بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

نكبة.. القطن

مصائب قوم عند قوم فوائد‮!!‬ ارتفع سعر القطن المصري‮ ‬بنسبة‮ ‬100٪‮ ‬إثر اجتياح الفيضانات للهند وباكستان وأدت إلي‮ ‬غرق المحصول لأكبر الدول المصدرة للقطن عالمياً‮!‬

‮.. ‬ولكن‮.. ‬لم‮ ‬يفلح ارتفاع سعر القطن في‮ ‬استعادة عرش‮ »‬الذهب الأبيض‮« ‬بعد ان شنت شركات الغزل والنسيج حرباً‮ ‬شديدة وطالبت بمنع تصدير القطن فيما أكد المزارعون ان أصحاب المصانع هم أول من تخلي‮ ‬عن القطن المصري‮ ‬وهرولوا إلي‮ ‬القطن المستورد‮! ‬وما بين مطالبات أصحاب مصانع الغزل بمنع التصدير خوفاً‮ ‬من إغلاق مصانعهم‮.. ‬وتشريد عمالهم‮.. ‬وآمال الفلاحين بتصدير القطن وتعويض خسائر مواسم طويلة مضت‮.. ‬يظل القطن المصري‮ ‬حائراً‮!!‬

فجأة تبدل حال القطن المصري‮ ‬من التدهور والانهيار إلي‮ ‬الإقبال علي‮ ‬شرائه بعد ارتفاع أسعاره بنسبة‮ ‬100٪‮ ‬وتراوح سعر القنطار بين‮ ‬1200‮ ‬إلي‮ ‬1300‮ ‬جنيه مقابل‮ ‬600‮ ‬جنيه وأقل منذ عام‮ ‬2004،‮ ‬وقد زادت الطلبات التصديرية عليه عالمياً‮ ‬بعد الفيضانات التي‮ ‬اجتاحت الهند وباكستان وأدت إلي‮ ‬غرق المحصول هناك وهي‮ ‬أكبر الدول المصدرة والمنتجة للقطن عالمياً‮.. ‬المثير ان شركات الغزل والنسيج شنت حرباً‮ ‬قاسية علي‮ ‬القطن وطالبت بمنع تصديره‮.. ‬أما مزارعو القطن فأكدوا أن أصحاب المصانع هم أول من تخلوا عن القطن المصري‮ ‬وهرولوا إلي‮ ‬القطن المستورد،‮ ‬وما بين مطالبات أصحاب مصانع الغزل بمنع التصدير خوفاً‮ ‬من إغلاق مصانعهم وتشريد عمالهم وآمال الفلاحين في‮ ‬تصدير محصول القطن،‮ ‬تبحث‮ »‬الوفد‮« ‬قضية الذهب الأبيض الذي‮ ‬يريد حلا؟ هل الأفضل تصديره للخارج؟ أم توريده لمصانع الغزل والنسيج؟

أكد التقرير الأسبوعي‮ ‬لهيئة تحكيم واختيارات القطن بالإسكندرية من شهر أكتوبر الجاري‮ ‬2010‮ ‬ان التعاقدات التصديرية التي‮ ‬وقعتها شركات تصدير الأقطان المصرية خلال الأسبوع الثالث من نفس الشهر شهدت تزايد المبيعات بشكل استثنائي‮ ‬مما أثر بشكل كبير علي‮ ‬كمية الأقطان المتاحة نظرياً‮ ‬للتعاقدات الخارجية خاصة الأقطان الطويلة وفائقة الطول خلال الفترة المتبقية من الموسم التصديري‮ ‬الحالي‮ ‬2011‭/‬2010‮ ‬وأوضح التقرير أن الارتفاع الحاد في‮ ‬كمية الارتباطات المسجلة والتي‮ ‬بلغت‮ ‬46‮ ‬ألف طن جاء علي‮ ‬خلفية توقع فرض حظر علي‮ ‬صادرات القطن المصري‮ ‬نتيجة للحملة الإعلامية التي‮ ‬تشنها مصانع الغزل والنسيج المحلية التي‮ ‬تعاني‮ ‬من قلة الوارد من الأقطان لتشغيل المغازل المحلية،‮ ‬وشهدت أسعار تعاقدات الأقطان المصرية الطويلة موسم‮ ‬2011‭/‬2010‮ ‬ارتفاعا ملحوظاً‮ ‬خلال الأسبوع الرابع مقارنة بالسابق حيث بلغ‮ ‬سعر صنف‮ »‬جيزة‮ ‬86‮« ‬180‮ ‬سنتاً‮/ ‬رطل بارتفاع‮ ‬18‮ ‬سنتا،‮ ‬وارتفعت تعاقدات قطن البيما الأمريكي‮ ‬لتصل إلي‮ ‬200‮ ‬سنت‮ / ‬رطل بارتفاع‮ ‬19‮ ‬سنتاً‮.‬

