقبل بالابتزاز والصفقات السرية في القضايا المصيرية ، فالصديق لا يطلب مقابلاً لصداقته ، والأخ لا يبيع أخيه من أجل صفقة مع عدو ، وليفهم كلامي من يفهمه ، فقد بانت "البطحة" وعليه أن يتحسسها .

لن نأسى ، ولن نتحسر ، فنحن أقوياء بدون باكستان وكل "الهلاميين" الذين يثبتون بأنهم دون لون أو طعم أو رائحة ، عذراً ، فالرائحة موجودة ، وتزكم الأنوف ، فقط ملامحهم غير واضحة وكلامهم مليء بالنفاق ، وهؤلاء نحن في غنى عنهم ، وسنكون أقوى بدونهم ، لأننا ملكنا الإرادة واستندنا على الحق .