بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الصورة الحقيقية للإسلام‮ .. ‬غائبة

"‬إن ذهبت إلي المسجد فاحترس من الخطر‮" ‬ذلك هو الانطباع الذي‮ ‬وصلنا عندما ذهبنا إلي أداء الصلاة بالمسجد الوحيد بسان فرانسيسكو‮ ‬،‮ ‬فقد تلقينا تحذيرات بخطورة هذا المكان‮ ‬، فهو لا‮ ‬يعدو أن‮ ‬يكون طابقا في‮ ‬أحد المباني‮ ‬،‮ ‬وأنه مليء بالمشردين‮ ‬،‮ ‬وأن علينا ترك كل ما نخشي عليه إن أردنا دخول المسجد‮ ‬،‮ ‬لدرجة أن عدداً‮ ‬من الزملاء بدءوا‮ ‬يتراجعون عن أداء صلاة الجمعة حتي لا‮ ‬يلقوا بأيديهم إلي التهلكة‮!!‬

وبعد مفاوضات قررنا أن نترك كل شيء وندخل لاستكشاف المسجد علي أن‮ ‬ينتظرنا السائق حتي نعود في‮ ‬حالة شعورنا بالخطر‮ ‬،‮ ‬وأعترف أن التحذيرات التي‮ ‬تلقيتها جعلتني‮ ‬أشعر أن خروجي‮ ‬من المسجد‮ ‬يعني‮ ‬أنني‮ ‬ولدت من جديد‮ ‬وأنني‮ ‬سأخرج مصابة علي أقل تقدير‮!! ‬

وأخيرا دخلت إلي المسجد‮ " ‬مركز الخطر‮" ‬،‮ ‬كان طابقا في‮ ‬الدور العلوي‮ ‬من أحد المباني‮ ‬،‮ ‬لا‮ ‬يختلف كثيرا عن المساجد التي‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ ‬،‮ ‬نوافذ كبيرة‮ ‬،‮ ‬والجدران تحمل نقوشاً‮ ‬إسلامية‮ ‬،‮ ‬والنجف في‮ ‬السماء‮ ‬،‮ ‬باب الدخول واحد للنساء والرجال‮ ‬،‮ ‬حيث‮ ‬يتوجه الرجال إلي الصفوف الأمامية بينما تقف النساء في‮ ‬الخلف،‮ ‬معظم المصلين كانوا من باكستان والدول العربية‮ .‬

كانت الخطبة بالإنجليزية تخللتها بعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة باللغة العربية‮.‬

يوجد في‮ ‬المسجد أرفف للمصاحف وأخري للكتب‮ ‬،‮ ‬ووضع أمام باب المسجد إعلانات عن أداء فريضة الحج من خلال بعض الشركات‮..‬

خرجنا من المسجد بعد أداء الصلاة دون أن‮ ‬يصيبنا أي‮ ‬مكروه‮ ‬،‮ ‬وأثار ذلك في‮ ‬ذهني‮ ‬تساؤلات عديدة عن السبب في‮ ‬أن تكون هذه هي‮ ‬الصورة الذهنية عن المسجد في‮ ‬أذهان الكثيرين‮..‬

كثيرا ما كنت أتلقي أسئلة حول وضع المرأة في‮ ‬الدول الإسلامية‮ ‬،‮ ‬وأنها تتعرض للعديد من القيود‮ ..‬كنت أجيب عن هذا السؤال بالقول‮ :"‬أنني‮ ‬صحفية‮ ‬،‮ ‬وأرتدي‮ ‬الحجاب وسافرت إلي الولايات المتحدة وحدي‮ ‬،‮ ‬فلو كانت المرأة

تتعرض لهذه القيود لما كنت معكم اليوم‮ ‬،‮ ‬ولكن المشكلة تكمن في‮ ‬الفهم الخاطيئ للدين‮ "‬

وفي‮ ‬حالات نادرة‮ ‬،‮ ‬كنت أشعر بنظرات ريبة وتحفظ عندما أبادر أحدا بالتحية‮ ‬وكنت أشك في‮ ‬أن الحجاب أحد الأسباب،‮ ‬ولكني‮ ‬كنت ألتمس العذر عندما استرجع الانفجارات والجرائم التي‮ ‬ارتكبت،‮ ‬بدعوي الإسلام،‮ ‬رغم أن العنف لايمت إلي الإسلام بأي‮ ‬صلة‮ ‬،‮ ‬فالمشكلة الرئيسية أننا لم ننجح في‮ ‬تقديم أنفسنا رغم مرور أكثر من‮ ‬14‮ ‬قرنا علي نزول الإسلام‮ ..‬

ويصيبني‮ ‬الدهشة والاستفزاز في‮ ‬آن واحد عندما أستمع إلي أصوات لا زالت تدعو إلي عدم السفر إلي الدول‮ ‬غير الإسلامية أو التحاور معهم‮!! ‬ولا‮ ‬يمكن أن أفهم أو أبرر المنطق الذي‮ ‬بنوا عليه دعواتهم‮.‬

تذكرت عبارة‮ "‬إسلاموفوبيا‮" ‬أو الخوف من تأثير الإسلام في‮ ‬الدول الغربية‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬تتناقلها وسائل الإعلام العربية‮ ‬،‮ ‬واستبعدت وجود أي‮ ‬مخاوف من المسلمين بسبب قوة تأثيرهم‮.‬

ولايعني‮ ‬ذلك إنكار خطط حرق المصحف في‮ ‬امريكا ونشر الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم‮ ‬،‮ ‬وغير ذلك من الاعتداءات التي‮ ‬يتعرض لها الإسلام‮ ‬،‮ ‬ولكن من‮ ‬غير المنطقي‮ ‬تبرير ذلك بالخوف من الإسلام متجاهلين حالة الهوان والضعف التي‮ ‬يعيشها المسلمون وانتشار الكثير من المفاهيم الخاطئة حول الإسلام‮ .‬