ما بين التصريح والتصحيح
أحدث التصريح المنسوب للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي صدمة في الأوساط الخليجية والمصرية يوم أمس ، مرت إثنتا عشرة ساعة من تضارب المشاعر وتصادمها مع الواقع الجديد الذي أحدثه ذلك التصريح ، أثارت خلالها تساؤلات كان من حقنا جميعاً أن نحصل على إجابات شافية لها ،
ولم يحدث ذلك ، تركنا تائهين بين الشامتين والمطبلين والراقصين ، واستل "دواعش" الإخوان والمتأمركين "ألسنتهم" وآلتهم التنظيمية الموجهة عبر مواقع التواصل ليردحوا ، ونحن لا نعرف ماذا نقول ، هم سعداء ، ونحن محزونون ، هم ينظرون ويفلسفون ، ونحن عاجزون عن الرد ، نسأل عن مصيرنا المشترك الذي وعيناه جيداً خلال السنوات الأربع الماضية ، ونسأل عن كل ذلك الدعم والمساندة منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن ، ونسأل عن حالنا دون مصر ، وحال مصر دوننا ، ونسأل عن نجاح إعلام تنظيم مهزوم في شق صفوفنا ، ونسأل عن إعلام "المتسلقين" والطفيليين الذي صنعناه فعجز عن مواجهة صبية المواقع الالكترونية ، ونسأل عن اختراقات الخلايا النائمة لأجهزتنا وكيف تتغير المواقف وتتضخم الأقاويل دون أن نجد تفسيراً لها .
نصف يوم من التيه والإحباط ، وبعدها ، بعد أن استثمر ذلك التصريح من قبل كل الأطراف المعادية للعروبة والإسلام ، وبعد أن جنوا الأرباح وحققوا المراد ، بعد كل ذلك ، وعند منتصف الليل جاء التصريح للتصحيح ، ووضع الدكتور الزياني النقاط على الحروف التي تستحقها ، فصحح ووضح وأصلح ، ولكن الكسر لم يجبر ، وهذه حقيقة غير خاضعة للعاطفة ، حقيقة تعطينا الحق في إثارة القضية التي نحاول أن نتجنب الخوض فيها ، فإن كان هناك غبار عالق علينا أن ننفضه ، وإن كانت هناك "تراجعات" من البعض علينا أن نرفع عنها الستار ، فهذه قضية لا تقبل القسمة ، ولا تحتمل
منذ وفاة الملك عبد الله رحمه الله ونحن نعيش حالة من الاضطراب النفسي ، والسبب تلك الهجمة الشرسة من الأعداء ، أعداء الأمة ، الذين يتحدثون عن تبدل في المواقف ، وينادون إلى تحالفات جديدة ، ويعيدون تلميع الإخوان وأردوغان ، ويمنون على مصر ، وأغلب هؤلاء كانوا يتحدثون من الداخل وليس الخارج ، والكل صامت ، وكأن هناك من هو راض عن ما يقولون ، حتى جاء تصريح الزياني المزيف والمنسوب كما قال ، رغم إنه نشر على موقع مجلس التعاون ، وهنا علينا أن نقف ، ونطالب أمين عام مجلس التعاون بكشف الحقيقة ، حقيقة التصريح الأول وما دار خلال ألاثنتي عشرة ساعة ، احتراماً لحقوق الناس في معرفة الأرضية التي يقفون عليها وهم يرون الأخطار المحدقة .