صناعة الغزل والنسيج

وأشار التقرير إلي‮ ‬أنه تنفيذا لبرنامج عاجلاً‮ ‬لانقاذ صناعة الغزل والنسيج والملابس في‮ ‬مصر من تداعيات الارتفاع الكبير في‮ ‬أسعار الأقطان والغزول العالمية والذي‮ ‬وصل إلي‮ ‬100٪‮ ‬في‮ ‬10‮ ‬أشهر منها‮ ‬305‮ ‬زيادة خلال‮ ‬40‮ ‬يومياً‮ ‬أصدر وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد قراراً‮ ‬بسرعة صرف مبالغ‮ ‬المساندة المتأخرة لمصانع الغزل المصرية عن مبيعاتها في‮ ‬السوق المحلية ويجري‮ ‬اتخاذ الإجراءات التنفيذية لصرف هذه المبالغ‮ ‬والتي‮ ‬تصل إلي‮ ‬27‮ ‬مليون جنيه ومن المنتظر بدء الصرف خلال نهاية الأسبوع الرابع من شهر أكتوبر‮ ‬2010‮ ‬بمتوسط‮ ‬2000‮ ‬جنيه عن كل طن‮ ‬غزل مما سيسهم في‮ ‬تحسين الموقف الاقتصادي‮ ‬لشركات الغزل المصرية وتوفير سيولة كبيرة لما تزيد من قدرتها علي‮ ‬شراء القطن‮.‬

وصرح رئيس هيئة تحكيم واختبارات القطن المهندس محمود الباجوري‮ ‬بأن إجمالي‮ ‬ما تم التعاقد علي‮ ‬تصديره من الأقطان المصرية بمختلف أصنافها للأسواق العالمية مع نهاية الأسبوع السادس من الموسم التصديري‮ ‬للقطن‮ ‬2011‭/‬2010‮ ‬بلغ‮ ‬مليوناً‮ ‬و465‮ ‬ألفا و280‮ ‬قنطار قطن لتلبية احتياجات‮ ‬21‮ ‬دولة من مختلف دول العالم وتقدر القيمة المتوقع تحصيلها من تلك التعاقدات بنحو‮ ‬254‮ ‬مليوناً‮ ‬و378‮ ‬ألفا و774‮ ‬دولارا أمريكيا‮.‬

وقال الباجوري‮ ‬انه تم خلال الأسبوع السادس فقط التعاقد علي‮ ‬تصدير‮ ‬163‮ ‬ألفا و720‮ ‬قنطار قطن منها‮ ‬42‮ ‬ألفا و360‮ ‬قنطاراً‮ ‬لصنف جيزة‮ ‬88،‮ ‬بمتوسط سعر‮ ‬185‮ ‬سنتا‮/ ‬رطل و114‮ ‬ألفا و360‮ ‬قنطاراً‮ ‬لنصف جيزة‮ ‬86‮ ‬بمتوسط سعر‮ ‬165‮ ‬سنتا‮/ ‬رطل و7‮ ‬آلاف قنطار لصنف‮ »‬جيزة‮ ‬80‮« ‬بمتوسط سعر‮ ‬118‮ ‬سنتا‮/ ‬رطل،‮ ‬وأشار إلي‮ ‬ان أكبر كمية تعاقدات للصنف‮ »‬جيزة‮ ‬86‮ ‬طويل‮« ‬بنسبة‮ ‬81‮ ‬و95٪‮ ‬من الأصناف الطويلة‮ ‬يليه صنف‮ »‬جيزة‮ ‬88‮ ‬طويل ممتاز‮« ‬بنسبة‮ ‬93‭.‬93٪‮ ‬من الأصناف فائقة الطول،‮ ‬وأفاد أنه مع نهاية الأسبوع السادس من الموسم التصديري‮ ‬الحالي‮ ‬2011‭/‬2010‮ ‬ارتفع عدد الدول المتعاقدة إلي‮ ‬21‮ ‬دولة تحتل الهند المركز الأول بنسبة‮ ‬29٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬الارتباطات تليها سويسرا بنسبة‮ ‬25٪‮ ‬ثم الصين‮ ‬9‭.‬29٪‮.‬

أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي‮ ‬أعلن تصدي‮ ‬وزارة الزراعة لمطالبات مصانع الغزل بوقف تصدير القطن المصري‮ ‬لارتفاع أسعار الغزول العالمية وقال‮: ‬إن ذلك مستحيل ولن تقبل به الحكومة لان ذلك‮ ‬يمثل ظلماً‮ ‬شديداً‮ ‬وإجحافاً‮ ‬بحق الفلاح المصري،‮ ‬مشيرا إلي‮ ‬أنه سيتم بحث آليات مساعدة هذه الشركات لحماية عمالتها وضمان تشغيلها وعدم تحملها أي‮ ‬خسائر وقال‮: ‬من‮ ‬يريد القطن المصري‮ ‬فليدفع ثمنه أولا موضحاً‮ ‬أن‮ ‬90٪‮ ‬علي‮ ‬الأقل من المصانع في‮ ‬مصر‮ ‬غير مهيأة للتعامل مع القطن المصري‮ ‬الفائق الطويل ولا جدوي‮ ‬اقتصادية من استخدامها له ولاستطلاع شرائه،‮ ‬وقال أباظة إن الحكومة تسعي‮ ‬حالياً‮ ‬إلي‮ ‬الانفتاح علي‮ ‬أسواق القطن العالمية العملاقة بفتح جميع مناشئ الاستيراد للقطن المتوسط الطول والقصير بأي‮ ‬دولة بشرط توافقها مع الإجراءات والاشتراكات المحجرية المصرية وأنه تم بالفعل أسواق بنين وبوركينا فاسو وساحل العاج وهناك‮ ‬6‮ ‬مناشئ افريقية جديدة تقدمت بها الشركة القابضة للأقطان أبرزها إثيوبيا وأوغندا وزامبيا وموزمبيق،‮ ‬وهناك سعي‮ ‬لفتح أسواق البرازيل وشرق أمريكا والصين وتركيا والهند

وباكستان وكشف ان مخاوف نقل آفة دودة لوزة القطن الأمريكي‮ ‬الخطيرة إلي‮ ‬الأراضي‮ ‬المصرية تعوق فتح أسواق شرق أمريكا خاصة أن فريق الحجر الزراعي‮ ‬المصري‮ ‬لم‮ ‬يقتنع بالإجراءات الأمريكية لمكافحتها عند معاينتها في‮ ‬عدة ولايات أمريكية وتم إرجاء القرار النهائي‮ ‬لحين تحديد اللجان العلمية والمحجرية المصرية لأفضل طرق التخلص منها ومكافحتها سواء بالكبس،‮ ‬أو الحلج،‮ ‬أو ما شابه وإلا فلن تفتح السوق الأمريكية‮.‬

وأضاف الوزير أمين أباظة‮: ‬ان المزارع المصري‮ ‬ظل داعماً‮ ‬لصناعة الغزل والنسيج لنحو‮ ‬30‮ ‬سنة كاملة في‮ ‬الفترة ما بين عامي‮ ‬1963،‮ ‬1993‮ ‬ولم‮ ‬يكن‮ ‬يحصل علي‮ ‬40٪‮ ‬فقط من السعر الحقيقي‮ ‬لمحصوله حيث كانت الدولة هي‮ ‬المشتري‮ ‬الوحيد للقطن ومع بداية سياسات التحرير أصبح من حقه أن‮ ‬يبيع لمن‮ ‬يدفع له السعر المناسب والحقيقي‮ ‬سواء في‮ ‬مصر أو خارجها‮!!‬

القطن نوعان

أما الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس مجلس القطن فأكد أن القطن نوعان‮ ‬يتم زراعتهما عالمياً،‮ ‬هناك القطن قصير ومتوسط التيلة وهو الأول والثاني‮ ‬طويل التيلة المصري،‮ ‬وتصل نسبة النوع الثاني‮ ‬حوالي‮ ‬3٪‮ ‬من إنتاج القطن عالمياً‮ ‬وتستحوذ مصر وحدها علي‮ ‬35٪‮ ‬من النوع طويل التيلة وذلك بقيمة‮ ‬105‮ ‬آلاف طن‮ - ‬وبالرغم من ذلك فإن انتاج مصر‮ ‬يصل إلي‮ ‬حوالي‮ ‬1٪‮ ‬من الإنتاج العالمي‮ ‬المقدر ما بين‮ ‬23‮ ‬و26‮ ‬مليون طن‮.‬

مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬ان المشكلة الحالية ترجع إلي‮ ‬أن الماكينات القديمة في‮ ‬مصانع الغزل لا‮ ‬يمكنها الاستفادة من القطن المصري‮ ‬طويل التيلة كما‮ ‬يحدث في‮ ‬أوروبا‮.‬

واعتمدت المصانع المحلية علي‮ ‬القطن المستورد قصير التيلة بجودة تقل كثيراً‮ ‬عن جودة القطن المصري‮ ‬لانخفاض سعر المستورد عن المصري،‮ ‬وعندما حدثت فيضانات باكستان والهند والصين أكبر الدول إنتاجاً‮ ‬ظهرت المشكلة‮.‬

هزة عنيفة

المهندس عادل عزي‮ ‬رئيس اللجنة العامة لتنظيم تجارة القطن قال‮: ‬إن محصول القطن المصري‮ ‬تعرض لهزة عنيفة في‮ ‬السنوات الأخيرة نتيجة بعض القرارات الأمر الذي‮ ‬أدي‮ ‬إلي‮ ‬خروج الكثير من المزارعين من طابور إنتاجه،‮ ‬والعلاج ليس بالقرار أو تشكيل اللجان ولكن بإعلان صريح‮ ‬يتضمن أسعارا إضافية وامتيازات تعيد الثقة للمنتجين الزراعيين بالشعور بالأمان والحماية التي‮ ‬يتمتع بها رجال الصناعة في‮ ‬مجالات ليست أهم من محصول القطن الذي‮ ‬هو عصب التصدير والتصنيع‮ .. ‬هذا إذا كنا جادين في‮ ‬إصلاح منظومة القطن بدءاً‮ ‬من الإنتاج وحتي‮ ‬استعادة الأسواق العالمية‮.. ‬ولقد سبق ان حذرنا من خطورة تراجع زراعة القطن في‮ ‬مصر وتأثير ذلك في‮ ‬الدخل القومي‮ ‬والعائد للفلاح وفقدان مصر للأسواق التقليدية العالمية التي‮ ‬ظلت عشرات السنين مقصورة علي‮ ‬القطن المصري‮ ‬وطالب بالتوسع في‮ ‬مساحاته وإقرار حوافز للمنتجين حيث ان المؤشرات العالمية والاحتياجات المحلية للقطن المصري‮ ‬تؤكد ازدياد الطلب عليه وارتفاع أسعاره اتساقا مع الارتفاع في‮ ‬أسعار الحاصلات الزراعية عالمياً،‮ ‬ويؤكد أن الأسعار ستكون مرتفعة نظراً‮ ‬لزيادة الطلب عليه سواء من مصانع الغزل المحلية أو المستوردين‮ ... ‬وحذر من إيقاف تصدير قطان المصرية للخارج لأن ذلك سيهز باقتصاديات الدولة ويؤدي‮ ‬إلي‮ ‬لجوء مستوردي‮ ‬القطن المصري‮ ‬إلي‮ ‬استخدام أقطان أخري‮ ‬مثل البيما الأمريكي‮ ‬وعزوفها عن القطن المصري‮ ‬خاصة ان المستورد الذي‮ ‬يخرج من السوق المصرية من الصعب استعادته مرة أخري؟

أرقام‮!!‬

خريطة استهلاك المغازل المحلية تؤكد انها تصل إلي‮ ‬أربعة ملايين قنطار مقابل إنتاج حوالي‮ ‬2‭.‬5‮ ‬مليون قنطار مما‮ ‬يترتب عليه ضرورة الاتجاه إلي‮ ‬استيراد أقطان‮.‬

وصل إنتاج عام‮ ‬2009‮- ‬2010‮ ‬إلي‮ ‬1‭.‬9‮ ‬مليون قنطار وزاد إلي‮ ‬2‭.‬6‮ ‬مليون قنطار هذا العام‮ ‬2011‭/‬2010‮ ‬مقابل‮ ‬12‮ ‬مليون قنطار في‮ ‬الثمانينيات‮.‬

اللجنة العامة لتنظيم تجارة القطن تم تأسيسها بعد صدور القانون‮ ‬2010‮ ‬لسنة‮ ‬1994‮ ‬الخاص بتحرير القطن‮.. ‬وهي‮ ‬اللجنة التي‮ ‬تضم التجار الذين‮ ‬يتعاملون مع الفلاحين ويصل عددهم إلي‮ ‬246‮ ‬تاجراً‮.‬